في إطار تعزيز التواصل الثقافي والروحي بين بلاد المغرب وبلاد شنقيط عبر الأجيال المتعاقبة قدم الأستاذ أحمد بن محمد يحيى بن أحمدو فال رئيس قسم المخطوطات بالمعهد الموريتاني للبحث العلمي سابقا، والخبير في مخطوطات الغرب الإسلامي،قدم محاضرة بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء الثلاثاء 8 مايو 2012 تحت عنوان”العلاقات الثقافية بين المغرب وموريتانيا من خلال المخطوطات”.
قال في بدايتها إن مخطوطات الغرب الإسلامي ستظل أعظم شاهد حاضر على عمق العلاقات الثقافية بين البلدان المغاربية التي هي بمثابة الجسد الواحد مضيفا أن كلا من المغرب وموريتانيا يعتبران أكبر وأهم هذه الصلات المتنوعة، إذ شكل الرافد الثقافي المغربي أهم روافد النهضة الثقافية في بلاد شنقيط، مستشهدا على ذلك بجملة من الأدلة لخصها في:
– اقتناء المخطوطات والكتب من المغرب،
– المصنفات المغربية المتداولة بالدرس والشرح في المحاضر الشنقيطية،
-المراسلات الثقافية والعلمية بين العلماء،
-رحلات العلماء والشعراء بين البلدين،
-الإجازات المتصلة بالعلماء المغاربة،
ومن أهم عوامل التواصل بين البلدين، يقول الأستاذ أحمد بن محمد يحيى، نجد الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني الجنيدي، الذين كان لهم أثرهم البالغ في بقاء هذا التواصل ونموه وازدهاره منذ القديم وإلى اليوم،وينبغي ان تنال هذه المواضيع من البحث الجاد والوقت ما يكفي لاعطائها حقها.
الدكتور محمد القادري مدير المركز الثقافي بدوره أشاد بالاهمية التي يحتلها مثل هذا النوع من المحاضرات التي طالما ركزعليها المركز الثقافي المغربي في الكثير من لقاءاته ألا وهو محور التواصل الثقافي والروحي بين بلاد المغرب وبلاد شنقيط عبر الأجيال المتعاقبة.
وذلك من خلال العديد من المحاضرات التي قدمها كوكبة من الأساتذة كالدكتور أحمد ولد حبيب الله، والدكتور محمذن بن المحبوبي، والدكتور التيجاني ولد عبد الحميد، والدكتور محمد ولد سيد أحمد القروي، والدكتور محمد الأمين صهيب وغيرهم من الأساتذة الباحثين من جامعة نواكشوط والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.
كما أعرب الدكتور قادري عن ترحمه على روح فضيلة الشيخ عبد العزيز سي إمام مسجد الحسن الثاني المجاور للمركز حيث ظل طيلة عدة سنوات نبراسا للعلم والتقى في موريتانيا، متمنيا من المولى عز وجل أن يلهم كافة أهله وأصدقائه وتلامذته ومحبيه حسن العزاء وجميل الصبر والسلوان ،مبتهلين لله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وينزله مقعد صدق مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.وقد جاء بعد المحاضرة عدد من التعقيبات والتعاليق على مضمونها كما شكلت مناسبة لبعض الأدباء الحاضرين من التطرق إلى ما ورد في الأدب الموريتاني الشنقيطي من شعر ونثر وأمثال تبرهن كلها على عمق وتاريخ الصلات الثقافية بين بلاد شنقيط والمغرب.