قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الجمعة، إن مدينة «جول» التاريخية شهدت تشكل إحدى أشهر وأعظم الملاحم في تاريخ أفريقيا مشيرا إلى ملحمة «صامبا كلاديو ديكي».
و«صامبا كلاديو ديكي» هي ملحمة تتحدث عن فارس مغوار نافح عن مملكة «ساتيغي»، وتحولت قصته من موقع «بيلباسي» في جول إلى ملحمة شعرية يرددها حافظو الذاكرة منذ القرن الثامن عشر إلى اليوم.
وقال ولد الغزواني خلال افتتاحه لمهرجان «جول» الثقافي إن المدينة كتبت صفحات مضيئة من تاريخ مقاومتنا الوطنية، مشيرا إلى أنها شهدت منذ ما ينهز ثلاثة قرون قيام الثورة «الألمامية» مع عبد القادر كان «بفكرها المستنير وإصلاحاتها الاجتماعية المتقدمة وإسهامها المتميز في الإشعاوع الفكر العملي والعملي ونشر الدين الإسلامي».
وتابع « وقد جسد الحاج الشيخ محمود با طيلة القرن المنصرم هذا الحرص على نشر العلم والمعرفة وقيم ديننا الحنيف».
وأضاف الرئيس الموريتاني إن تاريخ المدينة «بما يزخر به من موروث ثقافي متنوع ونفيس، وما يشهد عليه من بطولات ابنائها وقوي تمسكهم بالدين الإسلامي الحنيف وخبرتهم في علومه ليجعل هذه المدينة جديرة بالاحتفاء».
وقال ولد الغزواني إن من أقوى موجبات صمود الأمم والشعوب اعتزازها بموروثها وتاريخها الثقافي، لافتا إلى أن الثقافة هي التي تُكسب الاستمرارية التاريخية للمجتمعات البشرية.
وتابع ولد الغزواني «لذا جعلنا من صون وترقية تنوعنا الثقافي الثري أولوية استراتيجيتنا التنموية باعتباره عاملا فاعلا في ترسيخ وحدتنا الوطنية وتقوية لحمتنا الاجتماعية».
وأشار ولد الغزواني إلى أن حكومته حريصة على أن لا تكون المهرجانات الثقافية «مجرد استعراض فلكلوري ينتهي أثره بانتهاء فعالياته وعلى ضرورة أن يكون المهرجان في ذات الوقت مشروعا إنمائيا بقدر ما هو مشروع ثقافي».
وأوضح ولد الغزواني أنه بناء على ذلك عبأت الحكومة الموارد المالية اللازمة لتنفيذ مجموعة متنوعة من البرامج الإنمائية لصالح منطة جول في مجالات البيئة والصحة والتعليم والمياه والطاقة والزراعة والتنمية الحيوانية وغيرها عملا على تحسين ظروف حياة المواطنيين في المدينة ودعما للتنمية المحلية بها.