إقبال كثيف على التصويت في داكار وتوقعات بفوز كاسح لمرشح المعارضة
داكار – صحراء ميديا
قبيل ساعات من إغلاق مكاتب التصويت استمر الناخبون السنغاليون في الإدلاء بأصواتهم بكثافة لانتخاب رئيس لولاية جديدة مدتها سبع سنوات.
ويتنافس في جولة الإعادة الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد مع مرشح المعارضة مكي صال، وتبدو حظوظ واد أو “الكهل” كما يلقبه السنغاليون في الظفر بولاية رئاسية ثالثة شبه معدومة بالنظر إلى التعبئة الانتخابية الواسعة التي قام بها المرشحون الذين سقطوا في الجولة الأولى من اشتراكيين وليبراليين للتصويت بكثافة بهدف إقصاء واد في جولة الإعادة وإجباره على “تقاعد” سياسي يرى العجوز المراوغ أنه سيكون مبكرا وبلا معنى ما لم يكمل الورش الكبرى التي بدأ في تنفيذها قبل سنوات.
ويقول مراقبون للشأن السنغالي إن مرشح المعارضة الذي يحظى بدعم تحالف سياسي كبير يضم جميع المرشحين الخاسرين من الدورة الأولى سيحقق نصرا كاسحا إذا ما تمت العملية الانتخابية في ظروف عادية، وتوقع مكي صال أن يفوز بنسبة 70 في المائة خلال حديثه للصحفيين بعد إدلائه بصوته صباح اليوم، وقال دبلوماسي غربي يعمل في داكار منذ سنوات طويلة ل”صحراء ميديا” إن الرئيس واد قد لا يتمكن من الحصول على أربعين في المائة من أصوات الناخبين إذا لم يلجأ للتزوير.
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن أسمه “لا يمكن توقع كيف يتصرف واد يمكن أن يعلن عند منتصف الليل نتائج مزورة تظهر فوزه ويعلن نفسه رئيساً لفترة جديدة ويأمر المجلس الدستوري بتزكية هذه النتائج ويمكن أيضا أن يتصل بغريمه ويدعوه للحضور إلى مكتبه لتهنئته وتسلم السلطة فورا”.
وشدد الدبلوماسي الغربي على أن سيناريو غباغبو وارد في السنغال معربا عن تمنياته لواد بنهاية أفضل من نهاية غباغبو المخزية نظرا لسنه ومكانته السياسية وتاريخه النضالي، وأضاف عليه أن يقر الليلة بهزيمته ويتصل بمرشح المعارضة لتهنئته.
وفي الشارع يبدو المزاج العام لصالح التغيير ويعتقد الكثيرون أن عبد الله واد 86 عاما والموجود في السلطة منذ العام 2000 لا يمكن أن يفوز في هذا الاقتراع دون تزوير، ويجيب سائقو سيارت التاكسي على السؤال لمن ستصوت في جولة الإعادة بسرعة للتغيير الذي يمثله مكي صال، وينتمي المترشحان المتنافسان عكس جميع الانتخابات الرئاسية السابقة لمعسكر واحد هو التيار الليبرالي.
ويبدو الصراع في هذه الانتخابات صراع “أجيال” أكثر مما هو صراع خيارات تمثل إيديولوجيات أو رؤى متباينة ولا توجد فوارق كبيرة بين برامج الرجلين فكل منهما ليبرالي، ويدعم الاشتراكيون مكي صال بقوة ويرفعون شعار “أي رئيس إلا واد”، وعمل مرشح المعارضة وزيرا ثم رئيساً للوزراء والبرلمان في عهد الرئيس عبد الله واد وصعد نجمه السياسي بعد خلافه مع واد واستقالته من حزبه ومن البرلمان إثر استدعائه للمثول أمام لجنة تحقيق برلمانية ابن الرئيس “المدلل” والوحيد كريم لاستجوابه في قضايا فساد.
وباستثناء حوادث محدودة ومعزولة تجري عمليات الاقتراع حتى الآن في ظروف عادية، وكشف أحد مرشحي المعارضة الخاسرين في الدورة الأولى وزير الخارجية السابق الشيخ التيجاني غاديو عن قيام ناشطين في حملة واد بشراء الأصوات في بعض مكاتب التصويت، وقال غاديو للصحفيين في فندق تجمعوا فيه على شاطئ داكار “إنهم يشترون كل صوت بمبلغ عشرة دولارات”، بيد أن “دولارات” واد قد لا تنجح في تلافي رغبة السنغاليين في التغيير كما علق أحدهم لا حقا على هذه المعلومات في صفحته على “تويتر”.