غمرت المياه أغلب أحياء مدينة كيهيدي، جنوبي موريتانيا، بعد أمطار تجاوزت حاجز 150 ملم، في غضون ساعات قليلة، مخلفة خسائر مادية كبيرة ورعبا في نفوس سكان المدينة الواقعة على نهر السنغال، وتستخدم الطين في تشييد نسبة كبيرة من بيوتها البسيطة.
تقول ممرضة تعمل في مستشفى كيهيدي في حديث لـ «صحراء ميديا» محاولة أن تقرب الصورة، إن «جميع المرافق غمرتها المياه والمستشفى محصار حتى المرضى لا يمكنهم الوصول إليه».
وتضيف الممرضة: «ما نخشاه الآن هو حدوث تماس كهربائي بسبب تسرب المياه إلى موزع الكهرباء».
وطالبت الممرضة بتدخل سريع «لإنقاذ المستوصف وشفط المياه من محيطه ومرافقه، ونحن مستعدون للتعاون بجهودنا الذاتية».
وتشير قاطنة أخرى في المدينة إلى أن الأمطار أحدثت كثيرا من الخسائر، فانتزعت الريح والأمطار أسقف عدد من المنازل وحطمت أجزاء منها، وأضافت: “ليس هناك أي منفذ لإخراج المياه، فالمدينة كلها هكذا”.
وقالت لـ «صحراء ميديا» إن المياه غمرت كل منزلهم باستثناء بين واحد تمكنوا من تأمينه «ليجتمع فيه كافة أفراد الأسرة، عن طريق إنشاء حاجز رملي صغير عند بابه، وهو ما منع المياه من التسرب داخل البيت».
وتتحدث مريم: «لا أعرف ماذا أقول ولا أستطيع التعبير عن اللحظات التي عشتها البارحة، وأحمد ربي حين طلع علي الفجر.. لقد كانت ساعات رعب، ونحن الآن في هذه الوضعية الصعبة».
وفي حديث مع «صحراء ميديا» يقول علي ولد الوالد، وهو أحد سكان المدينة، إن «الأوضاع صعبة جدا، فالمياه قد غمرت كل الشوارع وبعض المنازل».
يضيف أن السلطات «تدخلت في الوقت المناسب بعد الأمطار مباشرة ممثلة في الجيش والدرك والشرطة والسلطات الإدارية ولجنة تسيير الأزمات».
وأشار إلى أن الأمطار لم تؤثر بشكل كبير على حركة المرور، خصوصا في الشوارع الرسمية، إلا أن التنقل من خلال الأزقة والشوارع الفرعية صعب بسبب تجمع المياه».
ووفرت السلطات منذ ساعات الصباح صهاريج لشفط المياه عن المدينة، بالإضافة إلى الحلول التقليدية بمشاركة أفراد من أبناء المدينة، وفق مصادر محلية.
وكانت مصادر من الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، قد قالت إنه لم تسجل الأمطار أي خسائر بشرية، لكنها «تسببت في خسائر مادية»، وفق الهيئة.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو من أحياء مدينة كيهيدي تحاصرها مياه الأمطار.
وتسببت السيول الناتجة عن الأمطار التي شهدتها موريتانيا في الشهرين الأخيرين، في وفاة 23 شخصا على الأقل، من بينهم 14 طفلا، قضوا في برك مياه أو غرقا في النهر، بسبب ارتفاع منسوب المياه.