انتقدت الجمعية العامة للأطباء العاملين في مركز الاستطباب الوطني توجيه “رسالة تأديبية” إلى الدكتور عبد الله ولد ببكر رئيس قسم الأشعة في المستشفى الوطني، بتعليمات من وزير الصحة، تلزمه بوقف العمل لمدة خمسة عشر يوما “بتبريرات تزعم أن هنالك ممارسات قام بها المعني تحول دون السير الحسن للعمل في المستشفى”.
وقالت الجمعية في رسالة وجهتها إلى وزير الصحة الدكتور الشيخ ولد حرمه ولد ببانه عبر السلم الإداري الاثنين إن الأطباء والأخصائيين تلقوا بشكل مفاجئ خبر الرسالة التأديبية، في بداية أول يوم من الإضرابات التي تقوم بها نقابات الممرضين وبعض الأطباء في المستشفى الوطني “رغم أن جميع الأخصائيين وغالبية الأطباء العامين غير مشاركين فيها” حسب تعبير الرسالة.
وأضافت الرسالة :”.. نشهد للدكتور عبد الله ولد ببكر بالجدية والمثابرة والأخلاق العالية خلال ممارسته المهنية التي تزيد على عشرين سنة في قسم الأشعة بالمستشفى الوطني، لم تسجل عليه خلالها أي ملاحظة ولم يتلق فيها أي إنذار من أي نوع كان”.
وقال الأطباء أن لا شيء يبرر هذا الإجراء سوى رسالة موجهة من طرف جميع رؤساء الأقسام في المستشفى الوطني {أي ما يزيد على 18 طبيبا} موجهة إلى الوزير الأول، أكدوا أنهم “يعترضون على استقدام وزارة الصحة لطبيبة أجنبية للعمل في قسم الرنين المغناطيسي بأجر مبالغ فيه”، وأضافوا أنه لا توجد “حاجة ملحة لاستقدام هذه الطبيبة وبدون التشاور أو إخبار مدير المستشفى ورئيس القسم المعني” بحسب تعبير الأطباء في رسالتهم الموجهة لوزير الصحة.
وأعرب الأطباء العاملون في المستشفى الوطني عن استغرابهم لاتخاذ مثل هذا القرار في مثل هذه الظروف وفي هذا التوقيت بالذات، وتساءلوا :”..لمصلحة من تم اتخاذه؟ “.
وختمت الرسالة بالقول: “نطلب منكم وبكل إصرار إعادة النظرة في هذا التوقيف في أسرع وقت ورد الاعتبار إلى زميلنا الذي يستحق التوشيح بدل التوقيف، ونحيطكم علما معالي الوزير بأننا سنتخذ الإجراء المناسب عند عدم تلبية هذا الطلب مع الاحترام المناسب لمقامكم..”.
من جهة أخري قال المنسق العام للمنسقية القطاعية للصحة، نقيب اطباء الاسنان الدكتور محمد المصطفي ولد ابراهيم ان الرسالة التي وجهتها الجمعية العامة للاطباء العامين الي وزير الصحة الدكتور الشيخ ولد حرمه ولد ببانه حوت “تزلفا ومزايدة علي نضالات الاطباء العامين واطباء الاسنان والممرضين والقابلات المشاركين في الاضراب.
وأضاف ولد ابراهيم في تصريحات لـ”صحراء ميديا” مساء اليوم الثلاثاء انها ليست “اول مرة يتخلي عنهم فيها الاخصائيون حيث تخلوا عنهم خلال اقرار النظام الهيكلي لمهنيي الصحة في الوظيفة العمومية statut. وفي ملف علاوات العدوي” علي حد قوله.
وأكد أن المنسقية تدين ما أسماه “الاجراء التعسفي ضد الدكتور عبد الله ولد بو بكر”، مطالبين بـ”اعت>ار” من وزير الصحة، مؤكدين ان “ولد بوبكر يستحق التكريم بدل العقاب لانه يعتبر رقما صعبا ومركزيا في التشخيص بالاشعة وغيرها في المنظومة الصحية في موريتانيا”.
فيما اعتبر الهادي ولد العيد الامين العام للنقابة المهنية للمرضين والقابلات في تصريح لـ”صحراء ميديا” أن “الاضراب في يومه الثاني يسير عل نفس الوتيرة، وأنه شهد تحسنا في قسم الولادة بمستشفي الشيخ زايد، مما جعل نسبة الاضراب في مستشفي زايد تصل الي 100% رغم محاولات لكسر طوق الاضراب من طرف الادارة والتي باءت بالفشل” حسب قوله.
وأكد ان نسبة المضربين تفوق 85% في عموم التراب الوطني، مضيفا أن المنسقية “تطمئن المواطنين علي ان هناك مداومة في المستشفيات، وأنها تراقب الوضع تماما، وتحرص علي معالجة أي حالة استعجالية، حيث ابقت علي الطاقم الكامل في الانعاش والحد الادني وفي بعض الحالات المتوسط في اقسام الطوارئ وممرضين في اقسام الحجز”.
وطالبت المنسقية الحكومة ب”الحوار وفتح الملفات العالقة لمهنيي الصحة”، ويعيش القطاع الصحي علي وقع اضراب بدأ أمس، وسط جدال بين الحكومة والنقابات حول نسبة نجاح الاضراب.
رد الوزارة..
مصادر رفيعة في وزارة الصحة قالت لـ”صحراء ميديا” إن الأزمة بين الطرفين في طريقها للحل في أجل قريب، وستتم تسويتها بالتراضي.
وأكدت مصادر رسمية في الوزارة أنه تم استدعاء طبيبة مغربية متخصصة في الأشعة، بهدف تكوين أطباء موريتانيين على استخدام جهار الفحص بالرنين المغناطيسي، الذي لا يوجد أي طبيب موريتاني بإمكانه تشغيله، حسب الوزارة.
وأشارت المصار التي تحدثت لـ”صحراء ميديا” بأن الوزارة ارتأت أن تكاليف إرسال أطباء موريتانيين للتدريب في الخارج سيكون مكلفا جدا مقارنة مع استقدام الأخصائية المغربية.
و وصفت المصادر أن الطبيبة المغربية هي مسؤولة الأشعة في مستشفى بن سيناء في الرباط وهي أستاذة تخرج على يدها عدد كبير من الأطباء في المغرب ودول افريقية كثيرة. وأنها قدمت إلى موريتانيا مع أن لديها التزامات في دول أخرى.
وتنحصر مهمة الطبيبة المغربية في التكوين والتدريب وليس العمل، بحسب الوزارة التي أكدت أن الرسالة التأديبية التي وجهت لرئيس قسم الأشعة الدكتور عبد الله ولد ببكر، جاءت استجابة لتوجيهات من جهات عليا، لكون رئيس قسم الأشعة اعترض تماما على استقدام الطبيبة المغربية، و وجه رسالة إلى الوزير الأول تحمل رأسية المستشفى الوطني، و”هو انتهاك لسيادة الدولة” تقول مصادر الوزارة.