الجيش المالي طوق مدينة (نافونكي) لتأمين المهرجان.. رغم محدودية الفرق الغربية المشاركة
نافونكي (شمال مالي) ـ صحراء ميديا
اختتمت يوم أمس بمدينة نافونكي التابعة لمنطقة تمبكتو بالشمال المالي فعاليات النسخة الثانية من مهرجان إحياء ذكرى وفاة الفنان العالمي المالي (عالي فركا توري)، وقد شهدت المنطقة استنفارا أمنيا كبيراً لحماية المشاركين في المهرجان.
المهرجان الذي دام ليومين غلب عليه الطابع الأمني، حيث خصصت إحدى فقرات يومه الأول لطرح ومناقشة القضية الأمنية بالشمال المالي، كما قدمت بعض الفرق المشاركة عروضا موسيقية تتناول المسألة الأمنية وتدعو إلى تكاثف الجهود من أجل مواجهة المخاطر التي تحدق بالمنطقة.
كما أن بعض الفرق الغربية التي كانت تود المشاركة في المهرجان تقديرا للفنان المالي الكبير عبرت عن أسفها لعدم الحضور، نظرا لتدهور الوضع الأمني والمخاطر التي تتربص بالرعايا الغربيين الذين يتوجهون إلى شمال مالي، دون أن تشفع في ذلك الإجراءات الأمنية المشددة والطوق الذي فرضه الجيش المالي على مدينة نافونكي.
إلا أن كل تلك المخاطر لم تمنع زوجة الفنان الراحل البلجيكية من الحضور رفقة شقيقها وصديقتها الهولندية، وصديقين آخرين من المملكة المتحدة، وجميعهم موسيقيين يجمعهم حب الفنان الراحل الذي يعتبره صديقها البريطاني “مثاله الأعلى”.
وقالت زوجة الفنان في تصريح لمراسل صحراء ميديا “إنني متعودة على المجيء إلى شمال مالي منذ زواجي مع عالي فركا توري سنة 1988″، مضيفة بأنهم كانوا يستعدون للسفر عندما اختطف ثلاثة رعايا غربيين من تمبكتو نوفمبر الماضي، وهو ما جعل الأمر أكثر صعوبة؛ على حد تعبيرها.
وأضافت “تبدو الأمور هنا غير واضحة، فعندنا في أوروبا يقولون إن القاعدة هي التي تقوم بعمليات الخطف، أما هنا فيقولون إن مجرمين هم من يقوم بها وليس القاعدة، وأنا شخصياً أرى أنه من واجب الاتحاد الأوروبي أن يدعم مالي لمواجهة هذه المشكلة وحلها”.
وعن سفرهم للمشاركة في المهرجان قالت “لم نكن خائفين عندما قدمنا هنا حيث سلكنا النهر، وعند وصولنا إلى مدينة نافونكي وجدنا كل شيء مؤمن، فالناس هنا رائعون والجنود ممتازون، ولا يسعنا إلا أن نشكر السلطات المالية”.
وأضافت “لم يكن من الممكن أن نفوت الفرصة للمشاركة في ذكرى وفاة شخص عظيم مثل (عالي فركا توري)، ونخطط في المستقبل لتنظيم مهرجانات دولية بعد أن يحل السلام الذي هو أمنيتنا لعام 2012”.
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان (عالي فركا توري) تأسس العام الماضي بمدينة نافونكي، وقد استمرت نسخته الثانية على مدىيومين (5-7 يناير) بالتزامن مع بداية حملة الانتخابات الرئاسية المالية، وهو ما جعل سوميلا سيسي، المرشح للرئاسة وابن مدينة فانكوني يقوم بزيارة فعالياته وتحية المشاركين فيه.