قال محمد جميل ولد منصور؛ رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) المعارض، إن الأنشطة المنفردة التي قامت بها بعض أحزاب منسقية أحزاب المعارضة “ستصب في برنامج نضالي مشترك سيكون له ألقه وأثره في الساحة الوطنية لمنسقية المعارضة الديمقراطية بصفة عامة”.
وأكد ولد منصور؛ في برنامج (حوار اليوم) الذي تبثه إذاعة صحراء ميديا، إن تلك الأنشطة “تدخل في إطار “برامج الأحزاب ونشاطها السياسي وحركتها التعبوية”، نافيا وجود أي خلافات بين أحزاب المنسقية.
وأوضح ولد منصور أن بيان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات “لا يحمل جديدا”، مشيرا إلى أن ما وصفه بإشكال الانتخابات الحقيقي “يتعلق بإجراء انتخابات حرة ذات مصداقية و شفافة، حسب القواعد المتعارف عليها”، وأضاف: “تبين من خلال التجربة مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز ووزيره الأول أنهم غير مؤهلين للإشراف على حكومة وسلطة في ظلها تجري انتخابات من هذا النوع”.
ونبه إلى أن السلطة والتجارة إذا اجتمعتا “كان الفساد المبين”، معبرا عن اعتقاده بأن ما وصفها بالمؤشرات والمعلومات المتوفرة حتى الآن “كافية وأخشى أن يكون ما خفي أعظم”.
وقال إن النظام القائم “خطره ليس قاصرا على الفقراء الذين جوعهم وزاد الأسعار عليهم وتجاهلهم بعد استفاد من أصواتهم في الانتخابات بين قوسين”، مؤكدا أنه الآن “يستهدف طائفة أخرى من الموريتانيين لها أخطاؤها بالتأكيد ولها تجاوزاتها وينبغي أن تفهم الرسالة جيدا وتفهم أن التعامل مع الاستبداد وتشريع الاستبداد وتبرير الاستبداد وتمويل الاستبداد عواقبه وخيمة”؛ بحسب تعبيره.
نص المقابلة:
صحراء ميديا: يقال إن ثمة خلافات وبينكم واتحاد قوى التقدم في المنسقية لتمسككم أنتم برحيل النظام وبخيار الربيع العربي وموقفهم المعارض لهذا ما حقيقة ذلك؟
محمد جميل ولد منصور: فيما يتعلق بالخلافات داخل المنسقية هذه مادة تفضل بعض الأوساط أن تعيش عليها ولكن الحقيقة أن اجتماعاتنا تطول ونقاشاتنا تتعمق، لكن تنتهي دائما والحمد لله بوحدة وانسجام، أما فيما يتعلق باتحاد قوى التقدم فهو من أكثر أحزاب المنسقية قربا منا ونحن من أكثر أحزاب المنسقية انسجاما معه في التحليل والرؤية.
صحراء ميديا: نظمتم مؤخرا مهرجانا منفردا، وقبلكم تكتل القوى الديمقراطية ما هذا السيناريو الجديد الذي طرأ على عمل المنسقية بعد أن تخليتم عن العمل المشترك؟
ولد منصور: هذا الأمر ليس جديدا سبق أن نظمت هذه الأحزاب و غيرها، وبالمناسبة كان معنا حزب اللقاء الديمقراطي هذه المرة أن نظموا أنشطة منفردة لتنتهي بأنشطة في الغالب جماعية كبيرة، هذه الأنشطة رغم أنها تدخل في إطار برامج الأحزاب ونشاطها السياسي وحركتها التعبوية فإنها ـ بإذن الله ـ ستصب في برنامج نضالي مشترك سيكون له ألقه وأثره في الساحة الوطنية لمنسقية المعارضة الديمقراطية بصفة عامة.
صحراء ميديا: اللافت في المهرجان هودعوتكم الصريحة لطرد السفير السوري ما الذي حملكم على هذا الإجراء؟
ولد منصور: هذا ليس اللافت وحده اللافت في هذا المهرجان وأساسه ورسالته هو أن الوطن في خطر وأنه بفعل سياسة هذا النظام على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية والأمنية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية جعل أوضاع الوطن في خطر، هذه هي رسالة المهرجان الأساسية وأراد تواصل أن يرسلها بشكل واضح بكل الألسن وبكل الأوجه وفي وقت طويل صبر فيه مناضلونا وقتا كما شاهدتم و تابعتم، أما قضية سوريا فجاءت في إطار الفشل في العلاقات الخارجية للنظام الذي احتفظ بعلاقات إيجابية بغباغبوا حتى دخل عليه مخبؤه، ومع القذافي حتى قتله شعبه وقلنا بأنه يحافظ اليوم على علاقات مماثلة مع نظام بشار الأسد، وهنا وتأثرا بما يجري في سوريا،تأثرا بإطلاق صواريخ اسكود على الشعب السوري وتأثرا بقصف طائرات الميغ تأثرا بهذه الهجمة حتى وصلت إلى الفوسفور الأبيض قلنا فعلا إن أدنى ما ينبغي القيام به هو طرد سفير النظام السوري من موريتانيا وشكرا للجامعة العربية التي وفرت اليوم إطار دبلوماسيا ورسميا للأنظمة حتى تقدم على هذه الخطوة.
صحراء ميديا:اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أصدرت بيانا مؤخرا قابلته المنسقية باستهجان وأحزابها أنتم في حزب تواصل كيف تنظرون إلى هذا البيان ؟ وهل إذا لبت هذه الجنة بعض الشروط التي تتماشى وخطكم السياسي ستتخلون عن المنسقية وتدخلون في الانتخابات القادمة؟
ولد منصور : المنسقية اجتمعت على أساس قاعدة مهمة وهي تخليص موريتانيا من الأنظمة الأحادية وبناء ديمقراطية حقيقية تقوم على التناوب السلمي على السلطة هذا ما قامت عليه المنسقية ولا أعتقد أن طرفا منها سيتخلى عن هذا الجامع والخيط الموحد لها بيان اللجنة المستقلة للإنتخابات، أو ما يطلق عليه اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لا يحمل جديدا وكما قيل على لسان الرئيس الدوري للمنسقية؛ المنسقية لا تهتم بهذا وهي غير معنية به بحكم أن إشكال الانتخابات الحقيقي هو إشكال يتعلق بإجراء انتخابات حرة ذات مصداقية و شفافة ، حسب القواعد المتعارف عليها، وتبين من خلال التجربة مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز ووزيره الأول أنهم غير مؤهلين للإشراف على حكومة وسلطة في ظلها تجري انتخابات من هذا النوع لذلك أعتقد أن المنسقية في يوم الاثنين القادم ستوضح تفصيلا وتدقيقا رؤيتها لهذا الموضوع ونحن بطبيعة الحال في تواصل جزء منها.
صحراء ميديا: يرى البعض أنه يوجد تناقض في طرح المنسقية السياسي ، طالبتم بالرحيل وعملتم عليه ثم قلتم إنكم لديكم مبادرة جديدة تتضمن تشكيل حكومة موسعة وإصلاحات دستورية ، تقليص صلاحيات الرئيس، ما هذا التناقض في الطرح السياسي؟
ولد منصور: المنسقية لم تقدم مبادرة ولم تتحدث في هذا الموضوع إطلاقا وأول حديث لها سيكون يوم الاثنين القادم وينبغي ألا تستعجله وبالنسبة لي لن أستعجله ، فيما يتعلق بقضية الرحيل فهي واضحة وضوح الشمس، نحن من خلال التجربة مع السيد محمد ولد العزيز من 2005 إلى الآن والطريقة التي تعاطى بها مع البلد والطريقة التي يسير بها البلد والطريقة التي تعاطى بها مع الاتفاقيات والعهود والطريقة التي عملها مع أول رئيس منتخب يشرف هذا البلد، ثم الطريقة التي يستمر من بعد ذلك في التعامل بها مع البلد ونخبته وفقرائه وأغنيائه وأحزابه وقواه المختلفة، تؤكد أنه لا يَصلح ولا يُصلح وبالتالي فالرحيل وأشكاله متعددة وأنماطه مختلفة المهم عندنا أن تكون قاعدته سلمية ديمقراطية، لكنها أيضا ذات قوة ومضاء، وآخر من يتحدث عن الأساليب الديمقراطية هي الجماعة المجتمعة حول الرئيس محمد ولد عبد العزيز لأنهم رحلوا نظاما ديمقراطيا بالقوة أما نحن فنطالب برحيله بالأسلوب الديمقراطي والسلمي ، نفضل ذلك انتخابا لكن لم تتوفر شروطه أجلت الانتخابات مددت المؤسسات ، عبث بهذا الموضوع وبالتالي نحن نريده على كل حال شعبيا على نحو سلمي وديمقراطي أو انتخابيا طريقة سلمية وديمقراطية.
صحراء ميديا:غدا ستتولون الرئاسة الدورية للمنسقية ويرى الكثير من المراقبين أن هذه الرئاسة سيكون لها ما بعدها لأنكم تملكون خيوط اللعبة في الجامعة وفي المعهد العالي وفي حركة مشعل هل لديكم إذا توليت الرئاسة آلية جديدة لترحيل النظام بالطرق التي لم تتحدث عنها.
ولد منصور: ميزة المنسقية أنها عمل تنسيقي مشترك وأنها تكامل لجهود مختلف الأحزاب والهيئات المشكلة لها ليس هنالك أي طرف مهما كانت قوته ولا حجم جماهيره ولا قوته التنظيمية يمكنه أن يفعل شيئا دون الآخرين ، أرجو أن تكون رئاستي الدورية للمنسقية التي من المنتظر أن تبدأ غدا إن شاء الله أرجو أن تكون استكمالا للجهود الكبيرة والمهمة الي بذلها الرؤساء السابقون ومن بينهم الرئيس أحمد ولد سيدي باب الذي تنتهي مأموريته الآن ، وأن ـإن شاء الله تعالى ـ أفعل هذه الجهود وهذه الأنشطة حتى تتحقق أهدافها في إقامة دولة ديمقراطية عادلة تنسجم مع هويتها وتحقق ديمقراطيتها وتفتح الآفاق أمام تنمية حقيقية في هذا البلد الذي يستحق وطال أمده مع هذا النوع من الأنظمة.
صحراء ميديا: أنتم في البرلمان تنتقدون الكثير من الاتفاقيات خاصة المنجمية والصيد وتنتقدون الوضع الاقتصادي بشدة الكثيرون يرون أن حكومة مولاي ولد محمد الأغظف من أكثر الحكومات استقرارا ومن أكثرها إنجازا في مجال البنية التحتية هل توافق هذا الطرح وما هي مآخذك على الوضع الاقتصادي؟
ولد منصور : بالتأكيد لا أوافق على هذا الطرح ولعل في الصورة التي قدمتها والتي قدمها إخواني الآخرين في مهرجان الوطن في خطر عن مختلف قطاعات الدولة الاقتصادية وقطاعات التعليم والصحة والفساد المستشري في الإدارة واختطاف القضاء وإهانة الصورة التي ينبغي أن تؤخذ عن موريتانيا في ذلك جواب على ذلك وعلى أداء الحكومة التي استطعنا أيضا كنواب للمعارضة الديمقراطية في حدود الهامش الصغير المتاح لنا أن نوضح مساوئ تسييرها وسوء إدارتها لهذا البلد وعموما اقتصاد لا يجد الناس أثره على حياتهم الاجتماعية ولا يستفيدون منه في قوتهم اليومي لايستفيدنمنه في خدمات مقدمة لايشرفهم في حياة كريمة اقتصاد يقوم على قتل كل الإرادات والفعاليات الوطنية وإنشاء أجيال جديدة من الوسطاء والأغنياء طبقا لخطة اختطاف موريتانيا والاستغناء منها لا يشرف مهما كانت محصلة الضرائب أو محصلة بيع عبد الله السنوسي.
صحراء ميديا: يدور الحديث الآن كثيرا حول أن رجال الأعمال تمارس عليهم ضغوط من أجل التراجع عن مواقفهم والرئيس أحمد ولد داداه وصف ولد عبد العزيز بأنه منافس قوي لهؤلاء رجال الأعمال أنتم في حزب تواصل هل توافقون هذا الطرح أم لا؟ وهل لديكم ما تقولونه؟
ولد منصور: حينما تكثر المؤشرات والدلائل والمعلومات على أن الرجل الذي يحكم البلد يمارس التجارة ويؤسس الشركات وينافس التجار فإن السلطة والتجارة إذا اجتمعتا كان الفساد المبين وأعتقد أن المؤشرات والمعلومات المتوفرة حتى الآن كافية وأخشى أن يكون ما خفي أعظم وبالتالي الطريقة التي يتعامل بها مع رجال الأعمال التي سبقت أو الحالية تؤكد أن هذا النظام خطره ليس قاصرا على الفقراء الذين جوعهم وزاد الأسعار عليهم تجاهلهم بعد استفاد من أصواتهم في الانتخابات بين قوسين، وهوالآن يستهدف طائفة أخرى من الموريتانيين لها أخطاؤها بالتأكيد ولها تجاوزاتها وينبغي أن تفهم الرسالة جيدا وتفهم أن التعامل مع الاستبداد وتشريع الاستبداد وتبرير الاستبداد وتمويل الاستبداد عواقبه وخيمة هؤلاء وغيرهم ينبغي اليوم للجميع أن يفهم أن هذا النظام خطر وأنه لاعدل إلا مع نظام ديمقراطي يقوم على العدالة والاستقامة وأن العدل سيجد الجميع نتائجه فقير وغني موظف وعاطل “العدل أساس الملك والظلم مؤذن بخراب العمران” فينبغي لنا جميعا أن نستفيد من هذا الدرس وأن نتفق على مقاومةا الظلم وأن لا نعاود بأي شكل من الأشكال التحالف معه لا جزئيا ولا كليا.
صحراء ميديا : مر الآن عامان على الربيع العربي وهو امتداد للتيار الاسلامي الذي ركب الموج، ووصل التيار الإخواني في مصر وتونس إلى السلطة ويرى البعض أن هذا الربيع الآن فشل ويعطي نموذجا على ذلك ما يحدث الآن في مصر وتونس هل توافقون الرأي؟
جميل منصور: بالتأكيد لا أوافق والحكم على الربيع بالنجاح أو الفشل استعجال في غير محله هذه لحظات تحول تاريخية كبيرة من أحوال منحرفة بكل المعاني ومن حال استبداد مطلق، لأن السلطة المطلقة فساد مطلق ومفسدة مطلقة إلى حال جديد وبالتالي لا بد أن يعطى الوقت الكافي لكي تتأسس التجربة الجديدة وعناصر الثورة المضادة وخفافيش العودة إلى الوراء الذين يتحركون في القاهرة وفي تونس وفي صنعاء وفي كل مكان، بالتأكيد لا بد أن نأخذ الوقت الكافي خصوصا أننا في مرحلة لا تناسبها أساليب أولئك القوم السابقين في التعامل مع معارضيهم ، أنا حينما أرى المعارضة تتظاهر في مصر وتطالب مرسي بالتراجع عن قراراته يتراجع حينا ينقضه القضاء حينا حينما أرى حركة النهضة في تونس تلتزم بأنها لن تتراجع عن وزارات السيادة ثم تتراجع استجابة لمطالب المعارضة هذه أعتبرها مؤشرات إيجابية، لاهي مؤشرات ضعف ولا هي مؤشرات فشل ولكن اليوم القوة السياسية تتحاور وتناقش وهناك بالتأكيد نواقص ، هناك بالتأكيد تقصير لكن الصورة العامة والاتجاه العام ـ بإذن الله ـ سنكتشف ـ إن شاء الله تعالى بعد حين أن هذا التحول من الديكتاتورية إلى الحرية ومن الاستبداد الديمقراطية ستكون نتائجه طيبة للجميع وهذا الاستقطاب الملاحظ بين التيار الاسلامي والتيار المسمى بالعلماني لست من المتحمسين له وإن كانت لي نصيحة لإخواني سواء في تونس أو مصر “الديمقراطية تبنى بالتوافق” . أقدر جهودهم التي بذلوها في هذا الموضوع ولكن مزيدا من الجهود بل مزيدا من التنازل لأن التوافق هو الذي يؤسس الديمقراطية ، لا يمكن أن تتأسس بناء على منطق المغالبة هذا منتصر وهذا مهزوم ، بعد أن نؤسس الديمقراطية والتحول حينها حق لنا أن نمارس العمل الديمقراطي بأساليبه التقليدية معارضة وأغلبية غالب ومغلوب.