عزيز: أنا مستعد لحوار بناء وجدي يخدم الشعب ومستعد لكل ما يجعل المعارضة تشارك فيه
استغرب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز “ما يقوله البعض من أن الحريات غير مصانة”، معتبراً أن “من قالوا هذا الكلام كانوا يتحدثون عبر التلفزة الوطنية ولو لم تكن هنالك حرية لما وجدوا الفرصة للهجوم على الرئيس والحكومة”.
وقال ولد عبد العزيز “نحن قادرون على إغلاق التلفزة أمامهم ولكننا لم نفعل”، مشيراً إلى أن نواب المعارضة “عاجزين عن الإتيان بأرقام ووقائع مثل التي أقدم لكم”، حسب تعبيره.
وانتقد ولد عبد العزيز المعارضة قائلاً إن “الناس الذين كانوا يدافعون عن أنظمة شمولية ودكتاتورية أصبحوا يتكلمون عن الحرية والدستور”، مضيفاً بأن هؤلاء “كانوا يضعون الملفات الكاذبة ويعتقلون المواطنين ويقولون إنهم كانوا يخططون للانقلابات”.
واعتبر أن “الشعب الموريتاني شعب ذكي ولا ينسى وقادر على تمييز الأشخاص السيئين، وبالتالي فموريتانيا لا خوف عليها من أولئك الأشخاص”، مضيفاً “أنتم تعرفون أولئك الأشخاص”.
وأمام هتافات البحارة واصل ولد عبد العزيز حديثه متعهداً بالحديث عنهم في فقرة لاحقة مخصصة لهم.
وفيما يخص الإرث الإنساني قال ولد عبد العزيز إن “الغريب في الأمر هو أن هنالك من يتكلمون عنه وعند البحث فيه قد يكونون هم المسؤولين عنه”، وأضاف “أنا تعرفوني جميعا والضباط يعرفونني جميعهم، كما أنه معروف من هو المسؤول عن الإرث الإنساني”، قبل أن يضيف “معروف أيضاً أنني حاولت تسوية الإرث الإنساني لأنني أحتسبه كارثة لحقت بجزء من الشعب الموريتاني”، حسب وصفه.
وقال ولد عبد العزيز “إنني أرفض أن يكون مجرمون في الماضي في الواجهة اليوم ليتكلموا عن الإرث الإنساني وحقوق الإنسان”، مضيفاً بأن “إخواننا الذين قتلوا في الجيش قتلوا على يد هؤلاء الذين يدافعون عنهم ويبكون عليهم”، حسب تعبيره.
وأكد ولد عبد العزيز على أن “الإرث الإنساني ستتم تسويته بالتراضي لأن الإنسان لا يمكن تعويضه بثمن”، حسب تعبيره.
أما بخصوص قضية المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية فقال محمد ولد عبد العزيز إن بعض العلماء الأجلاء جاءوه وسألوه لماذا الجمهورية الإسلامية الموريتانية لا توجد فيها جامعة إسلامية؟، وأضاف “لم أتأخر ولم أفكر ولم أطلب أي دراسة لأنهم لامسوا شعوري وحماستي، فقررت أن أنشئ جامعة إسلامية وبدون أي تمويل خارجي وبدون أي دراسة وهو ما تم بسرعة”.
مشيراً في نفس السياق إلى أن “ما يتم الترويج له كذب، فالجامعة الإسلامية موجودة والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية موجود”، كما سيتم قريباً افتتاح معاهد أخرى، حسب تعبيره.
وأضاف في انتقاد ضمني لحزب تواصل المعارض ذي الميول الإسلامية “الدين يجري في عروقنا، ولكننا لا نتاجر به ولا نستخدمه في الانتخابات”، حسب تعبيره.
الحالة المدنية..
واعتبر ولد عبد العزيز أن “البعض لم يفهم الحالة المدنية بوصفها أهم شيء بالنسبة لأي دولة”، معتبراً أن “الجيش لا يمكن أن يكون موجودا بدون حالة مدنية صالحة”، حسب تعبيره.
وفي نفس السياق قال إن الحالة المدنية الجديدة ستعمل على تسهيل حصول الموريتانيين على جوازات السفر بعد أن كانت في السابق تباع بمبلغ 80 ألف أوقية والحصول عليها صعب للغاية، حسب تعبيره.
وأضاف بأن “الأجانب لديهم الحق في أن يسكنوا معنا، ولكن هنالك طرق وأساليب يجب عليهم الدخول عن طريقها”.
الحوار..
بخصوص الحوار قال ولد عبد العزيز “لقد دخلنا في حوار جاد ومهم، وأنا ليس لدي ما أمسكه ولا ما أعطيه فالسلطة للشعب الموريتاني”، مضيفاً “لقد ذهبنا إلى الحوار بشكل نزيه ومن أجل ترسيخ الديمقراطية”، حسب تعبيره.
وعبر ولد عبد العزيز عن استعداده “لأي حوار بناء وجاد يخدم الشعب”، مضيفاً “لكن هنالك من يرفضون الحوار لأنهم لا يعرفون ما يريدون، ويطالبون بنتيجة الحوار قبل أن تدخل فيه”، معبراً في نفس الوقت عن استعداده “لكل ما يجعلهم يشاركون في حوار يخدم مصلحة البلد”، حسب تعبيره.
وأضاف “لقد جاءني البعض ليقول بأنني أعطيت أشياء مهمة، أنا لم أعط أي شيء وإنما الشعب الموريتاني هو من أعطى لأن السلطة بيده، والشعب ليس سفيها، ولن يعطي السلطة للمفسدين والمجرمين الذين تعرفونهم”، حسب تعبيره.
الحرب على القاعدة..
قال ولد عبد العزيز في خطابه إنه كثيرا ما سمع بعض السياسيين “الذين لديهم أغراض فاسدة” يقولون إن موريتانيا دخلت حربا بالوكالة، وأضاف “هذا النظام لا يمكن أن يدخله أحد في شيء بالوكالة لأننا دولة ذات سيادة، وتلك الدولة التي يقال إننا نحارب بالوكالة عنها لديها الإمكانيات وليست بحاجة إلينا”، حسب تعبيره
.
وقال
“نحن تعرضنا للهجوم في تورين ولمغيطي ولا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي”، مضيفاً “ما دمت رئيسا فلن يدخل موريتاني أي مجرم إرهابي إلا وطاردته وذهبت للبحث عنه أينما سمحت بذلك إمكانياتي”، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل قال ولد عبد العزيز إن نظامه لم يتفاوض مع القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في قضية الدركي المختطف اعل ولد المختار الذي تم تحريره مؤخراً في إطار صفقة بين القاعدة والسلطات الموريتانية.
وأكد ولد عبد العزيز أن الدركي “تم استبداله بمجرم كان يعمل مخبرا للإرهابيين في النعمة”، مشيراً إلى أن الطيران الموريتاني تتبع “المجرمين وهاجمهم”، مؤكداً في نفس السياق أن “نظامه لم ولن يتفاوض مع القاعدة”.
وفي ختام خطابه قال ولد عبد العزيز إن “منهج النظام لم ولن يتغير، ولكن يجب على أولئك الناس أن يتغيروا وأن يقللوا هذا الحقد والظلم والعقليات التي لديهم”، مضيفاً بأن “النظام صالح ويخدم مصالح الشعب الموريتاني، ومن المستحيل أن يتغير ولكن عليهم هم أن يتغيروا”، حسب تعبيره.