خيم الهدوء على مدينة بيساو، وهي تستيقظ اليوم الأربعاء، فعادت الأسواق والمدارس والبنوك إلى العمل، رغم أن الجيش يواصل ملاحقة متورطين في المحاولة الانقلابية التي وقعت أمس الثلاثاء، واستمرت لخمس ساعات وقتل فيها ستة أشخاص على الأقل.
في محيط قصر الحكومة، حيث وقعت المواجهات، تبدو الآثار ماثلة للعيان على الحيطان وفي بعض الشوارع، بينما اختفت جثث القتلى الذين تحدث عنهم الرئيس أومارو سيسوكو إمبالو، خلال مؤتمر صحفي مساء أمس، أكد فيه سقوط العديد من القتلى.
وقال الرئيس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده من مقر إقامته بالقصر الرئاسي: “سقط العديد من القتلى، جميعهم من قوات الأمن والدفاع، لا يمكنني أن أعطي رقما محددا”.
في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء البرتغالية، عن مصادر أمنية وعسكرية قولها إن المحاولة الانقلابية الفاشلة أسفرت عن سقوط ستة قتلى “على الأقل”، جميعهم من قوات الأمن والدفاع.
وتحدثت المصادر عن عدد من الجرحى لم تحدده، من بينهم مصابون وضعيتهم “حرجة”.
ولم تصدر بعدُ أي حصيلة رسمية عن الحكومة.
🔴#Guinée_Bissau🇬🇼: Coup d’État manqué.
L’armée loyaliste et la population en liesse accompagnant le Président Général Umaro El Mokhtar Sissoco Embalo à son domicile👇👇 pic.twitter.com/gNhs57ZoM0— Abdoulgafar Saadou DANGONA (@AbdoulgafarT) February 2, 2022
ورغم أن الرئيس أعلن في المؤتمر الصحفي أن الجيش “أوقف” عددًا من المتورطين في المحاولة الانقلابية، إلا أن مصادر في قيادة الأركان العامة للجيوش أكدت أن “عملية عسكرية” مستمرة منذ أمس للبحث عن “متورطين محتملين” في المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ولم تكشف المصادر أي تفاصيل حول هؤلاء المتورطين، ولا الجهة التي تتبع لها، فيما قال الرئيس خلال مؤتمره الصحفي إن المحاولة الانقلابية “خطط لها بشكل متقن، ولكنها تبقى تصرفا منعزلا وفرديا”.
الرئيس الذي سبق أن كان ضابطا في الجيش، ربط المحاولة الانقلابية بإجراءات اتخذها مؤخرا لمواجهة مهربي المخدرات الذين ينشطون في البلد، ولكنه لم يوجه أصابع الاتهام إلى أي جهة معينة.
وتنتشر في غينيا بيساو بعضُ الشائعات التي تتحدث عن تورط قيادات عسكرية سابقة في المحاولة الانقلابية، وأكثر اسم يتردد هو الجنرال المتقاعد بيبو نا تشيتو، والقائد السابق لأركان البحرية في غينيا بيساو، الذي سبق أن اعتقله الأمريكيون في عرض المحيط الأطلسي عام 2013، واتهموه بتهريب المخدرات لتحكم عليه محكمة في نيويورك بالسجن أربع سنوات، قبل أن يفرج عنه عام 2016.
عاد الجنرال إلى بلده، وحاول جاهدا أن يعود إلى الخدمة العسكرية، ولكن الرئيس السابق ظل يماطله، بعد وصول الرئيس إمبالو إلى الحكم مطلع عام 2020، توترت العلاقة مع الجنرال المتقاعد، قبل أن توجه إليه العام الماضي تهم بالتورط في قضايا غسيل أموال.
ورغم تداول اسم الجنرال السابق الذي ارتبط اسمه بتهريب المخدرات وغسيل الأموال، إلا أن أي تأكيد رسمي لم يصدر عن الحكومة أو الجيش في غينيا بيساو.
في غضون ذلك، تقاطرت ردود الفعل المحلية والخارجية، المتضامنة مع الرئيس والحكومة، بعد فشل المحاولة الانقلابية، وكان من أبرزها البيان الذي أصدرته الحركة الوطنية من أجل التناوب الديمقراطي، التي تعد ثاني أكبر تحالف سياسي في البرلمان بغينيا بيساو، أعلنت فيه التنديد باستهداف قصر الحكومة، ووصفت المحاولة الانقلابية بأنها “هجوم همجي على دولة القانون”.
وفي سياق ردود الفعل الخارجية، كانت البرتغال التي تعد القوة الاستعمارية السابقة لغينيا بيساو، أول المنددين حين أعلن وزير الدفاع البرتغالي أن بلاده ترفض أي لجوء للقوة من أجل الاستيلاء على الحكم، معلنا تضامن البرتغال مع الرئيس والحكومة في غينيا بيساو.
كما نددت بالمحاولة الانقلابية عدة دول من أبرزها اسبانيا وجزر الرأس الأخضر وأنغولا.