الشيخاني ولد بيب: تتبع ساعتين من الهراء “أمر لا طائل من ورائه”
اعتبر الشيخاني ولد بيب نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) المعارض، أن السياق العام لخطاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مدينة نواذيبو، “لم يخرج عن الدعاية الجوفاء، والديماغوجية التي طبعت أداء أجهزة الحكم منذ الانقلاب على الشرعية الدستورية سنة 2008”.
وأضاف عمدة دار النعيم؛ في تصريحات خاصة لصحراء ميديا ، أن السنوات الأخيرة علمت الموريتانيين، ونخبهم التي “ليست بين قوسين”، حسب تعبيره.
وقال إن ما يقوم به الرئيس عزيز هو “محض شعارات” لا تعني في أرض الواقع إلا نقيضها، وأكد أن محاربة الفساد سمعناها منذ فترة لكنها كانت “حربا على الفقراء، وعلى موارد الدولة، وعلى مخزونها من القيم”.
وسخر ولد بيب من خطاب الرئيس قائلا إن “تتبع ساعتين من الهراء المتواصل أمر لا طائل من ورائه”، على حد وصفه.
وقال إن المشكلة في موريتانيا “لم تكن يوما مشكلة أموال تأتي من خيرات البلد، ولا من مساعدات الدول الصديقة والشقيقة، بل المشكلة في سوء التسيير، وفي الفساد الذي ما زال يضرب بأطنابه في أعلى سلطة في هرم الدولة”، في تعليق على حديث الأرقام الذي شغلت حيزا كبيرا من الخطاب عن انعدام العجز في الميزانية والمبالغ الكبيرة التي دخلت ميزانية الدولة من الضرائب.
وفيما يتعلق بالفواتير التي تحدث عنها الرئيس، اعتبر ولد بيب أن المتضرر اليوم من قطعها “ليس الإخوة في قيادة منسقية المعارضة”، مضيفا “إذا كانت السلطة تخلت عن كل تلك الالتزامات، فإننا نسأل أين ذهبت كل تلك الأموال”.
وردا على اتهام الرئيس عزيز معارضيه بأنهم مجموعة من “الثوار العجزة”، قال ولد بيب أنه من الأولى بمن يدلي بمثل هذا الكلام أن “يسأل نفسه إلى جانب من يقف الشباب اليوم في موريتانيا، ومن تأمل صور مسيرة الرحيل أول أمس يمكنه أن يجيب بسهولة”.
وتساءل “من يصدق أن المعهد العالي مفتوح، وهو الذي يهدد فيه النساء من بنات موريتانيا بالأعمال القذرة؟ ومن يصدق أن المعهد مفتوح، والشرطة ترابط على أبوابه، وتفرض دخول قاعات الامتحان على الطلاب، والطالبات؟”.
وأضاف: من يصدق أن الطلاب غير معتقلين ووسائل الإعلام تتناقل صورهم في سيارات الشرطة وأقبيتها، و”هم يسامون سوء العذاب؟”.
وقال إن “كذبة الخطاب” هي تصريح ولد عبد العزيز أن الإعلام مفتوح، متسائلا هل تلفزتنا وإذاعتنا حرة تساوي بين المواطنين ولا أقول السياسيين، مضيفا “إن ولد عبد العزيز نفسه لا يمكن أن يصدق مثل هذا الكلام”، إلا إذا كان يرى أن حلقة واحدة من برنامج تلفزيوني واحد طيلة مأموريته يمكن أن يعني فتحا لوسائل الإعلام فله العذر، على حد تعبيره.
واعتبر أن ما وصفه بـ”السخرية من اللحى ومظاهر التدين عموما والنبز بالتجارة بالدين”، ليس غريبا على من “تاجر بكل القيم وباعها في سوق النخاسة الدولية”، مضيفا “عموما نذكره أنه لو كان وسيلة للبقاء في الكرسي لما غادره كثيرون”.
وقال إن خطاب عزيز اليوم “حمل رسالة واحدة” إلى الشعب الموريتاني وهي أن ولد عبد العزيز يرفض بتعنت رسالة الشارع الموريتاني التي أرسلها أمس بضرورة الرحيل، ومغادرة الكرسي.
وأكد إنه على عزيز أن يتذكر أن “الذين رفضوا نداء الشعوب بالتنحي، واجهوا مصيرا لم يعد يحتاج إلى شرح، أو بيان، ومن تنادي عليهم شعوبهم اليوم ثم لا يستجيبون سيلحقون بجيل رؤساء الحفر والزنازين والمنافي، وقد سمعنا الخطاب الأول لإبن علي والخطاب الأول لمبارك والخطاب الأول هذا لا يخرج عن السياق” ، قائلا إن “أنشطة المنسقية القادمة ستكون خير رد”.