قال الكاتب الموريتاني الفائز بجائزة «كاتارا» محمد الشيح ولد البان، عن روايته «وادي الحطب»، إن الرواية رصدت «تحولاً دراماتيكياً» لدى الإنسان الموريتاني في الفترة من 1930 وحتى 1950، حين سيطر المستعمر الفرنسي وبدأت «تقلبات» اجتماعية وسياسية ونفسية تدخل على المجتمع.
ولد البان في تصريح لـ «صحراء ميديا» ذكر أن توقف المقاومة المسلحة ثلاثينيات القرن الماضي وهيمنة المستعمر الفرنسي أدت إلى «تحول دراماتيكي في مسيرة الإنسان الموريتاني».
وأوضح أنه حاول رصد ما حدث من «تقلبات اجتماعية ونفسية وسياسية»، بالإضافة إلى أنه أثث سردية الرواية «بالعادات والتقاليد والقضايا الثقافية والعلمية السائدة في المجتمع».
وقال إن الرواية تتحدث عن «المجتمع الذي يعرفه الكاتب، وهو المجتمع في المناطق الشرقية من موريتانيا»، قبل أن يضيف أن «المجتمع الموريتاني متقاطع ومتقارب العادات، وبالتالي فهي تتحدث عن المجتمع ككل».
وأشار ولد البان إلى أن روايته «تنتمي إلى بيئتها»، معتبراً أنه حاول خلال كتابتها «أن لا آخذ فيها أي منحى لاستيراد اللغة أو الأخيلة أو الشخصيات، حاولت أن أجعلها تنتمي للثقافة الموريتانية بشكل تام».
وأضاف أن هدفه كان «نقل الثقافة الموريتانية إلى السياق العربي بلغة فصيحة»، وهو ما اعتبر أنه «أحد جوانب التميز فيها، أي أن من قرأها من غير الموريتانيين سيفهم المجتمع الموريتاني، وعاداته وتقاليده، وما يدور في ذهن الإنسان الموريتاني ونفسيته في مختلف تقلباتها»، وفق تعبيره.
وفي سياق الرد على سؤال لـ «صحراء ميديا» إن كان سبق وأن توقع لروايته أن تفوز بالجائزة، قال ولد البان: «لم أكن أتوقع»، ثم أضاف: «كنت أدرك أن الرواية نظرا لخصوصية الموضوع الذي تتحدث عنه كونه موضوعا بكرا وجديداً، وتتحدث عن قضية مهمة في المجال الجغرافي (…)، كنت أتوقع أنها لو وقعت في يد ناقد بصير، فلن ينظر إليها نظرة تخلو من التقدير».
وقال الكاتب: «الحمد لله يبدو أنها وجدت النقاد الذين استطاعوا أن يكتشفوا مضامينها وجوانب التميز فيها».
وحول ظروف كتابة الرواية، قال ولد البان إنها كانت «ظروفاً عادية»، مشيراً إلى أنها أخذت بعض الجهد لأنه كان يكتب بعد نهاية الدوام اليومي في العاصمة القطرية الدوحة، وأضاف: «التفكير في الرواية أخذ مني قرابة عامين، وكتبتها في ثلاثة أشهر».
وكانت رواية «وادي الحطب» الصادرة مطلع العام الجاري، قد شاركت في مسابقة «كاتارا» عن فئة «الرواية العربية المنشورة»، وكانت ضمن خمس روايات فائزة بجائزة تعادل ستين ألف دولار.
وتعد رواية «وادي الحطب» هي باكورة الإنتاج الروائي للكاتب الشيخ أحمد البان، وهو حاصل على دكتوراه في الأدب العربي، يعمل أستاذاً بكلية المجتمع في قطر، كما سبق وألف عدة كتب وأبحاث في مجال اللغة والأدب.