
قال إن الحركة ستقاتل كل من حاول منعها من العيش كما أراد الله “فنعيش شرفاء أو نموت شهداء”
أكد سند بن بوعمامة التنبكتي؛ القيادي في حركة أنصار الدين، التي تسيطر على مدينة تمبكتو؛ شمال مالي، رفضهم لما وصفه بالأفكار والحلول المستوردة التي تناقض الدين الإسلامي، “كالديمقراطية والعلمانية”.
وأضاف التمبكتي؛ في مقابلة مع مراسل صحراء ميديا في تمبكتو، أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد؛ كما هو منشور في أدبياتها تؤمن بالديمقراطية وتتحاكم إلى الشرعية الدولية، وقد أعلنت غير ما مرة عن استعدادها للدخول في ما يسمى بالحرب على الإرهاب”.
وقال القيادي في أنصار الدين إن ذلك يعني “أننا في الحقيقة متباينون جد”ا في الأهداف والمقاصد التي تعمل من أجلها الحركو الوطنية لتحرير أزواد.
واستدرك التمبكتي قائلا: “ومع كل ذلك فوجودنا في نفس المكان ومن نفس الشعب ومواجهتنا لنفس العدو.. كل ذلك يفرض علينا بالضرورة نوعا من الاتصال والعلاقة لا بد منه، حتى نتجاوز العقبات ونتمكن من حل ما قد يكون بيننا من إشكالات ومشاكل بالطرق السلمية”؛ بحسب قوله.
وفي رده على سؤال حول دعوات البعض بالتدخل العسكري في الشمال المالي، قال التمبكتي إن كل ما يحتاجه أهل المنطقة، هو من” يمد لهم يد العون ويساعدهم في هذه الظروف الحرجة، ويجنبهم ويلات الحروب والاقتتال”. مضيفا أن “أولئك المتغطرسون الذين يحاولون منعنا من أن نعيش كما نريد، بل كما يريد الله عز وجل، فإننا بإذن الله سنقاومهم بكل ما أوتينا من قوة مستعينين بالله متوكلين عليه، فإما أن نعيش في أرضنا أعزة شرفاء، وإما أن نقتل في سبيل الله شهداء”.
وحول اتهام حركة التوحيد والجهاد بربط صلات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؛ قال التمبكتي إن هذا النوع من الاتهامات اليوم أصبح معروفا ومتكررا، “فكل شعب يثور على الظلم والطغيان فإنه يواجه بهذا الاتهام وخصوصا إذا كان ذا مرجعية إسلامية كما هو الحال عندنا”، مؤكدا أن كل من يعيش في المنطقة “لابد أن تكون له علاقة ونوع من التعامل مع تنظيم القاعدة، فهذا التنظيم ينتمي إليه الكثير من رجال و أبناء هذه المنطقة، و هذا أمر واقع لا يمكن التغافل عنه”؛ بحسب قوله.
وأشار سند بن بوعمامة التنبكتي إلى أن حركة أنصار الدين تعمل من أجل أن يعيش الجميع تحت ظل وسيادة الشريعة الإسلامية، معبرا عن رفضه لكل دستور أو نظام غير شريعة الإسلام، “فالمفاوضات (مع الحكومة المالية) إذا كانت وسيلة من وسائل تحقيق المقصد العظيم فلا مانع منها، وأما التفاوض لأجل التفاوض فهذا مضيعة للوقت ونحن غير مستعدين له”.
وأضاف التمبكتي أن لأحداث في منطقة أزواد “جاءت متلاحقة بشكل سريع جدا”، مؤكدا أن حاجيات المجتمع الضرورية “كانت تلح على الجميع”؛ من حفظ الأمن وضروريات الناس من الغذاء والماء والكهرباء، مما يعني أن مركزية الإدارة في حالة كهذه “أمر غير عملي”؛ على حد وصفه.
نص المقابلة:
ـ هل تديرون تينبكتو بشكل مستقل عن بقية الحركات والولايات؟
ـ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي البدء اشكر القائمين على موقع صحراء ميديا على إتاحة هذه الفرصة الطيبة، وهذا اللقاء الذي نسال الله أن يبارك فيه.
وبالنسبة لسؤالكم؛ فالمتابع للأحداث هنا في المنطقة يلاحظ أنها جاءت متلاحقة بشكل سريع جدا، وكانت حاجيات المجتمع الضرورية تلح على الجميع؛ من حفظ الأمن وضروريات الناس من الغذاء والماء والكهرباء، مما يعني أن مركزية الإدارة في حالة كهذه أمر غير عملي، خاصة في هذه البلاد الصحراوية المتباعدة الأطراف، ولهذا كان تركيزنا هنا على حفظ الأمن وحماية المنشآت والمؤسسات العامة؛ على الأقل ما أدركناه منها، بالإضافة إلى توزيع بعض المواد الغذائية، وقد قطعنا شوطا لا بأس به، ونحن الآن نسعى إلى تشكيل لجان شعبية تقوم بتسيير أمور المدينة وإلى فتح ما أمكن من المؤسسات التعليمية، وفي ذلك نلقى تجاوبا كبيرا من ساكنة المدينة؛ وخاصة الوجهاء من الأئمة والعلماء ومسؤولي الأحياء ولله الحمد والمنة.
ـ ما مدى تنسيقكم مع الحركة الوطنية لتحرير ازواد وحركة التوحيد والجهاد؟
ـ نحن في جماعة أنصار الدين نسعى إلى إقامة الدين ونشر عدله وبركته في مجتمعنا وبين أهالينا حتى يتحقق فينا قول الله تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولأجل هذا الهدف فنحن نرفض جميع الافكار و الحلول المستوردة التي تناقض ديننا وعقيدتنا كالديمقراطية والعلمانية، والحركة الوطنية لتحرير أزواد؛ كما هو منشور في أدبياتها تؤمن بالديمقراطية وتتحاكم إلى الشرعية الدولية، وقد أعلنت غير ما مرة عن استعدادها للدخول في ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وكل هذا يعني أننا في الحقيقة متباينون جدا في الأهداف والمقاصد، ومع كل ذلك فوجودنا في نفس المكان ومن نفس الشعب ومواجهتنا لنفس العدو.. كل ذلك يفرض علينا بالضرورة نوعا من الاتصال والعلاقة لا بد منه، حتى نتجاوز العقبات ونتمكن من حل ما قد يكون بيننا من إشكالات ومشاكل بالطرق السلمية.
واما بالنسبة لجماعة التوحيد والجهاد فليس لها وجود في ولاية تينبكتو ونسأل الله لنا جميعا الهدى والسداد وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ ما هو ردكم على الاتهامات بخصوص تعاملكم مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟
ـ هذا النوع من الاتهامات اليوم أصبح معروفا ومتكررا، فكل شعب يثور على الظلم والطغيان فإنه يواجه بهذا الاتهام وخصوصا إذا كان ذا مرجعية إسلامية كما هو الحال عندنا.
وبخصوص الوضع في هذه المنطقة فإن كل من يعيش فيها لابد أن تكون له علاقة ونوع من التعامل مع تنظيم القاعدة، فهذا التنظيم ينتمي إليه الكثير من رجال و أبناء هذه المنطقة، و هذا أمر واقع لا يمكن التغافل عنه، والله الموفق لكل خير.
ـ هل انتم مستعدون للتفاوض مع الحكومة التي سترى النور في مالي؟
ـ ما نطلبه ونعمل من أجله هو أن نعيش تحت ظل وسيادة الشريعة الإسلامية، ونرفض كل دستور أو نظام غير شريعة الإسلام، فالمفاوضات إذا وسيلة من وسائل تحقيق المقصد العظيم فلا مانع منها، وأما التفاوض لأجل التفاوض فهذا مضيعة للوقت ونحن غير مستعدين له.
ـ ما موقفكم من الدعوات إلى التدخل العسكري في شمال مالي؟
ـ لا يخفى على عاقل أن أهلنا في هذه المنطقة إنما يحتاجون إلى من يمد لهم يد العون ويساعدهم في هذه الظروف الحرجة، ويجنبهم ويلات الحروب والاقتتال.. وأما أولئك المتغطرسون الذين يحاولون منعنا من أن نعيش كما نريد، بل كما يريد الله عز وجل، فإننا بإذن الله سنقاومهم بكل ما أوتينا من قوة مستعينين بالله متوكلين عليه، فإما أن نعيش في أرضنا أعزة شرفاء، وإما أن نقتل في سبيل الله شهداء، ولله غيب السموات والأرض واليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون.
حوار: عثمان آغ محمد عثمان