دخلت موريتانيا منتصف ليل الخميس/الجمعة، مرحلة الصمت الانتخابي، وهو اليوم الفاصل بين الحملة الدعائية، ويوم الاقتراع الرئاسي، الذي سيجري غداً السبت، حيث سيختار الموريتانيون مرشحا من بين سبعة تقدموا لنيل ثقة الناخبين، ثلاثة منهم سبق لهم خوض السباق الرئاسي والبقية يخوضونة لأول مرة.
مع منتصف ليل الخميس/الجمعة، ظهرت العاصمة نواكشوط وكأنها تحاول العودة تدريجيا إلى سابق عهدها، وتميط لثام الحملة الدعائية عن وجهها الذي تغير خلال الأسبوعين الأخيرين، طويت الخيام التي احتضنت السهرات الفنية وارتفعت من تحتها مكبرات الصوت بأغاني الدعاية الانتخابية.
صباح اليوم بدت شوارع العاصمة نواكشوط، شبه خالية من الخيم، وغابت أغلب مظاهر الدعاية الانتخابية، إلا من اللافتات العملاقة في الشوارع التي تحمل صور بعض المترشحين، ولافتات أخرى دون ذلك حجما تحمل صورا وشعارات خلفها أصحابها في أماكن مختلفة.
صور المترشحين، ما تزال تذروها الرياح في شوارع المدينة التي شهدت مساء أمس عدة مهرجانات انتخابية استقطبت آلاف الأشخاص في أنحاء مختلفة، والصور التي كانت معلقة، ومحمولة بالأيدي قبل ساعات، تُركت في الشوارع تسوقها الرياح إلى وجهات غير محددة، تتنازعها تيارات هوائية مختلفة في عدة اتجاهات.
مقاطعة تفرغ زينة ومناطق من مقاطعة لكصر، كانت سوحا مفتوحة لتنافس المترشحين أكثر من غيرها، ففيها قلب المدينة النابض، وأكثر الشوارع استقطابا خلال الأحداث الكبيرة التي تشهدها البلاد، اختفى منها صخب مكبرات الصوت، والخيام، وبدأت تتضح واجهات المباني وظهرت الشوارع أكثر اتساعا.
في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك ما يزال صدى الحملات الانتخابية محتدماً، وتواصل معظم الصفحات نشر الدعايات التي تحث الناخبين على التصويت لصالحهم، وكل يعدد مميزات مرشحه، ويذكر بعهوده ووعوده.
القانونية المنظم للانتخابات، يحظر في مادتة 9 من المرسوم رقم 278/2012 المتعلق بالانتخابات الرئاسية، ابتداء من منتصف الليل عشية الاقتراع، نشر أو استخدام أية وسيلة كانت، لنشر أية دعاية انتخابية، قانون ربما يعتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنه لا يعنيهم.
سلطة تنظيم الإشهار، دعت كل الفاعلين السياسيين إلى الالتزام بتوقيف جميع الأنشطة الدعائية، وإزالة مختلف الوسائط الإشهارية المتعلقة بالدعاية الانتخابية، مع بداية فترة الصمت الانتخابي.
وقالت إن فرقها ستقوم بتوقيف أي نشاط دعائي، وإزالة أي واسطة إشهارية يتم رصدها خلال فترة الصمت الانتخابي، مع ما يترتب على ذلك من آثار قانونية.
وطالبت بضرورة التزام ممثلي المرشحين الذي يقومون بالتعبئة أمام مكاتب التصويت يوم الاقتراع، بعدم حمل أي ملصقات دعائية، أو ارتداء قبعات أو قمصان، تحمل صور أو شعارات المرشحين.