سارع الطفل “المختار” إلى أمه ليعانقها، التي حصنته ببعض الأدعية، قبل الدخول إلى مدرسة “التطبيق” بنواكشوط، لإجراء مسابقة دخول السنة أولى إعدادية.
“المختار” واحد من 103 آلاف تلميذ مترشح لمسابقة دخول السنة أولى إعدادية، التي انطلقت صباح اليوم الاثنين في جميع ولايات الوطن.
في ساعة مبكرة من الصباح بدأ أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة، التوافد إلى مدرسة التطبيق بحي لكصر الشعبي، معظمهم يجري المسابقة للمرة الأولى.
بدا على وجوههم القلق، وزاد ارتباكهم حين شاهدوا أفرادًا من الأمن عند البوابة الرئيسية للمدرسة، بملابسهم العسكرية وأسلحتهم، في مشهد اثار خوف الأطفال الذين يستعدون لمسابقة مهمة في بداية مسارهم الدراسي، وخاصة الطفل “المختار” المعتاد فقط على حارس المدرسة بزيه المدني البسيط.
تردد الطفل في الدخول إلى المدرسة، فعاد إلى والدته التي طمأنته بأن أفراد الأمن جاؤوا فقط من أجل تنظيم المسابقة للحيولة دون الفوضى، كلماتها لم تبدد فزعه إلا عندما اقتادته إلى البوابة، فيما كان أفراد الأمن يطلبون من أسر المترشحين الابتعاد عن البوابة.
دخل الأطفال، فيما تجمع ذووهم غير بعيد من أسوار المدرسة، ينتظرون ويتسقطون الأخبار، وحالة من التوتر تجمعهم، حتى وكأنهم هم من يخوضون الامتحان لا أطفالهم.
تقول “مريم بنت ازوين” إنها حاولت التخفيف عن ابنها، وتبديد هواجسه بأن مسابقة دخول السنة أولى إعدادية مجرد امتحان مثل الامتحانات التي سبق أن أجراها في المدرسة.
وتضيف أنها اختارت حضور هذه المسابقة من أجل تشجيع “ابنها” والوقوف معه في هذه الأيام، لأنه يخوض لأول مرة مسابقة وطنية، وهو في أمس الحاجة إلى العناية والتحفيز.
وتضيف: “اعقد آمالا كبيرا عليه”.
أما “محمد محمود” وهو والد أحد المتسابقين، انتقد حضور أفراد الأمن في مسابقات السنة أولى إعدادية، معتبرا أن وجودهم يفزع الأطفال ويشتت أذهانهم.
وقال في حديث لـ “صحراء ميديا” إن الأطفال يجب وضعهم في أجواء مناسبة، تمنحهم الطمأنية، وهو ما يتناقض مع المظاهر الأمنية.
وتابع: “الطفل هش وحساس، يجب على الوازرة التعامل بهذا المنطق، وأن تلغي هذه الإجراءات المصاحبة للمسابقة، فالأطفال يخافون من أفراد الأمن فقد ترسخ ذلك الخوف في أذهانهم أكثر، ووجودهم خطأ يجب تفاديه في السنوات المقبلة”.
فيما ينتظر الأسر خروج أبنائهم من الامتحان، يجري رئيس المركز محمد يحظيه ولد سالم جولة في القاعات ليتأكد من حضور جميع المترشحين، والوقوف على جاهزيتهم لإجراء الامتحان.
فيما أخذ المراقب يلقي النصائح على مسامع المتسابقين، يذكرهم بالأحاديث النبوية الشريفية التي “تحرم” الاختلاس أو الغش، مؤكدا بأنهم سيمتحنون في المقرر الدراسي الذي درسوه طيلة سنة دراسية.
وبحسب رئيس مركز تطبيق 1 محمد يحظيه ولد سالم، فإن حوالي 222 مترشحا يجرون المسابقة موزعين على ست فصول.
وأضاف أنه بعد جولته لاحظ غياب 10 مترشحين عن اليوم الأول من المسابقة، مؤكدا أن الامتحان انطلق في جو “مريح” لم تعترضهم مشاكل أو صعوبات.