قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الخميس، إن بلاده تجد الدعوة إلى “الحل العاجل والسلمي والمستدام لكل النزاعات في العالم الإسلامي”، مثمنًا المفاوضات السعودية الإيرانية الأخيرة والتي أفضت إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ولد الغزواني كان يتحدث في افتتاح الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية بمنظمة التعاون الإسلامي، والتي تنعقد تحت شعار “الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار”.
وقال ولد الغزواني في خطابه إن “حاجتنا اليوم إلى عالم إسلامي آمن ومستقر ومتكامل اقتصاديا، أشد إلحاحا من أي وقت مضى، نظرا لما يجتاح العالم اليوم من أزمات أمنية واقتصادية وبيئية هدامة، يحتاج الصمود في وجهها للكثير من التعاضد وتوحيد الجهود”.
وأضاف: “نشجع كل المسارات التفاوضية والحوارية الهادفة إلى تجاوز الخلافات، وإلى التقريب بين الدول والشعوب الإسلامية، وننوه في هذا السياق بالمفاوضات السعودية الإيرانية الأخيرة راجين لها التوفيق”.
وأوضح ولد الغزواني أن “القيم التي تأسست عليها منظمتنا، منظمة التعاون الإسلامي، من تآخ وتسامح وتآزر وصهر للجهود خدمة لمصالح وتطلعات شعوبنا، تشكل كنه ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو في جوهره رسالة سلام ودين وسطي واعتدال”.
وشدد الرئيس الموريتاني على أنه “ليس من المعقول ولا من المقبول لأمة هذه قيمها، أن يسود فيها غير الأمن والتعاضد والوئام، ولذا فإن علينا جميعًا بذل كافة الجهود الممكنة في سبيل فض كل النزاعات القائمة بين بعضنا البعض، على نحو يحفظ لكل دولة من دولنا حوزتها الترابية وسيادتها، ويجعل منها عنصرا فاعلًا في تحقيق التطور والتنمية المستدامة في فضائنا الإسلامي بمجمله”.
وأضاف أن يتعين على دول العالم الإسلامي “الدفع بالعمل الإسلامي المشترك في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي بين بلداننا بتعزيز تبادل الخبرات وتنمية التجارة البينية وترقية الاستثمارات، وخلق مناخ يشجع رأس المال الإسلامي ويوجهه إسهاما في بناء التنمية المستديمة”، وفق تعبيره.
وفي سياق حديثه عن شعار الدورة، قال ولد الغزواني إنه “يعكس عمق إدراكنا جميعا لضرورة ترسيخ ثقافة الاعتدال والتسامح والتآخي عملا بتعاليم ديننا الحنيف، وضمانا للسلام وتوفيرا لشروط التنمية والازدهار”.
وقال إنه من ذلك المنطلق “بذلت بلادنا ولا تزال تبذل جهودا كبيرة في محاربة الغلو والتطرف، وفي العمل على ترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال، ولنا في هذا المجال شراكة مثمرة مع أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تنظيم مؤتمر سنوي لتعزيز السلم في أفريقيا”.
وأكد ولد الغزواني أن جهود موريتانيا “تندرج ضمن استراتيجية وطنية متكاملة ومندمجة لمحاربة الإرهاب، نعززها إقليميا بالعمل المشترك مع إخوتنا في مجموعة دول الساحل الخمس التي نتولى حالي رئاستها الدورية، لكن علاوة على محاربة الغلو والتطرف والإرهاب لا بد لنا جميعا أن نواجه بحزم وصرامة محاولات تشويه ديننا الحنيف عبر حملات الإسلاموفوبيا المتكررة”.
وثمن الرئيس الموريتاني “قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، القاضي باعتماد اليوم 15 من شهر مارس من كل سنة يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا”.