عقد وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، مساء أمس الاثنين، اجتماعًا مع سبعة من السفراء الغربيين، وذلك بالتزامن مع تطور قضية مقتل الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين، وما رافقها من احتجاجات وشائعات منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب وزير الخارجية عبر حسابه على “تويتر” أن اللقاء شمل سفراء الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، واليابان، والمملكة المتحدة، والقائم بالأعمال بالنيابة بالسفارة الإسبانية، والقائمة بالأعمال بالنيابة في سفارة ألمانيا الاتحادية، والقائمة بالأعمال بالنيابة بممثلية الاتحاد الأوروبي.
وأضاف الوزير في تغريدة أخرى مقتضبة: “بحثنا خلال اللقاء مختلف مجالات التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك”، دون الخوض في تفاصيل هذه القضايا.
الوكالة الموريتانية للأنباء (رسمية)، نشرت الخبر مشيرة إلى أن اللقاء جرى بحضور محمد الأمين ولد ملاي اعلي، السفير المدير العام لمديرية التعاون متعدد الأطراف، وفاتو حم لغريب، السفيرة مديرة الاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية المتوسطية.
ولم تكشف الوكالة الرسمية أي تفاصيل أخرى حول اللقاء.
تشرفت اليوم باستقبال أصحاب السعادة سفراء الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، واليابان، والمملكة المتحدة، والقائم بالأعمال بالنيابة بالسفارة الإسبانية، والقائمة بالأعمال بالنيابة في سفارة ألمانيا الاتحادية، والقائمة بالأعمال بالنيابة بممثلية الاتحاد الأوروبي في بلادنا. pic.twitter.com/blXec0uV9v
— Mohamed Salem Merzoug (@MS_Merzoug) February 13, 2023
رفض للتعليق
“صحراء ميديا” تواصلت مع مصادر داخل وزارة الخارجية الموريتانية، ولكنها اعتذرت عن إعطاء أي تفاصيل حول ما جرى في اللقاء بين الوزير والسفراء الغربيين.
وقال مصدر في الوزارة: “ما لدي من معلومات منشور على الوكالة الموريتانية للأنباء”.
وحين سألنا المصدر عن وجود علاقة بين لقاء الوزير والسفراء بمقتل الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين، اكتفى بالقول: “لا أعرف”.
بحثنا خلال اللقاء مختلف مجالات التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك. pic.twitter.com/09oEFlBKlm
— Mohamed Salem Merzoug (@MS_Merzoug) February 13, 2023
أعرافٌ دبلوماسية
من جهة أخرى، لم تستبعد مصادر خاصة أخرى تحدثت لـ “صحراء ميديا”، أن يكون للقاء علاقة مباشرة بالأوضاع داخل البلد، وخاصة مجريات التحقيق في “الجريمة” التي أغضبت الموريتانيين، حين قتل الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين في مفوضية للشرطة.
وأضافت المصادر أنه من الأعراف الدبلوماسية أن تطلع السلطات ممثلي بعض البعثات الدبلوماسية بأي تطورات داخلية مهمة، خاصة حين يتعلق الأمر بملف حقوقي أو سياسي.
وتبدي السفارات الغربية دومًا اهتماما زائدًا بمثل هذا النوع من الملفات، وهي تتابع عن كثب تطور قضية الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين.
وقالت المصادر إن انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، ومساعي بعض الناشطين للضغط عبر الشارع، كلها أمور تدفعُ السلطات الموريتانية إلى إطلاع المجموعة الدولية على حقيقة ما يجري.
تحذير أمريكي
السفراء الغربيين الذين التقى بهم وزير الخارجية، كانت السفيرة الأمريكية سنتيا كريشيت في مقدمتهم، وهي التي أطلقت سفارتها تحذيرًا من “مظاهرات عنيفة” في مقاطعة دار النعيم، شمال شرقي نواكشوط.
وطلبت السفارة من “موظفي الحكومة الأمريكية” الموجودين في نواكشوط “تجنب المرور من المنطقة”، كما دعتهم إلى “تجنب منطقة دار النعيم، ومتابعة وسائل الإعلام المحلية لتحديث المعلومات”.
التعليمات التي أصدرت السفارة الأمريكية في إشعار أمني عبر النسخة الإنجليزية من موقعها الإلكتروني، شملت “تجنب الحشود والمظاهرات، والابتعاد عن الأضواء”.
أما سفير المملكة المتحدة في نواكشوط كولين ويلس، فقد نشر يوم السبت 11 فبراير الجاري، تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يطلب فيها ربطه بأي من مواطني المملكة المتحدة في موريتانيا.
وقال السفير: “رجاء ساعدوني، إذا كنتم تعرفون مواطنًا بريطانيا يعيش في موريتانيا، فشاركوا معه هذه التغريدة”.
تغريدة السفير كانت عبارة عن صورة فيها بريد إلكتروني، أرفقها السفير بقوله: “من وقت لآخر، أود أن ألتقي بجاليتنا الصغيرة هنا، والحديث معهم حول المشاكل التي تشغلهم، شكرًا”.
وأنهى السفير تغريده دون أن يشير إلى الأوضاع داخل البلد، أو الأحداث الجارية في نواكشوط.
Please help me. If you know, a British national living in Mauritania, please can you share this with them. Every so often, I like to meet the small community here and talk about issues that are on their mind. Thank you. ?? pic.twitter.com/RpLCzVgXQL
— Colin Wells (@ColinWellsUK) February 11, 2023