تسلم الحرس الوطني الموريتاني، أمس الجمعة، الدفعة الأولى من 250 جملاً مقدمة من الاتحاد الأوروبي، لدعم جهود «تجمع الجمالة» في محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ولكن هذه الهدية أثارت استغراب وسخرية العديد من الموريتانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
الهدية الأوروبية سلمها السفير رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في نواكشوط جياكومو ديرازو، وذلك بحضور قائد أركان الحرس الوطني الفريق مسغارو ولد سيدي ووالي الحوض الشرقي الشيخ ولد عبد الله ولد أواه، وذلك في بلدية آشميم، التابعة لمقاطعة النعمة، بولاية الحوض الشرقي.
وقالت الوكالة الموريتانية للأنباء في برقية إن هذه الجمال تأتي في إطار «برنامج الأمن والتنمية المشترك بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي»، ووصفتها بأنها «إضافة نوعية لعمل تجمع الجمالة المكلف بمراقبة المناطق النائية في منطقة أظهر».
وقال قائد أركان الحرس الوطني الفريق مسغارو ولد سيدي، إن هذه الجمال «ستمكن من رفع مستوى وحدة الجمالة»، وأضاف الفريق أن هذه الوحدة معروفة بالقدرة على «التحرك السريع في الأماكن الصعبة والنائية لتثبيت الأمن والتصدي للجريمة».
ولكن العديد من الموريتانيين الذين علقوا على الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي أبدوا استغرابهم من الأمر، فكتب الحسين حمود: «200 جمل هدية من الاتحاد الأوروبي، هذا هو قمة الاستخفاف بنا، بدل أن يعطونا رادارات وأنظمة دفاع جوي أو صواريخ أو أنظمة اتصال متطورة يعطوننا جمالاً».
وأضاف ولد حمود متسائلاً: «وهل تنقص الجمال في بلد فيه ما يزيد على 300 ألف رأس من الإبل، وما أهمية سلاح الجمالة في العصر الحديث اليوم»، قبل أن يختم تدوينته بالقول إن «بعض الهدايا مذلة واستحقار».
أما السالمة بنت الشيخ الولي فقد أوردت الخبر وتساءلت على سبيل السخرية إن كانت هذه الهدية تأتي في إطار «مناسبة اجتماعية»، وأضافت: «لماذا لم يهدونا طائرات أو سيارات عابرات للصحراء أو دبابات، قبل فترة وجيزة أهدى (الاتحاد الأوروبي) المغرب ردارات، هذا فيه كثير من الاحتقار»، من جانبه ذهب جمال ولد داهي إلى القول: «حتى الإبل أصبحنا نأخذها صدقة من أوروبا، ونحن أرضنا وبحرنا مليئان بالثروات».
أما محمد الكريم فقد ذهب إلى التعليق على وجود تجمع الجمالة التي تتبع لقيادة الحرس الوطني، وقال: «ألايزال لدينا أعوان يركبون الجمال في زمن المروحيات وعابرات الصحراء وعربات نقل الأفراد؟ حقا على قدر أهل العزم تأتي العزائم…».
وأنشئ تجمع الجمالة سنة 1912، سنوات قليلة بعد دخول الاستعمار الفرنسي، ولكنه بعد الاستقلال أصبح تابعاً لقيادة الحرس الوطني، ولكنه في السنوات الأخيرة أصبح يضطلع بأدوار أمنية وعسكرية في المناطق الحدودية النائية، خاصة وأنه يعتمد أساليب مشابهة لتلك التي تعتمدها الجماعات المسلحة التي تنشط في الصحراء الكبرى.