أعلنت صحيفة “إيلاف” الإلكترونية أنها تسعى للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل مواكبة التطورات المتسارعة عالميا، مستندةً إلى تاريخها الإعلامي الطويل، وإلى شبكة دولية من الكتّاب والصحافيين والمحرّرين، نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح أحد أبرز روّاد إنتاج المحتوى الإعلامي.
وقالت الصحيفة التي تصدر منذ ربع قرن، إن استراتيجيتها في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، تهدفُ إلى تطوير التجربة الإخبارية التي يخوضها المستخدمون، بتقديم محتوى مخصّص وجذّاب ومتعمّق، بتوظيف الوسائل الحديثة مثل تطبيق المذيع الإخباري الافتراضي وقارئ الأخبار الذكي وتطبيقات التحليل السياسي ومؤشرات الاتجاهات السائدة.
كما سيتم تقديم تقارير التأثير الاجتماعي التي ستمكن من تعزيز مكانتها بصفتها مزوّداً رائداً للخدمة الإخبارية والمحتوى الثريّ، مواصلة التزامها بالابتكار في كل أبوابها، ما يساهم في نجاحها الدائم، ويقوّي حضورها في ميدانٍ إعلاميٍّ يشهد تنافساً متزايداً ومحموماً، وهو ما يؤكد تميزها لأكثر من عقدين من الزمن.
وأعلنت الصحيفة أنها تطمح إلى “الاستثمار الاقتصادي والتكنولوجي، بالتحول من وسيلة إعلامية سبّاقة، إلى منصة إعلامية – اقتصادية – تجارية متكاملة، ما يرسّخ مكانتها في العالمين الإلكتروني والافتراضي، إعلامياً وتجارياً، من خلال أنشطة متعدّدة ومتنوّعة تعتزم إطلاقها”.
وأوضحت أنها تسعى إلى تنظيم المؤتمرات والمهرجانات والمعارض وتوزيع الجوائز في الحقول الثقافية والمعرفية والفنية والاستثمارية والسياحية والإعلامية وغيرها، وتعزيز الحضور في قطاعي الإعلانات والعلاقات العامة وخلق منافذ متخصّصة في هذين المجالين، ودخول قطاع الطباعة والنشر والتوزيع عبر إصدار الكتب والمطبوعات والمنشورات وبيعها، وتصميم البرمجيات وتنفيذها، لا سيّما ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي والواقع الافتراضي، وتصميم التطبيقات وتعميمها، واستكشاف فرص الربط بين البلوكتشاين ومنافذ “إيلاف” المختلفة، بما يخدم القارئ وقطاع الإعلام المعاصر معاً، وفتح الباب واسعاً أمام دعم البحوث العلمية والمعرفية المتخصّصة وتعميمها ونشرها، وغير ذلك ممّا يعزّز دور “إيلاف” الإعلامي ومكانتها الاقتصادية في آنٍ واحد.
وفي هذا السياق، يقول عثمان العمير، مؤسّس “إيلاف” ورئيس تحريرها، إن الذكاء الاصطناعي يبتكر طرقا غير محدودة للوصول إلى الخبر الحقيقي، فكما كان لها السبق قبل ربع قرن، تذهب اليوم سبّاقةً نحو خوض مغامرة إعلامية مختلفة، بفرصها وتحدياتها المختلفة، مبتكرةً طرقها الخاصة ليحظى خبرها الحقيقي والموضوعي بأكبر تفاعل، فيترك أشدّ التأثير في المستخدمين.
وزاد قائلا “كما استشرفت (إيلاف) قبل 22 عاماً إمكان التعامل مع الخبر بطريقة افتراضية، فكانت أول يومية إلكترونية عربية، ها هي تستشرف اليوم مستقبل الخبر الدقيق، فتجد أن ثمة دوراً كبيراً يؤدّيه هذا الخبر في عالم الذكاء الاصطناعي، مؤكدة بقاءها على عهد الصدق والثقة وتقديم الحقيقة بالدقة المطلوبة”.
ويضيف الإعلامي السعودي عثمان العمير: “هذا كله جليّ في اسمنا (إيلاف)، وهو باللغة العربية مرادف العهد والألفة والائتلاف، وتبقى هي (إيلاف) نفسها، في العالمين، الإلكتروني والافتراضي، وفي أي مسألة تعالجها، فالخبر السياسي بالنسبة لنا يحتلّ حيّزاً كبيراً، لكننا ننأى عن الخلافات السياسية وعن التموضع بين الأطراف والدول، وسنبقى على هذا المبدأ في خطوتنا المقبلة، إذ يبقى الإنسان وقضاياه الرئيسة محور اهتمامها. فهذه القضايا تهمّ القارئ، وباتت جزءاً أساسياً من الإعلام المعاصر”.
يدرك العمير أن إبداع أخبار تلائم الواقع الافتراضي يتطلّب ابتكار لغة بصرية جديدة، فسبقت “إيلاف” هذا التطوّر بخطوتين، إذ عقدت اتفاقاً مع “بي بي سي” لتقديم محتواها الخبري، لتكون جسراً معرفياً يوصل القارئ إلى المحتوى الخبري الغربي، فضلا عن عقد شراكة مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية لإصدار مجلة How To Spend It Arabic، الطبعة العربية من مجلة الرفاهية How To Spend It وأول مجلة متخصّصة في الرفاهية في العالم العربي، تتضمّن محتوى حصرياً يعدّه صحافيو “إيلاف” في الشرق الأوسط، إلى جانب مواضيع ومقالات مترجَمة من المجلة الإنجليزية، لتكون نافذةً للقارئ على الرفاهية العالمية.
يقول العمير: “هذا المسار التراكمي يرفد قدرة “إيلاف” على ابتكار أدوات صحافية تلبّي ما يفرضه أن تكون حاضرة بقوة في الواقع الافتراضي، وعلى أن تفتح أبواب هذا العالم الجديد واسعةً أمام المستخدم”.
وتقدم”إيلاف” للقراء منذ إطلاقها من لندن في 21 مايو 2001، كل جديد في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة وعلم الاجتماع وشؤون المرأة والترفيه، بتقارير وافية تأتيها من شبكة واسعة من المراسلين المحترفين، وبمقالات يخصّها بها كتّاب عرب وعالميون يعالجون الخبر من كل جوانبه.
وبعد نجاح تجربة “إيلاف المغرب”، تتّجه “إيلاف” إلى إصدار طبعات محلية أخرى وبلغات متعدّدة، إضافة إلى إنشائها طبعة خاصة بالمشتركين، تصلهم إلى بريدهم الإلكتروني يومياً، تضم موضوعات وتقارير تلائم رغباتهم.
يقول كريستوفر ماكلوخلين، رئيس مجلس إدارة إيلاف: “صحيفتنا الإلكترونية حاضرة حيث ينتشر القرّاء، لكننا مستقرّون في لندن، العاصمة العالمية لحرية الصحافة وموطن الصحافة الموثوق بها”.
نالت “إيلاف” مع مؤسّسها العديد من الجوائز، ففي عام 2007، كُرّم العمير في دولة الإمارات حيث نال جائزة “شخصية العام الإعلامية” من مجلس إدارة جائزة الصحافة التابع لنادي دبي للصحافة، كما نال درع التكريم من منتدى الجائزة العربية للإبداع الإسلامي في الأردن، وجائزة الإبداع الإعلامي من مؤسسة الفكر العربي في البحرين.
وفي عام 2009، فازت “إيلاف” بجائزة الإعلام الجديد للمستقبل من مؤسسة “أنا ليند” في حفل أقيم في إمارة موناكو، وصنّفتها مجلة “فوربس” في عام 2012 في المرتبة العاشرة بين أكثر المواقع الإخبارية زيارة، إذ بلغ عدد قرائها في بعض الأعوام خمسة ملايين قارئ.
وصنّفتها أيضا مواقع مستقلة في مطلع العقد الماضي من بين أبرز 5 آلاف موقع إلكتروني عالمياً لناحية الانتشار والتأثير.
في سياق ذلك، يقول ماكلوخلين: “نرى الأخبار المزيّفة والمعلومات المضلّلة تنتشر اليوم بكثافة، لكن النبأ في “إيلاف” صار معياراً يقاس به أي نبأ. إنها لا تحيد عن مبادئ مؤسّسها، فلا خبر يُنشر قبل التدقيق فيه، والتحقّق من مصادره، والتأكد من صدقية رواته”.