رفض القائد العسكري لبوركينا فاسو المقدم إسحاق زيدا طلبا من الاتحاد الأفريقي بعودة البلاد إلى الحكم المدني خلال أسبوعين .
وقال زيدا في مؤتمر صحفي في وقت متأخر أمس الخميس :” هذا الأمر لا يقلقنا. الاتحاد الافريقي يستطيع أن يقول ثلاثة أيام ، هذا الموعد يخصه وحده”.
وأضاف :”ولكن بالنسبة لنا، المهم لبوركينا فاسو التوصل إلى اجماع في الآراء لتشكيل هيئة انتقالية”.
وتوسط رؤساء السنغال ونيجيريا وغانا أول أمس الأربعاء في اتفاق ينص على ان يقود مدني فترة انتقالية لمدة عام في الفترة السابقة على الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر العام المقبل .
ويجري زيدا حاليا محادثات مع المعارضة وغيرها من الجماعات التي لم تستبعد اضطلاع الجيش بدور خلال المرحلة الانتقالية .
كان الاتحاد الأوروبي هدد بوركينا فاسو بفرض عقوبات عليها في حال لم يتم تسليم السلطة إلى مسؤول مدني خلال أسبوعين ، ولكن زيدا قال إنه ليس “خائفا من العقوبات”.
وأضاف :” نحن أكثر انشغالا الآن بالاستقرار والسلام في بوركينا فاسو”.
وذكرت إذاعة فرنسا الدولية أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (اكواس) ناقشت الأزمة في أكرا أمس . وقررت تشكيل جماعة اتصال لبوركينا فاسو برئاسة السنغال.
ودعت اكواس المجتمع الدولي إلى عدم فرض عقوبات على بوركينا فاسو “بالنظر إلى الجهود التي تبذل على المستوى الإقليمي”.
وعبر قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اليوم الجمعة عن معارضتهم فرض عقوبات دولية على بوركينا.
وقال قادة دول المجموعة في بيان إن مؤتمر رؤساء الدول “يوجه نداءً إلى الأسرة الدولية والشركاء للامتناع عن فرض عقوبات على بوركينا فاسو نظرا للجهود التي تبذل على مستوى المنطقة”.
وأعلن القادة “دعمهم لهذا البلد في هذه المرحلة الحساسة”.
وعبر قادة غرب افريقيا عن “الشكر العميق لزيدا وجيش بوركينا فاسو، لمهنيتهم في الحفظ على الأمن والقانون والنظام”. وعلى “دورهم الايجابي في بدء عملية انتقالية بقيادة شخصية مدنية”.
وبعد أسبوع على سقوط الرئيس بليز كومباوري الذي حكم البلاد 27 عاما، وتولي العسكر زمام الأمور، ما زال اسحاق اسحق زيدا يقود النظام الانتقالي.
وما زال الجيش يجري مشاورات مع مختلف مكونات بوركينا فاسو الاجتماعية والسياسية وقال زيدا في مؤتمر صحافي “إننا على الطريق السليم للعثور على مخرج مشرف لبوركينا فاسو” مؤكدا أن “ما يهمنا هو التوصل إلى توافق”.
وشكل معارضو كومباوري، والمجتمع المدني ورجال الدين والزعماء التقليديين، لجنة مشتركة تعمل منذ أمس على وضع “ميثاق مرحلة انتقالية”.
ويتوقع المصادقة على هذا الميثاق غدا السبت ويعرض على الوسطاء الدوليين والترويكا (الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وسيدياو) يوم الاثنين.
وأفادت مصادر عسكرية أن الجيش قد انتهى من صوغ ميثاقه الخاص، كما ان معسكر المعارضين سيطرح اقتراحاته الاثنين على ما يبدو.
وقال جوناس هين المسؤول في المجتمع المدني عقب لقاء مع الرجل القوي حاليا في البلاد الكولونيل زيدا “نلتقي مجددا جميعا الاثنين -الجيش والمجتمع المدني والاحزاب السياسية ورجال الدين- للمصادقة على وثيقة واحدة توافقية”.
وأفاد مسؤول من الجمعيات المشاركة في المباحثات في المجتمع المدني أنه فضلا عن المعايير العادية مثل السن والجنسية والنزاهة والتربية، يجب ان لا تترشح هذه الشخصية إلى الانتخابات المقررة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.
وأضاف ان اتفاق الأربعاء “انجاز كبير في عملية الخروج من الأزمة في هدوء”.
واعتبر أن “الأهم هو التوصل إلى توافق يؤدي إلى نهاية السنة بدون مشاكل وتنظيم انتخابات تكون نتائجها مقبولة من الجميع”.
ويطرح كل أطراف الأزمة اقتراحاتهم الملموسة ومطالبهم لتحديد هيئات نظام انتقالي والمعايير التي يجب أن تتوفر في الشخصية المدنية التي ستقودها.
وباستثناء بعض آثار عمليات نهب وقعت يوم الانتفاضة، في واغادوغو؛ لا شيء يوحي بأن مئات آلاف المتظاهرين خرجوا قبل أسبوع وأطاحوا بحكم بليز كامباوري. وليس هناك أي شرطي أو عسكري في الشوارع.
وبعد غروب الشمس واقتراب حظر التجول ( منتصف الليل)، تظهر بعض المدرعات والعسكر المسلحين يتمركزون في الشوارع.
أما السكان فإنهم عادوا إلى نشاطهم العادي ويبدو أنهم يتابعون من بعيد هذه المرحلة “التقنية” من المداولات، ويقول العديد منهم إنهم لا يشككون في ان يعيد الجيش السلطة إلى المدنيين بسرعة كما التزم .