﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾
سنتعرض في هذه السطور لكارثة عظيمة تعاني منها البشرية اليوم ونعاني منها في بلدنا بشكل تجاوز ما يمكن تحمله مع تقديم بعض المقترحات لمواجهة هذه المشكلة.
أصبحت حوادث السير إحدى أكبر الآفات التي تهدد حياة الإنسان على الكوكب الأرضي ولبلادنا النصيب الأوفر من هذه الكارثة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عدد السكان مقارنة بالدول المجاورة والدول الأخرى.
فوفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن الحوادث المرورية تحصد أرواح أكثر من مليون شخص سنوياً، وتصيب ثمانية وثلاثين مليون شخص (خمسة ملايين منهم إصاباتهم خطيرة).
حوادث السير في المغرب بلغ عدد القتلى من ضحايا الطرقات خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2015 أكثر من ألف قتيل (1003)، وما يزيد عن 31 ألف جريح، منهم 2870 إصاباتهم بليغة، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة حوالي 4 في المائة مقارنة بالأشهر الأربعة الأولى من سنة 2014.
وفي السنغال يصل عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم سنويا بسبب حوادث السير، إلى أكثر من 350 شخصا، دون احتساب عدد المصابين بعاهات وأوضحت الصحافة المحلية، أنه في سنة 2013، تعرض أزيد من 22 ألف سنغالي لحادثة سير.
وفي مصر قتلت حوادث السير 62 ألف شخص في العام 2010م بينما كان عدد شهداء حرب أكتوبر في حدود 7 آلاف شخص.
وفي السعودية ارتفعت حصيلة الوفيات نتيجة الحوادث المرورية خلال عام 2013 بنسبة 0.3 في المائة، بنحو 23 حالة وفاة مقارنة بوفيات عام 2012 والبالغة 7638 حالة وفاة. وفيما يخص عدد الحوادث، فقد تراجعت خلال الفترة بنسبة 11 في المائة أي بنحو 62.8 ألف حادث، ليبلغ إجمالي الحوادث خلال عام 2013 نحو 526.4 ألف حادث مقارنة بـ 589.3 ألف حادث خلال عام 2012.
أما عندنا في موريتانيا فقد أظهرت بعض الإحصائيات أرقاما مخيفة إذ بين تقرير نشر قبل سنوات أن 221 شخصا قتلوا في 2028 حادث سير على مختف الطرق الوطنية خلال سنة 2009، وبلغ عدد الجرحى المسجلين في تلك الحوادث 3094 جريحا، ويستند التقرير إلى إحصائيات للدرك الوطني، والشرطة المكلفة بسلامة المرور.
وخلص التقرير الذي أعدته إحدى أكبر شركات التأمين في موريتانيا إلى أن أسباب تلك الحوادث تتلخص في “تهور السائقين والحالة المتهالكة للطرق، وللسيارات”.
ويشير تقرير جديد إلى أن عدد القتلى و الجرحى في حوادث السير قد تضاعف ثلاث مرات منذ العام 2007، حيث كانت إحصائيات رسمية أكدت أن تلك السنة شهدت 7923حادث سير، حصدت 50 قتيلا و 1660 جريحا، وهو ما يعني تناقصا كبيرا في عدد الحوادث مقابل ارتفاع ضحاياها.
وبحسب إحصائيات الدرك الوطني التي أعدها المكتب المركزي للأبحاث بهذه المؤسسة، فإن العام 2013 عرف أكثر من 653 حادث سير خلفت بشكل فوري 130 قتيلا وأكثر من 1097 جريحا 360 منهم جراحهم بالغة الخطورة وتعني هذه الإحصائية وجود حادث سير بمعدل مرة في اليوم على عموم موريتانيا بالنسبة للعام 2013.
أما العام 2014 فلا يبدو أن الظاهرة عرفت بعد انحسارا إذ تقول ذات الإحصاءات التي يعدها المكتب إن البلاد عرفت حتى شهر أكتوبر 2014م أكثر من 536 حادث سير خلفت 138 قتيلا وأكثر من 944 جريحا 305 حالاتهم حرجة و639 منهم حالاتهم عادية وهو ما يعني أن الحوادث في ازدياد والضحايا كذلك.
أما سنة 2015م فلم أطلع على إحصائياتها لكنها شهدت حوادث كثيرة قاتلة وكل الدلائل تشير إلى أن الرقم سيكون أعلى مقارنة بضحايا العام 2014م ولكن الملاحظة الأبرز هي أنه بمقارنة عدد الوفيات والإصابات في بلدنا نتيجة حوادث السير مع الأرقام المماثلة في البلدان المجاورة نجد أن الحوادث عندنا كانت مرتفعة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار نسبة الحوادث إلى عدد السكان.
أسباب الحوادث
أسباب الحوادث كثيرة لكن يمكن إجمالها في أسباب كبرى هي :
– العنصر البشري والسائق والمشاة والمركبة والطريق وفي التفاصيل يمكن أن نذكر:
أولاً: السائق (العنصر البشري) تعب وإرهاق السائق ووقوعه تحت تأثير الانفعال. وانشغاله عن القيادة. وعدم التقيد بأنظمة المرور ومن أهمها تجاوز السرعة النظامية وعدم ربط حزام الأمان واستخدام الهاتف أثناء السياقة وعدم أخذ القسط المناسب من النوم والراحة وتجاوز وعدم تشغيل الإشارات عند أخذ المنعطف إلى اليمين أو اليسار والتهور في القيادة.
وقد أكدت دراسة حديثة في السعودية أن (85%) من الحوادث المرورية سببها العنصر البشري.
ثانيا: المشاة
عدم أخذ المشاة للاحتياطات الواجبة قبل العبور وعدم وجود ممرات أو جسور تؤمن لهم المرور بسلام وتركالأطفال دون مرافق.
ثالثا: المركبة
عدم صيانة السيارة / المركبة أو فحصها وزيادة حمولتها وعد الاهتمام بشكل خاص بالإطارات / العجلات عدم وجود معدات السلامة.
رابعا : أحوال الطريق
أعمال على الطريق، منحنيات خطيرة، عدم وجود عوامل السلامة وأحوال الطقس (مطر، ضباب، رمال) والظلام وعدم صيانة الطريق وعدم حمايتها من الحيوانات.
اقتراحات
كيف السبيل لمواجهة هذه الآفة التي تجاوزت في خطورتها الحروب والأمراض الفتاكة؟ للتخفيف من هذه الآفة نحتاج إلى حملة توعية يشترك فيها الجميع على النحو التالي:
– تنظيم برامج إعلامية في القنوات المرئية والمسموعة وفي الصحافة المكتوبة ووسائط التواصل الاجتماعي لتوعية الناس بأهمية الالتزام بالقواعد المرورية.
– تخصيص خطب الجمعة للتنبيه على أهمية هذا الموضوع وتناوله من زاوية وجوب حفظ الكليات المعروفة التي منها النفس والمال والدين.
– تشديد السلطات الرسمية الرقابة وتطبيق الغرامات على السيارات المخالفة وعلى السائقين الذين لا يلتزمون بقواعد المرور ومن أهمها ربط الحزام واستخدام الهاتف أثناء القيادة.
– تخفيف السرعة والانتباه لمفاجآت الطريق وأقترح أن تكون السرعة القصوى في طرقنا لا تتجاوز80 كم في الساعة.
– التقليل من السفر ليلا خاصة في الأماكن الوعرة.
– أخذ قسط مناسب من النوم والراحة قبل القيادة.
– عدم زيادة حمولة السيارة عن المسموح حسب الأعراف الدولية.
– اصطحاب وسائل ومعدات السلامة.
– فحص السيارة والإطارات قبل السفر.
– عدم القيادة لفترات طويلة.
– عدم القيادة أوقات الانفعالات وتحت التأثيرات النفسية.
– السعي لجهد دولي مشترك يلزم مصنعي السيارات بأن تكون السرعة المتاحة في السيارة هي 100 كلم في الساعة فقط.
أهمية حزام الأمان
يعتبر حزام الأمان بإذن اللـه من أهم أسباب النجاة عند تعرض السيارة للحوادث؛ فقد أكدت دراسة يابانية نشترها مجلة (ذي لانست) الطبية البريطانية أنه يمكن تفادي نحو 80 في المائة من وفيات ركاب المقاعد الأمامية في السيارات التي تتعرض لحوادث إذا ما وضع ركاب المقاعد الخلفية حزام الأمان.
وأكدت الدراسة أن ركاب المقاعد الخلفية الذين لا يضعون أحزمة الأمان يمكن أن يصدموا بعنف ركاب المقاعد الأمامية عند وقوع حادث.ويعتبر حزام ألأمان من أهم الوسائل التي تقلل من نسبة حوادث الوفيات والإصابات في الحوادث المرورية، فقد تبين أن استخدام حزام الأمان يقلل من نسبة الوفاة أثناء الحوادث بما يعادل 50 في المائة لركاب المقعد الأمامي و60 في المائة لركاب المقعد الخلفي.
كما أن ربط حزام الأمان يمنع من اندفاع الراكب إلى خارج السيارة في حالة وقوع حادث، ثلاثة أرباع الركاب الذين يندفعون خارج السيارة أثناء الحوادث يموتون، وقد تبين أنه مع ربط الحزام فإن إمكانية الاندفاع خارج السيارة هي 1 في المائة، بينما تتجاوز 20 في المائة لدى الذين لم يستخدموا حزام الأمان.
وعند وقوع حادث فإن السيارة تتوقف فجأة بينما يندفع الراكب بنفس سرعة السيارة إلى الأمام إذا كانت السيارة منطلقة بسرعة 100 كم/ساعة قبل وقوع الحادث فإن الراكب غير المستخدم لحزام الأمان سوف يندفع بقوة تتراوح 1000- 1500 كجم إلى الأمام، مما يتسبب في قتل أو إيذاء نفسه والركاب الآخرين في السيارة من إجراء ارتطامه بهم أو تحطيم زجاج السيارة.
الخاتمة
على الشباب والمتهورين أن يتذكروا قيمة الحياة وخطورة الحديد قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
ومرة أخرى فالمسألة مسألة وعي وتحمل للمسؤولية فالذين يسرعون ربما ينسون أطفالا وأمهات وزوجات وأحبابا خلفهم ينتظرونهم، وليتذكروا مثلا أن السيارة التي تسير بسرعة 120 كلم في الساعة لا يتجاوز وزنها 5 كجم؛ فلماذا العجلة؟، وماذا سنخسر إذا تأخرنا دقائق أو ساعات أو حتى أياما إذا كان ذلك سيكون سببا لنجاتنا من موت محقق أو عاهة مستديمة؟
فعلى سائقي المراكب أن يتقوا اللـه في أنفسهم وفي الركاب الذين يتحملون مسؤوليتهم. خاصة أن حالة الطرق عندنا تستدعي الكثير من الحيطة والحذر؛ كان أسلافنا يسافرون ويقضون أوطارهم وإن طالت فترة غيابهم لكن حياتهم كانت تسير بشكل معقول مع السلامة من آفات الحديد ومخاطره.. فلم نستعجل؟ هل هناك في هذه الدنيا ما يستحق هذا النوع من المخاطرة؟ لنتصور مثلا أن في الطريق مجموعة أسود وحيوانات مفترسة أو عصابات تقتل الناس وتسلبهم أوالهم فهل سنسير في تلك الطريق..؟ قطعا لا ، وكذلك الأمر إذا علمنا أن عدم احترام القواعد المرورية من سرعة وإغفال ربط الحزام واستخدام الهاتف النقال سيؤدي بنا إلى المصائب فالواجب الحيطة والحذر وتجنب كل ذلك.وهناك مسألة ربما تلتبس على بعض الناس إذ يظنون أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل لكن الحقيقة أننا نأخذ بالأسباب امتثالا لأمر الشارع ونتوكل على اللـه ولا نتوكل على الأسباب. قال تعالى: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا))، وورد في الحديث المرفوع “اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ”. لنقل كلمة أو نكتب مقالا أو تدوينة أو حرفا أو نشارك في برنامج توعية حول هذه الآفة لعل اللـه يجعلنا سببا في نجاة إنسان فنكسب أجورا مضاعفة؛ قال تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سنتعرض في هذه السطور لكارثة عظيمة تعاني منها البشرية اليوم ونعاني منها في بلدنا بشكل تجاوز ما يمكن تحمله مع تقديم بعض المقترحات لمواجهة هذه المشكلة.
أصبحت حوادث السير إحدى أكبر الآفات التي تهدد حياة الإنسان على الكوكب الأرضي ولبلادنا النصيب الأوفر من هذه الكارثة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عدد السكان مقارنة بالدول المجاورة والدول الأخرى.
فوفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن الحوادث المرورية تحصد أرواح أكثر من مليون شخص سنوياً، وتصيب ثمانية وثلاثين مليون شخص (خمسة ملايين منهم إصاباتهم خطيرة).
حوادث السير في المغرب بلغ عدد القتلى من ضحايا الطرقات خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2015 أكثر من ألف قتيل (1003)، وما يزيد عن 31 ألف جريح، منهم 2870 إصاباتهم بليغة، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة حوالي 4 في المائة مقارنة بالأشهر الأربعة الأولى من سنة 2014.
وفي السنغال يصل عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم سنويا بسبب حوادث السير، إلى أكثر من 350 شخصا، دون احتساب عدد المصابين بعاهات وأوضحت الصحافة المحلية، أنه في سنة 2013، تعرض أزيد من 22 ألف سنغالي لحادثة سير.
وفي مصر قتلت حوادث السير 62 ألف شخص في العام 2010م بينما كان عدد شهداء حرب أكتوبر في حدود 7 آلاف شخص.
وفي السعودية ارتفعت حصيلة الوفيات نتيجة الحوادث المرورية خلال عام 2013 بنسبة 0.3 في المائة، بنحو 23 حالة وفاة مقارنة بوفيات عام 2012 والبالغة 7638 حالة وفاة. وفيما يخص عدد الحوادث، فقد تراجعت خلال الفترة بنسبة 11 في المائة أي بنحو 62.8 ألف حادث، ليبلغ إجمالي الحوادث خلال عام 2013 نحو 526.4 ألف حادث مقارنة بـ 589.3 ألف حادث خلال عام 2012.
أما عندنا في موريتانيا فقد أظهرت بعض الإحصائيات أرقاما مخيفة إذ بين تقرير نشر قبل سنوات أن 221 شخصا قتلوا في 2028 حادث سير على مختف الطرق الوطنية خلال سنة 2009، وبلغ عدد الجرحى المسجلين في تلك الحوادث 3094 جريحا، ويستند التقرير إلى إحصائيات للدرك الوطني، والشرطة المكلفة بسلامة المرور.
وخلص التقرير الذي أعدته إحدى أكبر شركات التأمين في موريتانيا إلى أن أسباب تلك الحوادث تتلخص في “تهور السائقين والحالة المتهالكة للطرق، وللسيارات”.
ويشير تقرير جديد إلى أن عدد القتلى و الجرحى في حوادث السير قد تضاعف ثلاث مرات منذ العام 2007، حيث كانت إحصائيات رسمية أكدت أن تلك السنة شهدت 7923حادث سير، حصدت 50 قتيلا و 1660 جريحا، وهو ما يعني تناقصا كبيرا في عدد الحوادث مقابل ارتفاع ضحاياها.
وبحسب إحصائيات الدرك الوطني التي أعدها المكتب المركزي للأبحاث بهذه المؤسسة، فإن العام 2013 عرف أكثر من 653 حادث سير خلفت بشكل فوري 130 قتيلا وأكثر من 1097 جريحا 360 منهم جراحهم بالغة الخطورة وتعني هذه الإحصائية وجود حادث سير بمعدل مرة في اليوم على عموم موريتانيا بالنسبة للعام 2013.
أما العام 2014 فلا يبدو أن الظاهرة عرفت بعد انحسارا إذ تقول ذات الإحصاءات التي يعدها المكتب إن البلاد عرفت حتى شهر أكتوبر 2014م أكثر من 536 حادث سير خلفت 138 قتيلا وأكثر من 944 جريحا 305 حالاتهم حرجة و639 منهم حالاتهم عادية وهو ما يعني أن الحوادث في ازدياد والضحايا كذلك.
أما سنة 2015م فلم أطلع على إحصائياتها لكنها شهدت حوادث كثيرة قاتلة وكل الدلائل تشير إلى أن الرقم سيكون أعلى مقارنة بضحايا العام 2014م ولكن الملاحظة الأبرز هي أنه بمقارنة عدد الوفيات والإصابات في بلدنا نتيجة حوادث السير مع الأرقام المماثلة في البلدان المجاورة نجد أن الحوادث عندنا كانت مرتفعة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار نسبة الحوادث إلى عدد السكان.
أسباب الحوادث
أسباب الحوادث كثيرة لكن يمكن إجمالها في أسباب كبرى هي :
– العنصر البشري والسائق والمشاة والمركبة والطريق وفي التفاصيل يمكن أن نذكر:
أولاً: السائق (العنصر البشري) تعب وإرهاق السائق ووقوعه تحت تأثير الانفعال. وانشغاله عن القيادة. وعدم التقيد بأنظمة المرور ومن أهمها تجاوز السرعة النظامية وعدم ربط حزام الأمان واستخدام الهاتف أثناء السياقة وعدم أخذ القسط المناسب من النوم والراحة وتجاوز وعدم تشغيل الإشارات عند أخذ المنعطف إلى اليمين أو اليسار والتهور في القيادة.
وقد أكدت دراسة حديثة في السعودية أن (85%) من الحوادث المرورية سببها العنصر البشري.
ثانيا: المشاة
عدم أخذ المشاة للاحتياطات الواجبة قبل العبور وعدم وجود ممرات أو جسور تؤمن لهم المرور بسلام وتركالأطفال دون مرافق.
ثالثا: المركبة
عدم صيانة السيارة / المركبة أو فحصها وزيادة حمولتها وعد الاهتمام بشكل خاص بالإطارات / العجلات عدم وجود معدات السلامة.
رابعا : أحوال الطريق
أعمال على الطريق، منحنيات خطيرة، عدم وجود عوامل السلامة وأحوال الطقس (مطر، ضباب، رمال) والظلام وعدم صيانة الطريق وعدم حمايتها من الحيوانات.
اقتراحات
كيف السبيل لمواجهة هذه الآفة التي تجاوزت في خطورتها الحروب والأمراض الفتاكة؟ للتخفيف من هذه الآفة نحتاج إلى حملة توعية يشترك فيها الجميع على النحو التالي:
– تنظيم برامج إعلامية في القنوات المرئية والمسموعة وفي الصحافة المكتوبة ووسائط التواصل الاجتماعي لتوعية الناس بأهمية الالتزام بالقواعد المرورية.
– تخصيص خطب الجمعة للتنبيه على أهمية هذا الموضوع وتناوله من زاوية وجوب حفظ الكليات المعروفة التي منها النفس والمال والدين.
– تشديد السلطات الرسمية الرقابة وتطبيق الغرامات على السيارات المخالفة وعلى السائقين الذين لا يلتزمون بقواعد المرور ومن أهمها ربط الحزام واستخدام الهاتف أثناء القيادة.
– تخفيف السرعة والانتباه لمفاجآت الطريق وأقترح أن تكون السرعة القصوى في طرقنا لا تتجاوز80 كم في الساعة.
– التقليل من السفر ليلا خاصة في الأماكن الوعرة.
– أخذ قسط مناسب من النوم والراحة قبل القيادة.
– عدم زيادة حمولة السيارة عن المسموح حسب الأعراف الدولية.
– اصطحاب وسائل ومعدات السلامة.
– فحص السيارة والإطارات قبل السفر.
– عدم القيادة لفترات طويلة.
– عدم القيادة أوقات الانفعالات وتحت التأثيرات النفسية.
– السعي لجهد دولي مشترك يلزم مصنعي السيارات بأن تكون السرعة المتاحة في السيارة هي 100 كلم في الساعة فقط.
أهمية حزام الأمان
يعتبر حزام الأمان بإذن اللـه من أهم أسباب النجاة عند تعرض السيارة للحوادث؛ فقد أكدت دراسة يابانية نشترها مجلة (ذي لانست) الطبية البريطانية أنه يمكن تفادي نحو 80 في المائة من وفيات ركاب المقاعد الأمامية في السيارات التي تتعرض لحوادث إذا ما وضع ركاب المقاعد الخلفية حزام الأمان.
وأكدت الدراسة أن ركاب المقاعد الخلفية الذين لا يضعون أحزمة الأمان يمكن أن يصدموا بعنف ركاب المقاعد الأمامية عند وقوع حادث.ويعتبر حزام ألأمان من أهم الوسائل التي تقلل من نسبة حوادث الوفيات والإصابات في الحوادث المرورية، فقد تبين أن استخدام حزام الأمان يقلل من نسبة الوفاة أثناء الحوادث بما يعادل 50 في المائة لركاب المقعد الأمامي و60 في المائة لركاب المقعد الخلفي.
كما أن ربط حزام الأمان يمنع من اندفاع الراكب إلى خارج السيارة في حالة وقوع حادث، ثلاثة أرباع الركاب الذين يندفعون خارج السيارة أثناء الحوادث يموتون، وقد تبين أنه مع ربط الحزام فإن إمكانية الاندفاع خارج السيارة هي 1 في المائة، بينما تتجاوز 20 في المائة لدى الذين لم يستخدموا حزام الأمان.
وعند وقوع حادث فإن السيارة تتوقف فجأة بينما يندفع الراكب بنفس سرعة السيارة إلى الأمام إذا كانت السيارة منطلقة بسرعة 100 كم/ساعة قبل وقوع الحادث فإن الراكب غير المستخدم لحزام الأمان سوف يندفع بقوة تتراوح 1000- 1500 كجم إلى الأمام، مما يتسبب في قتل أو إيذاء نفسه والركاب الآخرين في السيارة من إجراء ارتطامه بهم أو تحطيم زجاج السيارة.
الخاتمة
على الشباب والمتهورين أن يتذكروا قيمة الحياة وخطورة الحديد قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
ومرة أخرى فالمسألة مسألة وعي وتحمل للمسؤولية فالذين يسرعون ربما ينسون أطفالا وأمهات وزوجات وأحبابا خلفهم ينتظرونهم، وليتذكروا مثلا أن السيارة التي تسير بسرعة 120 كلم في الساعة لا يتجاوز وزنها 5 كجم؛ فلماذا العجلة؟، وماذا سنخسر إذا تأخرنا دقائق أو ساعات أو حتى أياما إذا كان ذلك سيكون سببا لنجاتنا من موت محقق أو عاهة مستديمة؟
فعلى سائقي المراكب أن يتقوا اللـه في أنفسهم وفي الركاب الذين يتحملون مسؤوليتهم. خاصة أن حالة الطرق عندنا تستدعي الكثير من الحيطة والحذر؛ كان أسلافنا يسافرون ويقضون أوطارهم وإن طالت فترة غيابهم لكن حياتهم كانت تسير بشكل معقول مع السلامة من آفات الحديد ومخاطره.. فلم نستعجل؟ هل هناك في هذه الدنيا ما يستحق هذا النوع من المخاطرة؟ لنتصور مثلا أن في الطريق مجموعة أسود وحيوانات مفترسة أو عصابات تقتل الناس وتسلبهم أوالهم فهل سنسير في تلك الطريق..؟ قطعا لا ، وكذلك الأمر إذا علمنا أن عدم احترام القواعد المرورية من سرعة وإغفال ربط الحزام واستخدام الهاتف النقال سيؤدي بنا إلى المصائب فالواجب الحيطة والحذر وتجنب كل ذلك.وهناك مسألة ربما تلتبس على بعض الناس إذ يظنون أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل لكن الحقيقة أننا نأخذ بالأسباب امتثالا لأمر الشارع ونتوكل على اللـه ولا نتوكل على الأسباب. قال تعالى: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا))، وورد في الحديث المرفوع “اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ”. لنقل كلمة أو نكتب مقالا أو تدوينة أو حرفا أو نشارك في برنامج توعية حول هذه الآفة لعل اللـه يجعلنا سببا في نجاة إنسان فنكسب أجورا مضاعفة؛ قال تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.