العلاقات الموريتانية المالية نموذج للدبلوماسية الدولية.
*الجالية تلعب دورا كبيرا في تعزيز العلاقات بين البلدين
* تهريب السيارات والصيد الغير شرعي هو أكبر المشاكل التي تواجهنا
السفير الموريتاني سيدي محمد ولد حننه من مواليد 1962 في العيون أنهى تعليمه العالي في مدينة الأنوار” باريس” حيث حصل على دبلوم السلك الثالث في العلوم السياسية ، درس العلاقات الدولية المعمقة وحصل على دبلوم من نفس الجامعة الفرنسية، إلتحق بالخارجية بعد تخرجه من المدرسة الوطنية للإدارة،ليصبح بعدها مستشارا ثقافيا في عدة سفارات موريتانية من إيطاليا والكويت والمغرب والسنغال ،ليتم تعينه قنصلا عاما في نيجريا بعد عودته من فرنسا بصفته لاجئ سياسي اثر محاولة الانقلاب على نظام ولد الطايع ليتم وضعه على لائحة المطلوبين، الأمر الذي جعله يطلب اللجوء السياسي حيث قضى ثلاث سنوات، وبعد أن عادت المياه إلى مجاريها عين سفيرا لموريتانيا من طرف رئيس المجلس السابق والرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز
صحراء ميديا ألتقت السفير الموريتاني في باماكو وأجرت معه الحوار التالي
حوار:محمد أعبيدي -شريف-: باماكو/
الأخبار: كيف تقيمون العلاقة الموريتانية المالية بعد الإنتخابات الأخيرة في البلد؟
السفير: في البداية أشكر جريدة الأخبار في العاصمة المالية باماكو على ضوء تغطيتها عن مالي التي تهدف من خلالها إلى نقل أخبار الجالية الموريتانية وتطلعاتها بمالي …إضافة إلى عمق العلاقات الجيدة التي تربطنا بجمهورية مالي الشقيقة
وفيما يخص العلاقات الموريتانية المالية فهي ضاربة في الجذور رغم المحاولات المغرضة مؤخرا التي يحاول أصحابها “الصيد في الماء العكر” زعزعة أركان هذه العلاقة القوية وبطرق مختلفة ..إلا أن الأيام أثبتت أن مستوى العلاقات الموريتانية المالية أقوى من أي شيء، فمالي فتحت ذراعيها وقلبها لموريتانيا حكومة وشعبا, وتمثل ذلك في التواصل الدائم بين قيادة البلدين وعلى ارفع المستويات وفي ظل هذه الأجواء الأخوية والعلاقات المتينة التي يشدد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على التمسك بها وتطويرها إلى أرفع المستويات، كما أن الموريتانيين تمكنوا من استثمار تلك العلاقة الحسنة في مختلف المجالات من تجارة وتنمية ورعي إلخ ..وبالمقابل وجد الإخوة الماليين الأرضية المناسبة للاستثمار والتنمية في موريتانيا ، حيث أصبح لمالي منفذا بحريا لأول مرة وبصفة دائمة في موريتانيا “ميناء انواكشوط” كما ساهمت الطريق التي ربطت العاصمة نواكشوط بالعاصمة المالية باماكو في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وهو ما يعكس نتائج إيجابية على الدولتين و الشعبين الشقيقين.
ولدي اليوم أمل وطموح كبيرين في توطيد العلاقة وتحسينها لما لمسته من الشعب المالي الذي يحترم القانون الموريتاني .
الجالية الموريتانية في مالي تقدر بعشرات الآلاف حسب بعض الإحصائيات كيف تتواصل السفارة مع هذه الجالية الكبيرة ؟
السفير: حينما بدأت العمل في الدبلوماسية كسفير لموريتانيا بمالي كانت كل جهودي منصبة على التواصل مع أفراد هذه الجالية المعتبرة والمقدرة ب 70 ألف شخص لمعلوماتي عن أحوالها الصعبة خاصة تلك التي تتعلق بمشاكل الأوراق الثبوتية من جواز سفر وبطاقة تعريف وما يحل محلهما ..وللأسف الشديد فأكثر أفراد جاليتنا بمالي لايهتمون ببطاقة التعريف أو لايريدون ذلك رغم كل تلك الحملات التي تقام عن أهميتها، فالبطاقة الوطنية لاتصدر إلا في نواكشوط و جواز السفر يأخذ إجراءاته وقتا طويلا .. وبعد حملة توعية بالأمر تكللت جهودنا بالنجاح ولله الحمد والفضل في ذلك موصول إلى الدور البارز الذي يلعبه رئيس الجالية السيد/محمد المأمون ولد فيه البركة ..وفي ما يخص وضع الجالية فحسب علمي من أحسن الاحوال في المنطقة فهي تمارس مختلف الأنشطة التجارة والتنمية الحيوانية والصناعة التقليدية ..دون أي عوائق تذكر.
وتوجد بعض التجاوزات بين بعض الموريتانيين الذين يحاولون أحيانا خرق القانون المالي بالتهريب والصيد غير الشرعيين ..وهذه حالات قليلة ولا تمس عمق العلاقات الموريتانية المالية القائمة على المصالح المشتركة بعيدا عن الاستغلال وتهديد الأمن والثروات الوطنية لكلا البلدين ..وهذه الخروقات الفردية إن وجد لها الحل الجذري القاضي عليها فإنها ستساهم بلا شك في خلق أجواء حميمية بين الدولتين وغير ذلك فالجالية فاعلة وقوية ومتجانسة إلى ابعد الحدود وتقوم بواجبها الوطني على كل الجوانب السياسية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها.. .
كيف تتواصل الجالية مع السفارة وهل توجد قنصلية إلى جانب السفارة الموريتانية بمالي ؟.
السفير: إلى حد الساعة لا توجد أي قنصلية موريتانية داخل الأراضي المالية ولأسباب عديدة قد يطول شرحها في هذا المقام، لكن حسب اعتقادي يرجع السبب إلى الدور الكبير الذي تلعبه السفارة من تسهيل لإجراءات إدارية وقانونية ..ومحاولاتها الجادة لحل جميع تلك المسائل وبالتالي ليست هناك حاجة ملحة إلى فتح قنصلية لكن التفكير جاري في تلك القضية ..وأجدد هنا القول لكل الموريتانيين المقيمين بمالي أو العابرين منها إلى الوطن أو العكس أن أبواب السفارة مفتوحة لهم على مدار الساعة وأن زمن الأبواب المغلقة قد ولى إلى غير رجعة وهذا التوجه يدخل طبعا في صميم توجيهات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الرامية إلى تقريب الإدارة من المواطنين ..نعم لقد ولى زمن الأبواب المغلقة والتلاعب بمصالح الشعب الموريتاني ..والسفارة وجدت لخدمة الموريتانيين ..وإني بكل تواضع لمستعد أن ادخل أي مكان فيه موريتاني يريد المساعدة والتواصل معه ومعرفة أحواله ..والجالية تعرف ذلك ..وأريد بالمقابل من الجالية مساعدتي في مهمتي الجسيمة وأن لا ينسو أن الدبلوماسي يسير على أرض من الألغام وأن عليهم كجالية تمثل بلدها أن تحترم قانون البلد الأخر، حتى تظل العلاقة نموذجا يحتذى به بين البلدين الشقيقين إلى بعد حدود الدبلاماسية الدولية وهو بالفعل ما نسعى إليه، وأنتهز هذه الفرصة لأوجه نداء إلى كل الموريتانيين في مالي أن ينظروا ويعملوا بما يخدم المصلحة الوطنية ويقوى العلاقات القائمة بيننا وبين مالي ومرة أخرى ادعوهم إلى احترام القانون المالي كدليل محبة وسلام وعلى حسن الجوار وصلة القربى وأخوة الإسلام والمصير المشترك .
بماذا توصف أجواء الحملة الرئاسية الأخيرة عند الجالية الموريتنية المقيمة في باماكو وكيف كانت نسبة المشاركة ؟
السفير: واكبت الجالية أجواء الانتخابات الرئاسية الأخيرة بشكل كبير وتميزت أجوائها خاصة بالعاصمة باماكو بحملات قوية وشرسة بين المترشحين، وقد وجهت إلي بعض الإتهامات إني أسخر السفارة لحملة المرشح محمد ولد عبد العزيز وأنا شخصيا فتحت أبواب السفارة لجميع المترشحين وهو ما يؤكد أن السفارة كانت حيادية إلى ابعد مدى رغم تلك الشائعات المغرضة التي وصفتني باني غير حيادي واني استخدمت موارد السفارة في تشجيع حملة المرشح محمد ولد عبد العزيز وهذا أمر يجافيه الصواب، وتبين بعد إفراز النتائج أن الموريتانيين قالوا كلمتهم الأخيرة لمرشحهم، وأشير من على هذا المنبر أن المرشح محمد ولد عبد العزيز لم يكن في حاجة إلى إستغلال السفارة.. فحملته قوية واستطاعت أن تفرض نفسها بين أفراد الجالية من العاصمة باماكو وتخرج تلك القوة الكامنة في إنتمائهم وبحثهم عن التغيير البناء..وما لا يعرفه أصحاب تلك الحملة ومن على شاكلتهم أن السفارة الموريتانية في باماكو استقبلت في مقرها حملات كل من المرشح أحمد ولد داداه والمرشح مسعود و بالخير وفتحت لهم أبواب المدرسة الموريتانية التابعة لها فكيف تتهم بعدم الحياد ؟ ..لقد استطاع المرشح محمد ولد عبد العزيز الحصول على أكثر من 78% من الأصوات بماكو و90% منها في مدينة النيور والفضل في ذلك يعود للجالية وصدى حملته.القوي .وغير ذلك مجرد أقاويل لا أساس لها من الصحة
وما أوكد قوله في كل مرة أن موريتانيا ترتبطها وطيدة بجمهورية مالي الشقيقة عبر التاريخ ساهمت فيها عوامل عديدة كالجوار والدين والاقتصاد والتنمية …وتعتبر الجالية الموريتانية المقيمة في مالي من اكبر الجاليات الموريتانية ونسعى إلى عملية إحصاء شاملة لجميع الموريتانيين في مالي وخاصة المنميين الذين يقضون أغلب أوقاتهم في الترحال بحثا عن المرعى للمواشيهم التي ترعى على الأراضي المالية
هل من كلمة اخيرة
السفير: أجدد شكري على إتاحة هذه الفرصة وعلى هذا التواصل القيم بالموريتانيين أينما كانوا وأثمن مرة أخرى مستوى العلاقات القائمة بين موريتانيا ومالي ..وارجوا من كل الموريتانيين مرة أخرى وأخيرة احترام القانون المالي وعدم التعدي على حدودها وثرواتها ..واطلب من أفراد الجالية التواصل الدائم معنا لحلحلة جميع مشاكلهم ..وشكرا