شرعت السلطات الصحية الغامبية، في سحب أدوية أطفالٍ تحتوي مادة “الباراسيتامول”، عقب دراسة تربط بين هذه الأدوية ووفاة 28 طفلًا على الأقل بعد تناوله.
بدأت القصة حين أصيب عشرات الأطفال بفشل كلوي حاد، سبقه إسهال حاد، وتوفي منهم 28 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين أربعة أعوام وخمسة أشهر، حسب تقرير رسمي أعدته السلطات الصحية الغامبية أغسطس الماضي.
وفتحت السلطات الغامبية تحقيقًا لكشف حقيقة ما يجري، وانتهى بتقديم فرضيتين، الأولى تتهم بكتيريا الإشريكية القولونية، والثانية تشير بأصابع الاتهام إلى أدوية سائلة تحوي مادة الباراسيتامول.
ويدعم الأطباء فرضية الربط بين الدواء ووفيات الأطفال، خاصة وأن هنالك حالات مشابهة سبق أن حدثت في دول أخرى، سبب الباراسيتامول أضرارًا على الكلى.
ونتيجة لذلك طلبت الوزارة من المستشفيات والعيادات الخاصة التوقف عن استخدام الأدوية السائلة التي تحتوي الباراسيتامول، واستبداله بمسحوق الباراسيتامول الخاص بالأطفال.
في غضون ذلك، قال أطباء إن الأمطار والفيضانات التي وقعت مؤخرا في المدن الغامبية، أدت إلى تلوث المياه وبالتالي انتشار حالات الإسهال، ما يفسر الوضع الصحي الصعب الذي يعاني منه الأطفال في هذه الظرفية.
وتحدثت الوزارة هذا الأسبوع عن سبب محتمل إضافي هو أدوية سائلة مركبة من البروميثازين، ويشكل البروميثازين دواءً مضادا للهيستامين يستخدم لمعالجة الحساسية والأرق المؤقت.
وأصدرت وكالة مراقبة الأدوية في غامبيا الجمعة رسالة تذكير بكل المنتجات التي تحوي الباراسيتامول أو البروميثازين “المشتبه في أنهما تسببا في تسجيل حالات فشل كلوي حاد لدى الأطفال ووفاة عدد منهم”.
ووُجّهت الرسالة إلى جميع مستوردي الأدوية وتجار الجملة وتجار التجزئة، بما في ذلك المستشفيات.
وأكدت الوكالة الرسمية في رسالتها أنه “نظرا لخطورة ما حصل وبهدف حماية المواطنين، ستُسحب من الأسواق المنتجات المشبوهة لكل الشركات وستبدأ العملية من منازل المواطنين”.
وخلصت الوكالة إلى تأكيد أن “عقوبات حادة ستُطبق على المخالفين”.