قال إن الرئيس “أصبح يلقي بلائمة فشله على المعارضة في استعراض بهلواني لا يقدم ولا يؤخر”
عبر صالح ولد حننا؛ رئيس حزب حاتم المعارض في موريتانيا، عن أسفه على ما وصفه بتلفظ رئيس الجمهورية بعبارات “تخالف الذوق العام وأخرى من اختصاص القضاء” بحق المعارضة، كوصفه لقادتها بالثوار العجزة والمفسدين.
وقال ولد حننا؛ في تصريح لصحراء ميديا، إن المعارضة تجمع كافة الطيف السياسي ومختلف الأعمار الطيف الثقافي، نافيا أن تكون هذه المعارضة قد وصلت إلى السلطة في يوم من الأيام حتى يحكم على تسييرها.
وأضاف أن ولد عبد العزيز “لا زال يحكم بأساليب النظام السابق الذي كان جزءا منه، وبنفس الرموز وبنفس العقليات”، وحول اتهام الرئيس للمعارضة بالفساد، قال ولد حننا إن الفساد تحول من طريقته الممنهجة إلى فساد محصور في يد شخص واحد “هو الرئيس”، مضيفا أن الوزراء والولاة والمدراء وباقي قطاعات الدولة “أصبحوا مجرد شهود زور”.
وسخر ولد حننا من الأرقام الاقتصادية التي قدمها ولد عبد العزيز، مشيرا إلى أنها “مجرد كلام مطاطي”، متسائلا: “كيف يكون لدى الميزانية فائض وأغلبية الشركات لم تصرف رواتب عمالها منذ شهور، والشواهد على ذلك كثير في الشوارع )النقابات والعمال المطالبون بحقوقهم وكذلك الديوم المستحقة على الدولة للمواطنين والتي لم تصرف هي الأخرى، وكذلك والصفقات لا ينالها التي لا ينالها إلا الخواص)”.
وأكد ولد حننا أه هذه الشواهد “تكفي للرد على هذا الكلام الاستعراضي المطاطي، ناهيك عن عجزه في خطة أمل 2012 وما وصلت إليه الأمور في الريف”؛ بحسب تعبيره.
ووصف ولد حننا الحرب التي يخوضها الجيش الموريتاني ضد معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالحرب بالوكالة، مشيرا إلى أن الرئيس “تناقض بالقول انه لا يفاوض القاعدة وقد تفاوض معها في قضية اعلي ولد المختار وتبادل معها السجناء وذلك لا يمكن إلا من خلال عملية تفاوض”، مستشهدا بتقرير لإذاعة فرنسا الدولية قالت فيه إن ولد عبد العزيز “هو رأس الحربة في الحرب على القاعدة”.
وتطرق النائب البرلماني المعارض لموقف منسقية أحزاب المعارضة من الحوار، قائلا إنها لم تطرح شروطا تعجيزية، “وإنما قدمت شرطا بسيطا كبادرة حسن نية، ولكن ولد عبد العزيز لم يستجب لذلك رغم قناعتنا بان الحوار لا يجدي مع شخص لا يحترم التزاماته كما فعل مع اتفاقية دكار، يتنكر لما وقع عليه ويلقي باللائمة على الآخرين”؛ على حد وصفه.
واستشهد ولد حننا بالحوار الأخير مع بعض أحزاب المعارضة الذي قال إن الرئيس “لم يتناوله في مهرجانه لأنه صمم على مقاسه، حيث لم يتناول صلاحياته كرئيس ولم يتناول دور الأمن الرئاسي والمؤسسة العسكرية، رغم انه اتخذ من تكريس الصلاحيات في يد مؤسسة الرئاسة مبررا لانقلابه على ولد الشيخ عبد الله”.
وحول مواضيع مثلث الفقر والأسعار والتشغيل والسكن العشوائي التي وردت في خطاب الرئيس، قال ولد حننا بأنها “مجرد فرقعات كلامية واسطوانة قديمة جديدة”، مشيرا إلى أن “البطالة وصلت الذروة، والقدرة الشرائية ضعيفة، والأسعار مرتفعة (23 زيادة في المحروقات)، وحملة الشهادات العليا أصبح بعضهم تجارا في حوانيت التضامن، ويقيت أكثريتهم في الشارع انتظارا لتوظيف لن يحصل”.
وأضاف ولد حننا: “هذا هو الواقع الذي يريد ولد عبد العزيز إخفاءه، وبدل أن يعالجه أصبح يلقي بلائمة فشله على المعارضة في استعراض بهلواني لا يقدم ولا يؤخر”؛ بحسب تعبيره.