حقق المواطن الموريتاني الحسن ولد محمد، المهاجر المقيم بأمريكا، نجاحا كبيرا في أعماله، سجل من خلاله “قصة حياة ناجحة” تميزت بتكوين ثروة وخدمة الجالية وصورة البلد وكذلك الحرص على احترام البلد المضيف.
فقبل 9 سنوات، هاجر ولد محمد من منطقة “لبيرات” في ولاية الترارزة إلى أمريكا صفر اليدين، وبعمل دؤوب وذكي، أصبح اليوم مع سيارته الشخصية “هامر”، رمز الرفاهية والقوة، يملك أسطولا من 71 سيارة أجرة.
لقد أسس شركته الخاصة للنقل برأس مال لا يتجاوز 1200 دولار، والآن تحتكر هذه الشركة خدمات النقل في المطار الدولي بـ”سنسناتي”، شمال كنتاكي.
إنه إذن “يعيش الحلم الأمريكي”، كما يقول، وقد تزوج فتاة كنتاكية (نسبة إلى مدينة كينتاكي الأمريكية) ويخطط لتربية أطفاله في هذا البلد (أمريكا).
ولكن ليس هذا كل شيء، فالحسن ولد محمد، رئيس جمعية تمثل ما يعتقد أنه أكبر تجمع للموريتانيين في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى صلة وثيقة بفريق موريتاني لكرة القدم يلعب في أندية الهواة المحلية في المدينة، ويسعى لتأسيس مركز ثقافي موريتاني لخدمة الجالية والتعريف بالبلد وثقافته لأنه “يرفض دفن ثقافته“، كما يقول.
وذكرت صحيفة “سنسناتي إنكوايره” الأمريكية، التي نشرت تقريرا عن الجالية الموريتانية في أمريكا، ركزت فيه على ولد محمد، كمهاجر إيجابي وناجح، فإن ما يقارب 3500 موريتاني يعيشون في الولايات المتحدة يقيمون في شمال كنتاكي (مناطق لويزفيل، وسنسناتي الكبرى )أوهايو(، مع اعتراف الجهات المعنية (السفارة الموريتانية، والسلطات الأمريكية) بجهلها بالعدد الدقيق للموريتانيين المقيمين في أمريكا، ولهذا ينوي ولد محمد إجراء إحصاء شامل لجميع أفراد الجالية الموريتانية، ويعتزم تنظيم حفل غداء سنوي في حدائق أحد المراكز العامة، وعلى هامشه يلقي دروسا للتعريف ببلده.
وهو (ولد محمد) يضيف التقرير “يرفض انتقاد بلده الأصلي”، ويقول “لا يوجد شيء سيئ يتعلق بموريتانيا”، ويؤكد “لا يمكنني أن أقول شيئا سيئا عن موريتانيا”.
ويأمل ولد محمد أن يتمكن من تغيير أية تصورات سلبية عن الموريتانيين، ويقول إنه مصاب بالإحباط لأن أغلب التقارير الإعلامية عن الموريتانيين في المنطقة تتسم بالسلبية.
ويخطط أغلب الموريتانيين المقيمين بأمريكا للاستقرار هناك، إلا أنهم يقولون إن لديهم أسرا في موريتانيا يتوجب عليهم دعمها ماديا.
ويقوم الموريتانيون المقيمون في أمريكا بتحويل الأموال لأسرهم عبر حوالات مصرفية غير معترف بها رسميا إذ تمرر عبر التجار، وهو ما أثار مخاوف “أف. بي . أي” في البداية خوفا من أن تكون تلك التحويلات المالية لصالح جهات إرهابية، لكن التحقيق الذي أجرتها الاستخبارات الأمريكية سرعان ما توصل إلى أن هذه الأموال تذهب لجهات عائلية في موريتانيا ولا علاقة لها بتمويل التطرف.
وتأثرا بنشاط محمد وزملائه من المهاجرين الموريتانيين، يقدم المحامي الأمريكي “راسل أوبراين” الذي مثّل ما يناهز 300 موريتاني خلال الإثنا عشر سنة الأخيرة ، شهادة تزكية للجالية الموريتانية فيها الكثير من الإعجاب والود.
ويقول “لقد قرروا أخيرا مضاعفة جهودهم لتقوية الجالية”، مضيفا “إنهم يحاولون مساعدة الآخرين ممن يأتون خلفهم. يا له من عمل يجسد نكران الذات هم فاعلوه!”.
ويقول بدأ الموريتانيون في الوصول إلى الولايات المتحدة مطلع 1990 “إنهم يتحلون بدرجة كبيرة من الاجتماعية والسلمية”.
ويقول المحامي الأمريكي راسل “سوف لن تجد أية مشكلة مع هؤلاء الناس”، على غرار المهاجرين الآخرين حيث مجموعات كثيرة تأتي إلى هنا وتتسبب بمشاكل.. منها: سياقة السيارات تحت تأثير الخمر، وممارسة العنف المنزلي، وسرقة المحال التجارية.. إلا أن هؤلاء الناس (الموريتانيين) لم يسبق أن حصل معهم هذا النوع من المشاكل. لم يكونوا إلا عامل إثراء لمجتمعنا”.