المهدي: يتحدث عن فتواه المثيرة بشأن “حجاب المرأة”، ويشير إلى “خوارج جدد يسعون لإثارة الفتن من خلال أي كلام جديد”
قال الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة السوداني، إن “الشعوب العربية كلها تتحرك لاسترداد حريتها وهي في تحركها تعبر عن أشواقها الإسلامية”، متسائلاً عن “طبيعة هذا التعبير الإسلامي، لأن هنالك طيف عريض يمتد من حركة طالبان إلى التجربة التركية”.
وأضاف زعيم حزب الأمة في تصريح لصحراء ميديا على هامش “مؤتمر الفكر الإصلاحي وسقوط خطاب العنف” المنعقد منذ يوم أمس بالعاصمة نواكشوط، بأن عددا كبيرا من العلماء من موريتانيا ومن خارجها شاركوا في المؤتمر، معتبراً أن مشاركتهم جاءت لأن فيه “تأصيلاً لفكر الإصلاح في الإسلام”.
وأضاف بأن المؤتمر من شأنه أن يجيب على أسئلة حول مقصود التجربة والتطبيق الإسلامي، وما هي طبيعة الإصلاح الإسلامي، وما هي ضرورته ومرجعيته ومآلاته وآلاته وظروفه، مؤكداً أن المؤتمر سيختتم بإصدار “نداء نواكشوط”.
وقال الصادق المهدي إن نداء نواكشوط سيتطرق أيضا إلى ظواهر العنف والغلو والتكفير الموجودة في المنطقة، مشيراً إلى ضرورة استئصال هذا “المرض” من خلال التطرق لأسبابه، “فلماذا يوجد غلو ولماذا يوجد عنف، وما هي الصلة بين العنف والغلو، كلها أسئلة مشروعة ومهمة جداً في كل البلدان الإسلامية”، على حد تعبيره.
وأكد على أن نداء نواكشوط يأتي لكي “تستعين به الأمة في كل تفكيرها نحو الإصلاح ونحو احتواء الغلو، والتطلع لما ترتضيه الشعوب”، مشيرا إلى أن النداء يبين “ضرورة الإصلاح، فإن تأخر ستحدث الثورة”، معتبراً أن “الشعوب لديها مطالب محددة ينبغي الاستجابة لها بوسائل التراضي والحوار وإلا فإن الشعوب ستفرض حقوقها وتطلعاتها عبر الثورة”، على حد تعبيره.
أما فيما يخص فتواه الأخيرة بشأن الحجاب، قال الصادق المهدي في حديثه مع صحراء ميديا إن “المرأة المسلمة في هذا العصر تجد إغراء من الفكر الحديث يفتنها عن دينها، وهذا الإغراء يؤدي إلى التناقض ما بين كرامتها ودينها ونحن ينبغي أن نوضح لها أن كرامتها في دينها”.
وأوضح قائلاً “لقد تحدثت عن عبارة حجاب في القرآن وقلت إنها لا تتعلق بزي المرأة وإنما تتعلق بالساتر الذي يجب أن يكون بين المؤمنين وأمهات المؤمنين”، مؤكداً على أن “المطلوب للمرأة المسلمة هو الزي المحتشم وأن هذا الزي المحتشم وصفه الرسول للسيدة أسماء بأنه إذا بلغت المرأة سن النكاح فلا يجوز أن يظهر منها إلا وجهها وكفاها، وهذا يسمى احتشام وليس حجاب”، على حد تعبيره.
وحول الجدل الذي أثارته الفتوى قال الصادق المهدي إن “هنالك أناس منكفئين يجدون دائما في أي كلام جديد ما يثيرون به الفتن بين المسلمين، وأنا أسميهم بالتكفيريين أو الخوارج الجدد ليس، لأنهم خرجوا من منهج التدبر في الإسلام”، مؤكداً في نفس السياق “في الإسلام نحن ملزمون بالتدبر [ أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها ] هذا هو التدبر المطالبون به”.
وانتقد الصادق المهدي بشدة “التكفير” معتبراً أنها “ظاهرة سيئة تفتح الباب أمام التناقضات في الجسم الإسلامي مع أن المطلوب الآن هو أن نوحده أمام التآمر الخارجي، لأن اليوم أعداؤنا يراهنون على كيفية إثارة المسلمين ضد بعضهم البعض ويجدون في هذا متسعا لهم وتحقيقا لمآربهم”.
واعتبر الصادق المهدي أن “السودان لم يتأخر عن الربيع العربي، ولكن ظروفه مختلفة لأن هناك خلافات جنوبية شمالية وحروب أهلية معلقة وقائمة”، وأضاف بأن “السودان في النهاية ينطبق عليه ما ينطبق على كل المنطقة، فما لم تتم استجابة الحكام للتطلعات الشعبية فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي بوسائل التراضي والحوار ستنشأ فيها ثورة تحقق هذه المطالب”، على حد تعبيره.
وأكد في نفس السياق أن هنالك “ضغوط بوسائل مختلفة”، معبراً عن أمله في أن تؤدي إلى “تحول ديمقراطي كامل وسلام عادل وشامل في السودان”.