أعلنت الحكومة الموريتانية عن هوية بصرية جديدة، قالت إنها هي الأولى من نوعها منذ استقلال البلد، وتراهن عليها للحد مما قالت إنه «الفوضى المنتشرة في الوثائق الرسمية»، وشملت هذه الهوية تصميم خطوط جديدة ذات طابع موريتاني خالص.
وخصصت الحكومة الموريتانية موقعاً إلكترونياً للهوية البصرية الجديدة، يحمل اسم (الكناش)، ويتضمن جميع تفاصيل الهوية التي قد تحتاجها أي جهة رسمية أو خاصة لإصدار وثيقة متماشية مع الهوية البصرية للبلاد.
وبحسب وثيقة تشرح الهوية البصرية صادرة عن الحكومة، فإنه قد صممت «خطوط رسمية» للاستخدم في تصميم الهوية البصرية، أولها «خط موريتانيا» الذي قالت الحكومة إنه «صمم حديثا ليكون الخط المستخدم بشكل رسمي ودائم لكتابة جملة (الجمهورية الإسلامية الموريتانية)» في الوثائق الرسمية.
وأوضحت الحكومة أن «خط موريتانيا» مستنبط من الوثائق الرسمية التي ظهرت مع استقلال الدولة، وخاصة بطاقة التعريف والبطاقة القنصلية وجواز السفر، وغيرها من الوثائق التي اعتمدت فيها خطوط موريتانية أصيلة.
كما يشبه «خط موريتانيا» إلى حد كبير الخط الذي كان معتمداً لكتابة اسم شركة «الخطوط الجوية الموريتانية»، التي تأسست عام 1962 وتوقفت عن العمل عام 2007، قبل أن تتم تصفيتها بعد ذلك.
كما صممت الحكومة خطا يحمل اسم «خط الأوقية» وقالت إنه هو الخط «المعتمد في كتابة جميع النصوص الرسمية في الوثائق والمطبوعات للجمهورية الإسلامية الموريتانية»، وقد استخدم في الوثيقة التي أصدرتها الحكومة لشرح الهوية البصرية، وهناك نسخة للفرنسية تحمل نفس الاسم (LOUGUIYA).
واستلهم «خط الأوقية» من الخط المستخدم في عبارة (الأوقية) المطبوعة على العملة الموريتانية منذ أول يوم ظهرت فيه وحتى الآن.
وقالت الحكومة إن الخطوط من تصميم الموريتاني محمد الحسن متالي، وهو مصمم مختص في مجال الخطوط العربية، يحظى بسمعة واسعة في العالم العربي، إذ نجح في تصميم خطوط لها انتشار واسع.
وأكدت الحكومة أن الخطين «تنفرد بهما موريتانيا، فقد صمما خصيصاً لهذه الهوية لتمييز وتوحيد الوثائق الرسمية الموريتانية»، وفق ما جاء في وثيقة الحكومة.
ورافق اعتماد هذه الهوية البصرية، إصدار تعميم رسمي بضرورة الالتزام بها من طرف جميع الإدارات، فيما لوحظ أن الموقع الإلكتروني (الكناش) يتضمن مساحة خاصة ستكون موجهة للوزارات والإدارات لإصدار الوثائق بما يتماشى مع الهوية البصرية الجديدة.
ولكن سؤالاً مهماً يبرز منذ اعتماد هذه الهوية البصرية الجديدة، وهو هل سيتم تغيير الوثائق المدنية (بطاقة التعريف، جواز السفر) لتتماشى أكثر مع الهوية الجديدة، خاصة وأن الشعار الرسمي تغير مع تغيير الخطوط والألوان، وتحديد نسب الأبعاد في الهوية البصرية الجديدة، واحتواء الوثائق المدنية الحالية على قيم مختلفة تماماً.
في غضون ذلك أعلن الوزير الأمين العام للحكومة نيانغ جبريل، خلال مؤتمر صحفي يوم 28 مايو الماضي، أن الهوية الجديدة «تخص المستندات والمواقع والمراسلات والوثائق الصادرة عن كل الإدارات الموريتانية بجميع فروعها».
وأضاف الوزير أن الهوية البصرية الجديدة متوفرة على خادم محلي، يمكن الولوج له من أجل «تحرير أو تغيير أو تنزيل وثائق مثل: الرأسيات، بطاقات العمل، المظاريف» وكذلك من أجل الاطلاع على نماذج ومعطيات العروض التقديمية ونماذج اللافتات المكتبية ولإشهارية للمقرات الحكومية.