
وقال ولد أحمد الوقف في مقابلة مع إذاعة صحراء ميديا، إن مبادرة الرئيس مسعود ولد بلخير هي “الأمل الأكبر لتجاوز الأزمة السياسية الحالية، لأنها قامت بتصنيف يوضح أن هنالك أزمة، وقدمت اقتراحات يمكن إذا تم الاتفاق عليها أن تساهم في الحل النهائي”.
وأشار في نفس السياق إلى أن “قطباً ثالثاً” سيتشكل لدعم مبادرة الرئيس مسعود ولد بلخير، إضافة إلى قطبي المعارضة والموالاة، معتبراً أن “موقع الرئيس مسعود بوصفه زعيم تعترف الأطراف كلها بوطنيته وقدرته وكذلك علاقته المتميزة مع النظام والمعارضة تجعل مبادرته تملك حظوظاً قد توصل إلى نتائج ملموسة”، وفق تعبيره.
وفيما يلي نص المقابلة:
صحراء ميديا: كيف تنظرون إلى الواقع السياسي الراهن ؟
يحي ولد أحمد الوقف: بخصوص الوضعية السياسية في البلد فنحن لدينا رؤية نعتبر فيها أن استمرار الوضعية السياسية الحالية خطير على البلد، وذلك نتيجة التجاذب بين المعارضة والأغلبية الناتج عن رؤية مختلفة تماما بين الطرفين.
نحن نعتبر أننا في الوسط ما بين المعارضة والأغلبية، رغم أننا حزب من الأغلبية؛ هذا الموقف مبني على أن التجارب التي عاشها هذا البلد أظهرت هشاشته وضعفه، وجعلتنا نتأكد أنه في هذه المرحلة لا بد من إجماع وطني بوصفه الوحيد القادر على حل مشاكل موريتانيا.
والمهم في هذا الإجماع هو الاتفاق على آليات حقيقية قادرة على خلق تنافس يعطي للجميع نفس الحظوظ لتجرى انتخابات يثق فيها الجميع ويشارك فيها، هذا هو العامل المطمئن والذي يساعد على استقرار البلد.
هذا الإجماع يمكن أن يتم من خلال حوار تكميلي للحوارات التي سبقته، والتي نذكر منها الحوار الذي جرى بين بعض أحزاب المعارضة والأغلبية والذي كانت له نتائج مهمة ومفيدة، ولكنها لم تحل الأزمة السياسية؛ وبالتالي من المهم تكملته بحوار جديد سيشارك فيه الجميع وسيؤدي إلى وفاق وطني.. هذا بالنسبة لنا هو الذي يمكن من مواجهة الوضعية الحالية..
صحراء ميديا: ما هي آفاق هذا الحوار الذي تعولون عليه كحل للأزمة الراهنة في ظل رفض رئيس الجمهورية وغالبية أحزاب الأغلبية لقبول وجود أزمة في الأصل ؟
يحي ولد أحمد الوقف: طبعاً من الناحية السياسية فإن وجود تباين في الرأي خلال مرحلة معينة ليس عامل تشاؤم نهائي، ولا ينفي إمكانية الوصول إلى نتيجة، فلو أنه ليس هنالك خلاف فلا داعي إذا للحوار..!
ما دام هنالك خلاف وتصنيف.. الجميع يختلفون في هذه الوضعية، فالبعض يرى أن هنالك أزمة والبعض يرفض وجود هذه الأزمة…
صحراء ميديا: …. البعض أيضاً -على غرار المعاهدة من أجل التناوب السلمي- يرفض إجراء حوار جديد ؟
يحي ولد أحمد الوقف: المعاهدة تتبنى مبادرة الرئيس مسعود، بنفس الدرجة التي نتبناها نحن، والهدف الرئيسي من هذه المبادرة هو خلق إجماع وطني، وهذا لن يتم إلا بالاجتماع والحوار، وبالتالي فلا أعتبر أن المعاهدة ضد أي عملية ستوصل إلى توافق وطني.. بالعكس أنا أعتبر أنها داعمة لها وعبرت عن ذلك من خلال دعمها لمبادرة الرئيس مسعود.
ومبادرة مسعود في حد ذاتها اليوم تعتبر -بالنسبة لي- الأمل الأكبر لتجاوز الأزمة السياسية الحالية، لأنها قامت بتصنيف يوضح أن هنالك أزمة، وقدمت اقتراحات يمكن إذا تم الاتفاق عليها أن تساهم في الحل النهائي، وموقع الرئيس مسعود بوصفه زعيم تعترف الأطراف كلها بوطنيته وقدرته وكذلك علاقته المتميزة مع النظام والمعارضة تجعل مبادرته تملك حظوظاً قد توصل إلى نتائج ملموسة..
صحراء ميديا: رئيس الحزب الحاكم الأسبوع الماضي في مقابلة مع إذاعة صحراء ميديا، تحدث عن عدم استلام حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لنسخة من مبادرة مسعود؛ ألا ترى في ذلك إطلاق رصاصة رحمة على هذه المبادرة ؟
يحي ولد أحمد الوقف: لا أعتقد ذلك، معرفتي برئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية هو أنه شخص عنده رؤى وسطية ويميل إلى الوفاق بدون شك؛ لم أطلع على التصريح، ولكني متأكد من أن الرؤى التي لديه ستكون مساعدة ومعينة على إيجاد تفاهم وطني، وبالتالي لا أعتقد أن الهدف كان هو نوع من المس من مبادرة الرئيس مسعود.
صحراء ميديا: كان لكم دور في مبادرات سابقة لخلق نوع من الإجماع الوطني بين مختلف الفرقاء السياسيين، ما هي العقبة التي اصطدمت بها هذه المبادرات وحالت دون نجاحها ؟
يحي ولد أحمد الوقف: هذه المبادرات لم تصطدم بعقبة ليقال إنها فشلت، بالعكس عندما انطلقت هذه المبادرات قدم الرئيس مسعود مبادرته فقررنا الالتفاف حول هذه المبادرة، وبالتالي فهي اليوم تعتبر من داعمي مبادرة الرئيس مسعود، وننتظر -إن شاء الله- بعد وصول الرد الرسمي من الجهات الرئيسية، رئيس الجمهورية ومنسقية المعارضة؛ عندها فإن المجموعة الداعمة لها ستكون قطباً سياسيا يعمل من أجل خلق إجماع حول الرئيس مسعود.
صحراء ميديا: يكون قطباً ثالثاُ ؟
هو بطبيعته اليوم قطبا ثالثاً، لأن الأقطاب إذا تم تصنيفها اليوم فسنجد أن هنالك الأغلبية والمعارضة، ولكن المعارضة فيها رأيين، محاورة وغير محاورة، والأغلبية أيضا فيها رأيين، رأي يطالب بالإجماع الوطني والبحث عن حوار جديد ورأي آخر.
ولكن بعد تكوين الوسط حول مبادرة الرئيس مسعود يصبح بالفعل هنالك ثلاثة أقطاب: معارضة غير محاورة، وقطب دعم مبادرة الرئيس مسعود، وقطب الأغلبية..
صحراء ميديا: إذا في كم من الوقت يمكن أن تجدوا، كتيار داعم لمبادرة الرئيس مسعود، أو تتوقعوا أن تجدوا ردا من الطرفين ؟
يحي ولد أحمد الوقف: الوقت مهم، ولكن الأهم منه العمل من أجل إنجاح المبادرة، أنا أعتقد أن المبادرة وصلت لمراحل متقدمة؛ تم اعتمادها من طرف الفريق الداعم لها، ووزعت على الفرقاء: المنسقية والأغلبية، واليوم هنالك فاعل رئيسي الذي هو رئيس الجمهورية تقريباً تلقاها قبل حادثة 13 أكتوبر وبالتالي لم يجد بعد الوقت للرد عليها، وأعتقد أنه بعد الرجوع من فرنسا يجب أن يرد عليها.
وبالتالي بعد أن يرد الرئيس نأمل أن يبدأ بالفعل العمل من أجل إنجاحها؛ كم يتطلب ذلك من الوقت.. المهم فيه أنه عندما تؤخذ طريق مضبوطة وستوصل إلى نتيجة، حينها تكون السرعة مهمة ولكن الأهم هو أن يكون الطريق صحيحاً.
صحراء ميديا: هل لمستم من الأغلبية ومن المعارضة استعدادا لتقديم تنازلات خصوصا أن كلا الطرفين لديه أمور يراها خطوط حمراء، مثل مسألة الرحيل لدى المعارضة، ورفض وجود الأزمة بالنسبة للموالاة ؟
يحي ولد أحمد الوقف: عند توزيع مبادرة الرئيس مسعود استمعنا لتصريحات إيجابية من أحزاب في المعارضة وأخرى في الأغلبية.. وهذه كانت عوامل للتفاؤل؛ أنا مازلت متفائلا وأعتقد أنه هنالك -بطبيعة الحال- تباين، ولكن الرغبة في إيجاد حل للأزمة عند الجميع، حتى الذين ينفون وجود الأزمة لأن المهم هو تجاوز الوضعية بغض النظر عن الصفة التي يتم إطلاقها عليها.
صحراء ميديا: شكراً لكم.