بدأ الاهتمام بالحرب في شمال مالي؛ يتراجع نسبيا في الصحف الإفريقية الناطقة بالفرنسية الصادرة أمس الأحد وأول أمس السبت في عد من دول المنطقة، لتحتل مواضيع أخرى الصدارة، من أبرزها الانتخابات المحلية المقبلة في الكوت ديفوار ٬ وملف الرئيس التشادي السابق حسين هبري اللاجئ بدكار.
غير أن الصحف المالية، تواصل مواكبتها للحدث، حيث تفرد له مساحات شاسعة من صفحاتها، ولعل أبرز ما تحدثت عنه الصحف في الأيام الأخيرة هو موقف الجزائر المناهض للحرب في شمال مالي.
فقد شنت العديد من الصحف المالية هجوما عنيفا على الجزائر، واتهمتها بأنها وراء الأوضاع المتردية التي تعرفها البلاد خاصة في الشمال.
وجاءت أسبوعية “لوزينيت بالي” على رأس تلك الصحف المهاجمة للجزائر حيث، وتحت عنوان: “الدبلوماسية الجزائرية في خدمة المجرمين المسلحين في شمال مالي”. شنت الصحيفة هجومها على الجزائر التي ترفض التدخل العسكري الخارجي في الشمال، معتبرة أن الجزائر تستخدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الساحل، رومانو برودي، لمصالحها الخاصة إلى درجة ـ كما قالت الصحيفة ـ إنه لم يزر أبدا باماكو، مضيفة “لقد جلس برودي في الصالونات الجزائرية، وسمح لنفسه بكل حرية أن يقرر مصير ملايين الناس، الذين تم الاعتداء عليهم فوق أراضيهم من طرف الجهاديين والمجرمين، متجاهلا كليا مصالح هؤلاء الناس الذين يفترض أنه جاء لخدمتهم”.
وتضيف الصحيفة نفسها، أن برودي ومن ورائه الجزائر، وضعوا الخطة التي وضعتها فرنسا ومجموعة سياداو للتدخل في وضع صعب. بل وتذهب الصحيفة إلى أبعد من ذلك في اتهاماتها للجزائر، عندما تعتبر أن الجزائر هي التي أثرت على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ودفعه للتصريح بمعارضته التدخل العسكري على الفور “بوضعها بان كي مون، وبرودي، في الإطار الذي يخدم مصالحها، فإن بلاد بوتفليقة تجازي الرئيس السابق للمجلس الإيطالي بالتوقيع مع بلاده إيطاليا، على اتفاق تجاري ضخم في شكل هدية”، منوهة إلى أن “أصواتا عديدة بدأت ترفع في مالي وفي أفريقيا، لطلب فتح تحقيق دولي فساد الديبلوماسية الجزائرية “.
وفي نفس الاتجاه تقريبا، فتحت أسبوعية “لوب” المالية، النار على الجزائر في مقال تحت عنوان “بان تحت التأثير الجزائري”، وتقول “بعيدا عن حقائق الواقع، ترك بان كي مون نفسه، تحت تأثير ممثله الخاص لأفريقيا الغربية، الجزائري سعيد جنينت، الرجل الذي يطبق السياسة الخارجية الجزائرية في أفريقيا الغربية والساحل”.
هذا، وتعرف الصحف المالية، ذات التوجه الفرانكفوني، نوعا من الاصطفاف وراء طرح الكي دورسي، الداعم للتدخل العسكري شمال مالي، لاعتبارات ثقافية بالدرجة الأولى، وهي من تبعات الفترة الكولونيالة الطويلة التي عرفتها هذه المنطقة من أفريقيا.
وفي أبيدجان ٬ ذكرت صحيفة (لوباتريوت) أن المناقشات المعمقة بشأن الانتخابات القادمة تمت مباشرتها أمس الجمعة من طرف اللجان الأربعة التي تم تشكيلها باتفاق مشترك بين الحكومة والمعارضة ويتعلق الأمر بلجنة قضايا الأمن ٬ ولجنة المصالحة الوطنية ٬ ونظيرتيها للعبة الديمقراطية ٬ ودولة القانون وعمل المؤسسات.
وسلطت الصحيفة الضوء على رضى وزراء الحكومة الأعضاء بهذه اللجان التي تبرز “الأجواء الايجابية والأخوية” التي تجري فيها المناقشات بين الجانبين ٬ مضيفة ان هذا الحوار يبشر بعقد اتفاق لاستتباب الأمن بالكوديفوار بشكل نهائي.
من جهتها٬ عادت صحيفة (لوماندا) لتتناول الانتخابات التشريعية الجزئية ب 6 مقاطعات والتي من المقرر إجراؤها في 3 فبراير القادم وتبدأ حملتها الانتخابية عند منتصف ليل السبت.
وفي السنغال ٬ سلطت الصحف الصادرة أمس الضوء على ملف الرئيس التشادي السابق حسين آبري اللاجئ بدكار منذ سقوط نظامه في العام 1990.
وفي هذا الصدد ٬ أفادت صحيفة (لوكوتيديان) أن الأطراف المدنية التشادية ستصل الى دكار في 10 فبراير القادم ٬ موضحة أن الأمور تسارعت لإصدار حكم في حق هبري ٬ المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية خلال فترة حكمه بين 1982 و1990 وذلك بعد سقوط عبد الله واد ومجيء مكاي سال الى السلطة.
كما استأثر باهتمام الصحف السنغالية أيضا ارتفاع أسعار المواد الغذائية ٬ وذكرت صحيفة (لوسولاي) في هذا الصدد انه وضع مرصد للأسعار يضطلع على الخصوص بمهمة مواجهة ارتفاع الأسعار.