مصادر : عناصر قاعدة المغرب الاسلامي عادوا إلى مالي من ليبيا
صحراء ميديا ـ وكالات:
قالت مصادر مطلعة لصحراء ميديا إن جميع عناصر القاعدة الذين دخلوا الأراضي الليبية قد غادروها عائدين إلى معاقلهم في مالي، كما تراجع قادة الطوارق عن عزمهم دعم العقيد القذافي بعد تضييق الخناق الدولي على النظام الليبي، في وقت تأكدت وفاة حوالي 200 من المجندين الطوارق الذي كانوا يقاتلون إلى جانب القذافي.
من جهة أخرى اعلن الرئيس التشادي ادريس ديبي في حديث الى مجلة جون افريك في عددها الصادر اليوم الاثنين ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي انتهز فرصة الانتفاضة في ليبيا للاستيلاء على صواريخ ارض-جو. وقال “ما يقلقني هو ما يجري اليوم في ليبيا ومخاطر انفجار هذا البلد”.
وأكد ان “اسلاميي القاعدة استغلوا نهب مخازن الاسلحة في مناطق التمرد للتزود باسلحة بما فيها صواريخ ارض-جو نقلت لاحقا الى معاقلهم في تينيري (صحراء تشاد)”.
واضاف “من الخطير جدا ان تنظيم القاعدة يكاد يتحول الى جيش حقيقي من افضل الجيوش تجهيزا في المنطقة” مضيفا انه “متاكد 100%” من معلوماته. واعتبر ادريس ديبي ان هناك “شيئا من الحقيقة” في تصريحات الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قال مرارا ان تنظيم القاعدة يضلل المتمردين.
وتابع “في ما قاله هناك شيء من الحقيقة، اما لاي جهة؟ لا اعلم. لكنني متيقن ان تنظيم القاعدة ساهم في قسط كبير في الانتفاضة”. من جانب آخر نفى ادريس ديبي معلومات تفيد ان مرتزقة تشاديين يشاركون في المعارك الى جانب قوات القذافي. وقال “ليس هناك اي شبكة، لا رسمية ولا غير رسمية تجند مرتزقة للقتال في ليبيا، لكن هناك مئات الاف التشاديين المقيمين في ليبيا وقد اندمج بعضهم منذ زمن طويل في المجتمع وبالتالي ليس مستبعدا ان يكون عدد منهم بطريقة او اخرى تمكن من المشاركة في معارك في شكل فردي”.
سبها..مركز التجنيد
الدبلوماسي الليبي السابق المعارض موسى الكوني أكد في حديث نشرته وكالة الصحافة الفرنسية ان منطقة سبها (700 كلم جنوب طرابلس) تشكل مركز تجنيد المرتزقة الافارقة لينضموا بعد ذلك الى قوات العقيد معمر القذافي في طرابلس.
وقال الكوني الذي شغل منصب القنصل الليبي العام في مالي منذ العام 2005 قبل ان يغادر سرا في الاول من اذار/مارس الى باريس حيث اعلن انضمامه للثوار ان الطائرات التي تعمل على نقل المرتزقة من نحو عشر دول افريقية تقلع بانتظام من مطار اوبري (200 كلم جنوب غرب سبها) متوجهة الى طرابلس.
واتهم الكوني الجزائر بالسماح بعبور المرتزقة عبر الحدود الجزائرية الليبية، واكد ان طيارين سوريين وجزائريين يعملون مع قوات القذافي. كما أكد الكوني ان “3500 من المرتزقة السود” انتشروا حاليا في طرابلس “لترويع السكان”.
ويندد المعارضون الليبيون باستمرار باستخدام القذافي مرتزقة اجانب، لا سيما من افريقيا، في حربه ضد الثوار، لكن المعلومات تبقى متضاربة حول أعداد هؤلاء المقاتلين.
وقد تحدثت عدة وسائل اعلام اجنبية عن مرتزقة افارقة يقاتلون في صفوف القوات الموالية للقذافي حتى ان بعض قنوات التلفزيون عرضت صورا لاشخاص قالت ان بعضهم معتقلون في شرق البلاد.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مقربة من المسؤولين الليبيين ان عدد هؤلاء المقاتلين الاجانب يتراوح بين ثلاثة الاف واربعة الاف، معظمهم من مالي والنيجر واقليم دارفور في السودان.
وفي الثاني من مارس، قال متحدث باسم اللجنة الليبية لحقوق الانسان ان النظام الليبي لديه 25 الف مقاتل لم يجر نشرهم كلهم بعد، وان ثلاثة الاف منهم ينتشرون في طرابلس ومثلهم ينتشرون حولها.
كما ان احد اهم قادة حركات التمرد التشادية الجنرال محمد نوري المنفي في الدوحة اكد وجود مرتزقة من بلاده في ليبيا. غير ان اتحاد قوى المقاومة الذي يشمل عدة فصائل من المتمردين التشاديين حذر من “الخلط بين السود والافارقة وبين المرتزقة، وهذا ما هو شائع في ليبيا منذرا باشنع التجاوزات”.
واكد مصدر في مخابرات دولة مالي في الثالث من مارس ان “800 مقاتل من الطوارق من مالي والنيجر والجزائر وبوركينا فاسو جرى تجنيدهم في ليبيا”. وقالت وكالة فرانس برس نقلا عن مراسلها في باماكو ان دبلوماسيا ليبيا فتح مكتبا صغيرا في فندق في عاصمة مالي لتجنيد المقاتلين.
وحذرت منظمة هيومان رايتس ووتش مطلع الشهر الجاري من المبالغة في الحديث عن المرتزقة. واوضحت ان 164 شخصا كان يشتبه في انهم مرتزقة في البيضاء اعتقلوا وان 160 منهم على الاقل افرج عنهم بعد موافقة قبلية. وقال بيتر بوكرت مسؤول في المنظمة في بنغازي “منذ البداية باشرنا بالتحقيق في تقارير حول افارقة مرتزقة وتبين ان العديد منها غير صحيحة”.
واكد مسؤول منظمة الدفاع عن حقوق الانسان “حتى لا يمكننا ان نؤكد وجود وثيقة تثبت انهم مرتزقة” في اشارة الى العديد من الافارقة الذين “عوملوا بقسوة” كما قال بعد اعتقالهم بهذه التهمة. واوضح ان “العديد من هؤلاء الافارقة تعرضوا الى اعتداءات وهجمات من ليبيين بسبب هذه الاشاعات”.