السالمة، سيدة خمسينية تقيم في حي «السطاره» بمدينة روصو، منذ بداية موسم الأمطار وهي تقضي الكثير من وقتها في شفط وتجفيف المياه من بيتها المتواضع، على غرار أغلب سكان المدينة التي وصلت مقاييس الأمطار فيها إلى أكثر من 100 ملم في غضون أسبوع.
لقد أصبح شفط مياه الأمطار من البيوت، عملاً روتينياً في المدينة الواقعة على ضفاف نهر السنغال والتي تعد واحداً من أهم المراكز التجارية في البلاد، ومحطة مهمة للتبادل الاقتصادي بين موريتانيا وبلدان غرب أفريقيا.
تحولت شوارع روصو إلى بحيرات، والبيوت إلى برك مائية، فيما خلفت الأمطار خسائر مادية كبيرة، وضاعفت معاناة السكان، معاناة تتجدد مع كل موسم أمطار، رغم الاستثمارات في شبكة تصريف المياه.
تصف «السالمة» الوضع بـ «الكارثي»، وتدعو السلطات في البلاد إلى «تدخل سريع» من أجل تخفيف معاناة السكان، مشيرة إلى أن أغلب سكان حي السطارة «شردتهم السيول وأتلفت ممتلكاتهم».
النائب في البرلمان عن مقاطعة روصو محمد فال ولد العالم، الملقب ولد متالي، اعتبر في اتصال مع «صحراء ميديا» أن «مقاطعة روصو بشكل عام هي مقاطعة منكوبة، خاصة مدينتي روصو وجدر المحكن».
وأضاف النائب البرلماني أنه من الضروري «تسريع الإجراءات الإدارية التي شرعت سلطات البلاد في اتخاذها لإغاثة المتضررين في المقاطعة».
ولكن المدون والناشط محمد ولد القطب، انتقد وضعية شبكة الصرف الصحي، وقال إن المنتخبين المحليين «خذلوا المواطنين ولم يكترثوا لوضعية المدينة المنكوبة»، على حد تعبيره.
من جانبه قال الناشط حمزة ولد بيدالي إنه على الرغم من حجم الخسائر المادية والحالة النفسية التي خلفتها السيول بين السكان فإنهم يأملون أن تتخذ الحكومة إجراءات احترازية للحد من أضرار الأمطار في المواسم المقبلة.
في غضون ذلك اجتمع والي اترارزة مولاي إبراهيم ولد مولاي إبراهيم بالمسؤولين الإداريين والأمنيين في مكتبه صباح اليوم الخميس، لمناقشة التطورات الأخيرة وتقييم الحالة العامة في المدينة.
وتزامنا مع اجتماع الوالي تجمهر عدد من السكان أمام مبنى الولاية للمطالبة بالتدخل لفك الحصار الذي خلفته السيول، عن مئات الأسر في أحياء الهلال والسطاره ودمل دك.
وكانت مصالح الصرف الصحي والحماية المدنية قد وزعت عدة صهاريج داخل المدينة لشفط المياه عن الأسواق والأماكن التي غمرتها مياه الأمطار.