أعلنت الحكومة الموريتانية، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيزور مدينة النعمة مطلع شهر مارس المقبل، على أن يرأس فيها مجلس الوزراء.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة نتائج “الطاولة المستديرة لتنمية ولاية الحوض الشرقي”، ترأسه الوزير الأول محمد ولد بلال.
وأوردت الوكالة الموريتانية للأنباء (رسمية)، ناقش الاجتماع التحضير لزيارة الرئيس واجتماع الحكومة بمدينة النعمة، بالإضافة إلى مستوى تنفيذ المشاريع التي أسفرت عنها الطاولة المستديرة.
وأفاد نفس المصدر أن الوزير الأول، قبيل اختتام اجتماع اللجنة الوزارية، أعطى تعليمات بالعمل على “إنجاح زيارة الرئيس الموريتاني المرتقبة لولاية الحوض الشرقي”.
وأضاف ولد بلال أن ذلك يتم عبر “رفع كافة العراقيل التي تحول دون استفادة ساكنة الحوض الشرقي من المقدرات التنموية التي تتمتع بها المنطقة”، وفق تعبيره.
وتعدُّ الطاولة المستديرة لتنمية الحوض الشرقي، مبادرة أطلقتها الحكومة الموريتانية يوم 27 نوفمبر 2021، في مدينة النعمة، مكنتها من تعبئة 118 مليون دولار أمريكي، لتمويل 29 مشروعا تنمويا في ولاية الحوض الشرقي، عبر تعهدات صادرة عن الشركاء التنمويين وخاصة “تحالف الساحل” الذي تقوده فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وقدمت الحكومة خلال الطاولة المستديرة، برنامجا استثماريا موجها إلى الحوض الشرقي، يمتد في الفترة من 2022 وحتى 2025، على شكل محفظة تضم 29 مشروعا بكلفة إجمالية تبلغ 3.7 مليار أوقية، أي ما يناهز 100 مليون دولار أمريكي.
ولكن في نهاية الطاولة تجاوزت التعهدات ما كانت تسعى له الحكومة، حين وصلت إلى 4.3 مليار أوقية، أي 118 مليون دولار أمريكي.
وقال الوزير الأول محمد ولد بلال، معلقا آنذاك على نتائج الطاولة المستديرة، إنها “فاقت التوقعات”.
وجاء في البيان الختامي أن المشاريع موزعة على ثلاثة ركائز أساسية؛ ركيزة النمو، ركيزة رأس المال البشري، ركيزة دعم الحكامة واللامركزية، وفي الركيزة الأولى المتعلقة بالنمو، ستخصص 672 مليون أوقية جديدة للتنمية الحيوانية، و635 مليون أوقية جديدة للمياه القروية والرعوية.
أما الركيزة الثانية المتعلقة برأس المال البشري، ستخصص لها 599 مليون أوقية جديدة، فيما ستخصص للركيزة الثالثة المتعلقة بدعم الحكامة واللامركزية مبلغ 1.416 مليار أوقية جديدة.
وتعقد اللجنة الوزارية التي يرأسها محمد ولد بلال بشكل دوري اجتماعات لمتابعة تنفيذ هذه المشاريع.
من جهة أخرى، ستكون مدينة النعمة هي ثاني عاصمة ولاية تحتضن مجلس الوزراء، بعد مدينة روصو التي احتضنته الشهر الماضي.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قد أعلن خلال زيارته لروصو، أن الحكومة ستعقد “مجالس أو حلقات ستتكرر في بعض ولايات الوطن الأخرى”.
وأوضح أن هدفها هو نقاش “المواضيع التنموية الكبرى ذات الارتباط الوثيق بالميزات الاقتصادية الأساسية لتلك الولاية أو تلك المنطقة” التي سينعقد فيها مجلس الوزراء.
وأضاف في السياق ذاته أن هدفها أيضًا “الاطلاع على أوضاع العامة في الولاية، والتداول مع أطرها، ومع فاعليها السياسيين والاقتصاديين في المجالات التي تهم الولاية، ومن خلال ذلك الاطلاع على أبرز المشاكل المطروحة والتفكير معًا في أنجع السبل للتغلب على المشاكل المطروحة”، على حد تعبيره.