بعد انتظار استمر زهاء اسبوع بدات اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في الافراج عن نتائج الانتخابات البلدية والبرلمانية التى جرى دورها الاول في الثالث والعشرين من نوفمبر، لا شيئ يوحي بامكانية خروج النتائج مكتملة وعلى الطريقة التى درج عليها مسؤولوا الانتخابات في الاستحقاقات الماضية رغم اللجوء الى اداريين يمتلكون خبرة الداخلية لاكثر من 30 سنة .
هدات وتيرة الضغط الشعبي على اللجنة بعد ان خفت حدة المواجهات التى رافقت النتائج الاولى المسربة او التى اعلنت عنها اللجنة قبل ان تتراجع عنها .. اذ بدا ان ضغط المتذمرين ساهم في اعادة ترتيب اللوائح بحسب تعليق احد المتابعين، لكن ذلك الترتيب يسير ببطء شديد فباستثناء نتائج نواكشوط للنيابيات لايمكن الحديث عن نتائج مكتملة مائة بالمائة حتى الان بحيث بقيت مناطق ساخنة لم تحسم ربما في انتظار نتائج اختبار الدفعة الاولى من النتائج ..!،
شكلت نواكشوط الاختبار الاول لقياس مستوى الغليان بحيث لم يكن للنتائج المعلن عنها رسميا بجراة اكثر ردات فعل عنيفة كالتى شهدتها مناطق موريتانية الاسبوع الماضي .. في نيابيات نواكشوط منحت المقاعد وكانها تعيينات بحيث تم توزيع المقاعد ب”عدالة “على الاحزاب الكبيرة . عدالة تراعي عدد الاصوات المحتسب عموما لبعض الاحزاب بحيث لا يتناقض بشكل سافر مع الحجم الحقيقي لتلك الاحزاب كما اشركت احزاب اخرى قد يكون تصنيفها اقرب الى الموالاة من المعارضة لضمان استمالتها عند الحاجة في برلمان لا تزال التوازنات داخله لغزا آخر.. النتائج بذلك الاسلوب ساهمت في قطع الطريق امام أي نوع من الاحتجاجات قد ينسف العملية ولو مؤقتا .. وبالتزامن مع ما يسميه احد المراقبين “مهدئات” نيابيات نواكشوط كانت اللجنة تعلن نتائج بعض المناطق في داخل البلاد من بينها دوائر اثارت جدلا واسعا وعرفت شوارعها حراكا كبيرا ادى في بعض المدن الى مواجهات عنيفة مع الامن والحرس ، واتهمت اللجنة والحكومة بتغيير نتائجها خلافا للمحاضر التى يحتفظ بها ممثلو الاحزاب لديهم ، انها عملية معقدة تتطلب حنكة وقدرة فائقة على تطويع المحاضر وتكييفها حتى تتطابق مع حل المحاصصة الذي تم اللجوء اليه لاطفاء نار الغضب حل يضع الحسابات السياسية اولوية على ما يمكن ان تفرزه صناديق الاقتراع حقا يعلق مراقب ..
كلمة .. سر الحاسوب
تحولت الانظار الى اللجنة المستقلة للانتخابات وبدى ان تلك اللجنة هي من يمنح الفوز ومن يتحكم في الاقصاء ، وهكذا لا تخلوا بوابات وردهات اللجنة من طالبي مقاعد .. بعضهم يريد ان يعود الى البرلمان مرة اخرى ومنهم من يتوق لدخوله اول مرة ومن اجل ذلك يتوافدون على لجنة الانتخابات يقتفون اثار مسؤوليها ويبحثون عن كلمة سر جهاز حاسوب يخزن المعطيات ويمكن لموظف في اللجنة بكبسة زر ان يغير المعادلة ويمنحه تاشيرة للمرور …اظهرت النتائج التى اعلن عنها مؤخرا رغبة في التهدئة وتفاعلا مع التصعيد ، فقد مرت نتيجة ازويرات بهدوء حتى الان بالنسبة لحزب التحالف الشعبي التقدمي الذي ربما استرضي بمقاعد في اماكن اخرى شانه شان الوئام الذي حرم من المذرذرة ومنح كوبني ، تحاول الجهات الرسمية على ما يبدو تخفيف الاحتقان مع احزاب المعارضة المشاركة لان رضاها عن العملية من شانه ان يمنحها شيئا من المصداقية هي في حاجة اليه خصوصا وان منسقية المعارضة التى قاطعت الانتخابات تتفرج على مشهد يعضد حججها المقاطعة يعلق مراقب
وفي اطار حملة الغضب على اللجنة للحصول على مقاعد في الانتخابات اعلن ثلاثون حزبا شاركو في الانتخابات ولم يحصلوا على مقاعد انتقادهم للعملية مطالبين بالغاء الانتخابات التى وصفوها بالمزورة والعبثية تاتي احتجاجت هذه الاحزاب التى تمثل بحساب العدد قرابة نصف الاحزاب المشاركة بينما لا تزال اللجنة تشتغل على نتائج اخرى من بينها اللوائح الوطنية واللوائح الوطنية للنساء .. فهل نشهد غدا صعود احزاب اخرى للحصول على مقاعد فيما تبقى من نتائج ..؟