نواكشوط ـ صحراء ميديا
مر اليوم الثاني لإضراب النقابات العمالية في موريتانيا، قريبا من وتيرة اليوم الأول، حيث تضاربت مؤشرات نجاح الإضراب وفشله، حسب الجهات التي تصدر المواقف، ففيما تقول المصادر القريبة من الإدارات الجهوية للتعليم إن الإضراب فشل، وانه حقق فقط قرابة 3 في المائة من النجاح الذي تصبو إليه النقابات، تقول الأخيرة إن اليوم الثاني كما اليوم الأول شهد نجاحا تجاوز 98 في المائة في بعض المناطق.
مواقف .. ومشاهد
كانت ساحة الثانوية الوطنية وسط العاصمة نواكشوط شبه خالية من الطلاب مع بداية الدوام اليومي، وقال احد الطلاب إن زملائه داخل القاعات يتلقون دروسهم وان الإضراب لم يؤثر عليهم.
اغلب الموظفين في الثانوية الوطنية منتسبون للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي، ويدرس بها 48 أستاذا ينتسب منهم للنقابة 27 أستاذا، وقال مدير الثانوية التي تحوي أقسام السوادس وسبعة من فصول النظام التربوي الجديد، إن خريطة الإضراب على مؤسسته تبين انه خلال اليوم الأول، أي يوم أمس مابين الساعة الثامنة صباحا وحتى العاشرة، وانه كان من المفترض أن يأتي 21 أستاذا، وانه وصل إلى الأقسام 19 وتغيب اثنان فقط وفي نفس اليوم ما بين الساعة العاشرة والثانية عشرة تغيب أستاذ واحد من أصل 21 أستاذا.
وأوضح مدير الثانوية بصحراء ميديا محمد الأمين ولد محمد فال، أن نفس الوضعية حصلت اليوم الثلاثاء حيث يبدو ان 3 فقط من الاساتذة ينفذون الاضراب مؤكدا ان الاضراب حق مشروع، وطريقة يكفلها القانون للاحتجاج، وان ذلك لا يفسد طيب العلاقة العملية بين المؤسسات التعليمية وطاقمها التدريسي.
واضاف المدير ان الطاقم الذي يعمل بمؤسسته تحلى بالمسؤولية فقد درسوا المشكلة وناقشوا السبل الكفيلة باتخاذ قرارات صائبة في هذا الموضوع، وأشار إلى أنهم استنتجوا القرار الذي ينبغي اتخاذه.
بدوره برر أستاذ فلسفة في الثانوية الوطنية امتناعه عن الإضراب رفقة مجموعة من زملائه من المنتسبين ـ لإحدى النقابات المنظمة للإضراب بعدم وجود مبرر لذلك فقد ساهمت العلاوات المعلن عنها فيما يتعلق بتعويضات السكن في امتصاص النقمة، إضافة إلى أن المطالب الرئيسية للأساتذة لم تبحث وبالتالي ، ولم يعد ثمة مسوغ للإضراب، ثم إن النقابة كانت قد تعهدت بإرسال استمارة إلى كل الأساتذة المنتسبين إليها في الثانوية، وان عليهم ملأ الفراغات التي ستكون في الاستمارة، وهو ما سيمكن من تحديد مدى الإجماع على الإضراب من عدمه، وقد تقررت تلك الطريقة خلال مؤتمر سابق في المعهد التربوي الوطني، ويبدو ان النقابة لم تلتزم بالقرار، وقررت بصفة ما الدخول في الإضراب واعتقد أن لكل الحق في اتخاذ الموقف الذي يراه مناسبا.
وفي ثانويات لكصر والميناء وفي اعداديات تلك المقاطعات لم تختلف الصورة كثيرا وان تفاوت حجم حضور الأساتذة من مؤسسة إلى أخرى.
ومضى الأطباء والممرضون في إضرابهم بنفس الوتيرة حيث يقول الأطباء في مستشفيات نواكشوط إنهم ماضون في الإضراب.
غموض
وأمام وضعية الإضراب الحالية وحيث أن كل طرف يدعى نجاحه، يقول المراقبون إن مستقبل الاحتجاج يبدو غامضا، حيث لم تصدر بعد اية مواقف رسمية تتحدث عن حوار او اتصال بين النقابات والجهات الحكومية، وفي ظل رفض كل طرف الانصياع لضغوط الآخر يرى هؤلاء ان ايام الاضراب الثلاثة ستمر على هذه الوتيرة في وقت يرى كل طرف انه حقق مكسبا اعلاميا على الاقل .
ويرى عدد من المراقبين ان إعلان الدولة لتعويضات السكن في وقت بلغت فيه تحضيرات النقابات للاضراب مراحل متقدمة قد تسبب في خلط اوراق النقابات خصوصا نقابات التعليم فيما يتعلق بالاجماع على الاضراب وربما تحمل الايام القادمة تنسيقات نقابية قد تمهد لجولات قادمة من الحوار والنقاش النقابي.