بين اليأس والأمل.. يقف الفنان المغربي مبارك وافي بين لوحتين.. الحياة بالنسبة له وجهان أولهما عابق بالامل والحياة والثاني يقف فيه الإنسان على حافة اليأس.
بهذه المسلمات البسيطة، صنع وافي له عالما من الحروف، يحدثها ويستوحي منها أفكارا، ومعاني، ويصنع منها فنا راقيا.
على مدى ثلاثة عقود ظل الفنان المغربي يتحاور مع الحرف العربي، يستنطقه عله يرى السر وراء انحناءاته وامتداده، ليجد بعد كل لوحة انه نحت فكرة جديدة لها ألف قراءة..
وافي مقيم في موريتانيا منذ بداية السبعينات ويعمل خطاطا منذ العام 1974 في نواكشوط، وبعد 37 عاما من التعايش مع الحروف بدأ يشعر ان لها أرواحا ومعاني تتجاوز شكل الحرف نفسه الى دلالاته وظلاله وما يمكن ان يفهم من شكله الخارجي.
يقول عن تجربته: ( تجربتي مع الخط علمتني ان له روحا قوية، وعندما بدأت ارسم لوحات الخط العربي اكتشفت ان هذه الحروف التي شكل منها الكلمات ليست مجرد حروف، إنها قطع إلهام ومصدر تعلم).
رسم الفنان المغربي مبارك عدد سنين عمره الـ 55 من اللوحات التي تمجد الخط العربي وتبرز ما يقول الفنان انه “روح وكرامة الخط العربي الغني بالإيحاءات“.
يونيو الماضي عرض الفنان سلسة من اللوحات بالعاصمة نواكشوط واستضافها المركز الثقافي الفرنسي شكلت أول معرض للوحاته المستوحاة من الخط العربي أبرزها لوحة “الحب” و”الحرية” ما أسس لمدرسة جديدة من الفن التشكيلي في موريتانيا تتخذ من الخط العربي مصدر إلهام.