الربيع ولد ادوم – نواكشوط
خلت عنابر مركز استقبال الجنود في مدينة أطار من أي حركة بعد ان دقت ساعة الصفر، وظهرت أسرة الجنود العائدين من الصحراء في القاعدة العسكرية شمال موريتانيا مصطفة بطريقة منظمة ودقيقة على طول العنبر المركزي..
وجد الجندي الشاب محمد بمب ولد السالك فرصة للإتصال بوالدته في العاصمة الموريتانية نواكشوط بعد قرابة شهر ونصف قضاها في حالة تأهب متنقلا مع مجموعة كتائب تم تكليفها من قبل القيادة العسكرية في اطار بتمشيط منطقة الصحراء وتتبع آثار المقاتلين في تنظيم القاعدة، وجمع معلومات استخبارية تفيد في الحرب على الارهاب التي تدخلها السلطات الموريتانية بالتنسيق مع مالي والجزائر وبدعم من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية.
يتبادل الجندي مع والدته التحيات ويسألها عن ابنه محمد وكيف يعيش أيامه الأولى بعد الفطام، وعن احوال العائلة..
محمد بمب هو واحد من مئات الجنود الذين تم وضعهم في تشكيلات متأهبة لمواجهة القاعدة التي تفيد الأنباء انها تحاول التوغل أكثر في الأراضي الموريتانية وأنها وضعت اجندة لتنفيذ عمليات في العمق الموريتاني كانت انطلاقتها الفعلية دخول عناصر تحمل احزمة ناسفة، ألقي عليها القبض قبل التفجير الانتحاري الذي استهدف محيط السفارة الفرنسية بنواكشوط الثامن اغسطس الماضي.
ويقول الجنود العائدون من الصحراء –بمعنويات مرتفعة- ان عناصر القاعدة قاموا على ما يبدو بترقيم الصحراء الكبرى شمال موريتانيا بشيفرات أمنية على شكل رسوم وتشكيلات ملونة ومجسمة في بعض الأحيان.
ويقول “عبد الرحمن- ضابط في الجيش الموريتاني”: يعمد عناصر تنظيم القاعدة الى توزيع الصحراء كمناطق هجوم ودفاع، لتواجد التشكيلات، وفي كل منطقة يقومون بتحديد المسافات عن طريف رسوم على جدران بعض الأشجار وكذلك وضع مجسمات منحوتة في الخشب ومثبتة وذلك لتحديد اماكن تخزين العتاد ومحازن الأسلحة في جوف الصحراء.. واثناء التنقل كنا نجد عبارة “لااله الا الله” منحوتة على الجدران وكذلك اماكن الاستراحة حيث الذبائح، لكن في اعتقادي الشخصي ان القاعدة تواجه خطر الانقراض في الصحراء نظرا للتحضيرات الكبرى للحملة الأمنية المرتقبة التي تحضر لها المنطقة كما أن حملات الجيش الموريتاني على الحدود ساهمت في نزوح فلول القاعدة والتوغل في الصحراء اكثر.. وتناقص برمجة عمليات في العمق الموريتاني.