عقدت السلطات الإدارية والأمنية في ولاية الترارزة، اليوم الاثنين، اجتماعاً وصفته بعض المصادر بـ «المطول»، ناقشت فيه إرجاع 6 مواطنين إلى السنغال بعد أن تسللوا بطريقة غير شرعية إلى داخل الأراضي الموريتانية.
مراسل «صحراء ميديا» في مدينة روصو قال إن الاجتماع استمر لأكثر من خمس ساعات، وخصص لقضية المتسللين ولزيارة سيقوم بها الوالي إلى نقاط العبور الحدودية التي تنتشر فيها الوحدات الأمنية، بالإضافة إلى ملفات أخرى من ضمنها ملف علف الحيوان.
وخلال الاجتماع قدمت الجهة الأمنية التي أرجعت المواطنين المتسللين مبررات قرارها، وقالت إنه «اجتهاد» أملته الظروف التي تفرض ضرورة إنهاء خطر المتسللين، وبعد نقاش مطول للموضوع، قالت المصادر إن الإدارة «تفهمت» القرار.
ولم توضح المصادر إن كان قرار إرجاع المواطنين المتسللين سيتم اعتماده بشكل رسمي، رغم معارضته القوية من طرف جهات واسعة داخل السلطتين الإدارية والأمنية، فيما تعتبره جهات أخرى الحل الوحيد الذي سينهي معضلة العالقين والمتسللين.
ويثير هذا القرار مخاوف كبيرة لدى السلطات الصحية من أبرزها عزوف المتسللين عن الإبلاغ عن دخولهم خشية إرجاعهم إلى السنغال، كما أن السكان كانوا يبلغون عن المتسللين من أجل وضعهم في الحجر الصحي وليس من أجل إرجاعهم من حيث أتوا.
وتحدثت المصادر عن استياء وزارة الصحة من إرجاع المواطنين المتسللين، خاصة وأنهم أكدوا اتصالهم بالرقم الأخضر (1155)، وهو ما يعني نزع الثقة من الرقم وعدم تشجيع الناس على الاتصال به.
وشهدت الحدود بين موريتانيا والسنغال خلال الأيام الأخيرة نشاطاً محموماً للمتسللين، وبعد استنفار أمني واسع نجحت فرقة الدرك في توقيف اثنين، واحد عند الكيلومتر 21 من مدينة روصو والآخر في مدينة تكنت، فيما اختفى مواطن ثالث كانت تتم ملاحقته.
وفي ساعة متأخرة من ليل الأحد/الاثنين أوقف الأمن أيضاً أربعة مواطنين متسللين، ليصل عدد الموقوفين إلى ستة متسللين، تم إرجاعهم جميعاً إلى الأراضي السنغالية، عند معبر بالقرب من مدينة دكَانه السنغالية.
ونقل مراسل «صحراء ميديا» في روصو عن مصادر من بين العالقين أن المتسللين الستة تم توقيفهم من طرف الشرطة في مدينة روصو السنغالية، وذلك بسبب خرقهم لقرار حظر التجول الليلي وحالة الطوارئ المعلنة في البلاد.
ويوجد أكثر من سبعين مواطناً موريتانياً عالقاً في مدينة روصو السنغالية منذ أكثر من شهر، وقال مراسل «صحراء ميديا» في روصو نقلاً عن مصادر محلية إن بعض العالقين يعاني ظروفاً صعبة جداً، بسبب حالة الطوارئ التي تعيشها السنغال، بل إن بعضهم يلجأ في الليل إلى المقابر بسبب حظر التجوال.
في المقابل كانت وسائل إعلام سنغالية قد تحدثت عن وجود 172 سنغاليا عالقين في مدينة روصو الموريتانية، جميعهم من العائدين من أوروبا، ولكن السلطات السنغالية رفضت السماح لهم بالعبور بسبب قرار إغلاق الحدود.
ونقلت إذاعة (RFM) السنغالية الخاصة عن هؤلاء العالقين قولهم إن الظروف التي يوجدون فيها صعبة، وأن بعضهم بدأ يبيع أمتعته ومقتنياته للحصول على الغذاء.
وكانت موريتانيا والسنغال قد اتفقتا مارس الماضي على إغلاق الحدود بينهما، وذلك في إطار خططها للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، واتفقتا على احتفاظ كل بلد بمواطني البلد الآخر ومنعهم من العبور حتى انتهاء الأزمة.