قال إن المجلس التأديبي يعيد النظر في وضعية الطلاب المطرودين من الجامعة “كاستئناف للحكم الصادر في حقهم”
أكد محمد الأمين ولد مولاي إبراهيم، نائب الرئيس المكلف بالشؤون الأكاديمية والطلابية بجامعة نواكشوط في موريتانيا، أن الصورة التي يرسمها الإعلام لما يجري في الحرم الجامعي “غير صحيحة ولا تنطبق مع الواقع”.
وقال ولد مولاي إبراهيم؛ في مقابلة مع صحراء ميديا، إن الإعلام “لم يحرص على نقل رأي إدارة الجامعة في الوضع الحالي واكتفى بآراء منتقديه من المتسببين للشغب في الجامعة”؛ بحسب تعبيره.
واضاف أن النقابات الطلابية قدمت عريضة مطلبية “تريد تحقيقها في ظرف وجيز وبطريقة تعجيزية”، مشيرا إلى أن معظم المطالب “لا تدخل في نطاق صلاحيات الإدارة بل هي من صميم عمل مركز الخدمات الجامعية”.
وأوضح ولد مولاي إبراهيم أن الجامعة “حققت المطلوب منها”، قائلا إن بعض النقابات الطلابية “تعمل وفق أجندة خارجية، وتسعى لنشر الفوضى وتوقيف الدروس في الجامعة”؛ على حد وصفه.
وقال على أن إدارة الجامعة “ضبطت بعض الطلاب وهم يحملون آلات حادة ومطارق لكسر الأبواب بين الكليات، كما عثرت على حقيبة بحوزة أحد الطلاب مليئة بالمفرقعات الصوتية لإحداث الرعب بين الطلاب”.
وأكد في الأخير أن الدراسة “مستمرة بطريقة طبيعية، وأن المقرر الدراسي قارب على الانتهاء”، مضيفا أن المجلس التأديبي “يعيد النظر في وضعية الطلاب المطرودين من الجامعة كاستئناف للحكم الصادر في حقهم”.
نص المقابلة:
ـ النقابات الطلابية تركز بشكل ملحوظ على استغلال الإعلام لصالحها، بينما تلوذون بالصمت ولا تحركون ساكنا في التعبير عن موقفكم من أحداث الجامعة.
ـ أولا الصورة التي ترسمها كافة الوسائل الإعلامية للوضع في الجامعة غير صحيحة ولا تنطبق على واقع الجامعة، والتقصير ليس من طرفنا بل هو من جانب الصحافة التي لا تتحرى الدقة والموضوعية في نقل حقيقة الوضع وهي تتناول في مقاربتها للموضوع جانبا واحدا فقط، وهو آراء الطلاب الذين يخدمون أجندة خارجية، ولم تتصل بنا وسائل الإعلام بينما نحن طرف فاعل في الموضوع لنضعها في الصورة كما هي على أرض الواقع.
صحراء ميديا هي أول وسيلة إعلامية تسعى للإطلاع على موقفنا من الوضع الحالي، وأنا أنتهز هذه الفرصة من خلال موقعكم لوضع الرأي العام وخاصة شركاء الجامعة في العملية التربوية (آباء الطلاب وحاضنتهم الاجتماعية) في صورة ما جرى وما يجري.
ـ ما الذي يحدث إذا حسب رأيكم؟
يظهر الإعلام أن الدروس متوقفة وأن الجامعة فضاء للمناوشات ولتوترات مستمرة، والحال أن الوضع غير ذلك، فالدروس لم تتوقف وهي مستمرة بطريقة شبه طبيعية، والذي يحدث أن مجموعة من الطلاب بعد أن يسمح لهم بالدخول للجامعة يقومون بتحريض زملائهم على الإضراب وعندما لا يستجيبون لهم يسعون إلى خلق الفوضى في صفوف الطلاب، حينئذ تضطر الإدارة إلى إخراجهم من الحرم الجامعي، وهم مجموعات لها انتماءات سياسية ومطالبهم ليست نقابية وتسعى لزعزعة الأمن داخل الجامعة، وهي شديدة الصلة بأحزاب وتكوينات سياسية معروفة.
وقد اتخذ هذا العمل شكلا من التنظيم بحيث أصبحت هذه المجموعات تخصص لكل كلية يوما معينا في الأسبوع لاستهدافها بخلق التوتر داخلها والتشويش على سير الدروس، الأمر الذي ينعكس على العملية التربوية بداية الوقت ثم لا نلبت أن نسيطر على الوضع لتستمر الدراسة، وقد قاربنا على إنهاء المقرر الدراسي ولم يتبق سوى أسبوعين فقط، ونتهيأ لإجراء الامتحانات بعد ثلاثة أسابيع.
ـ كيف بدأت الأزمة؟
ـ بدأ الأمر منذ الخامس والعشرين من شهر يناير، حيث قامت مجموعة من النقابات لا تضم الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا بتقديم عريضة مطلبية تتضمن مطالب بتحسين الخدمات الجامعية كالنقل والمنح والمكتبة والانترنت بالإضافة إلى توسيع الطاقة الاستيعابية للماستير، وقدمت العريضة المطلبية للرئيس السابق بالإنابة يوم الخامس والعشرين من شهر يناير الماضي وطالبوه بإنجازها في اليوم التالي وإلا سيدخلون في إضرابات مفتوحة.
وبين الرئيس السابق بالإنابة أن أسلوبهم تعجيزي وأن بعض المطالب لا تتعلق بالجامعة، لأن الخدمات تدخل في نطاق صلاحيات مركز الخدمات الجامعية منها النقل والمنح والمطعم والسكن، فبدأت النقابات الإضراب ودخل الوضع في فترة توتر.
قامت الجامعة خلال تلك الفترة بزيادة الطاقة الاستيعابية للماستير من خمسة وعشرين إلى خمسين طالبا وتحسين مقتنيات المكتبة الجامعية والعمل على كافة الجوانب التي تقع تحت مسؤولية إدارة الجامعة، ولم يكن الإتحاد الوطني وقتها طرفا في الأحداث الجارية.
وقد تم توظيف الإضراب من طرف جهات خارجية متمثلة في عمل شبه منظم لاستهداف الكليات وخلق التوتر فيها، ما أثر على الطلاب وعلى أجواء الدراسة، ومن الملاحظ أن تسعين في المائة من الطلاب يريدون استمرار الدروس وإنهاء السنة الدراسية في سلام.
ـ كيف هو الوضع الحالي؟
ـ ما يجري الآن هو أن تلك المجموعات النقابية التي قدمت العريضة انضم إليها الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا، وسعوا بكل الطرق إلى جعل السنة الدراسية بيضاء خدمة لجهات خارجية، وقد قوبلوا بالرفض من طرف الطلاب ولم يستجيبوا لهم، فانتهج بعض عناصرهم بعض الطرق التخريبية لخلق الفوضى وتوتير الوسط الجامعي، وقد ضبط بعضهم وهم يحملون آلات حادة ومطارق يحاولون كسر الأبواب الموصدة بين الكليات كما تم توقيف طالب يحمل حقيبة مملوءة بالمفرقعات الصوتية لإثارة الرعب بين الطلاب.
ـ هل يبرر هذا الوضع وجود قوات الأمن داخل الحرم الجامعي؟
ـ لا وجود لقوات الأمن داخل الحرم الجامعي، فهي تتمركز فقط عند أبواب الكليات، ولا تتجاوزها إلا في حالات الاحتياج إليها لإرساء الأمن والحفاظ على سلامة الطلاب والعاملين في الجامعة، ولا يتدخل الأمن إلا لاعتقال أو إخراج أفراد يقومون بأعمال تخريبية، وهذا داخل في نطاق صلاحياتنا لضبط النظام والمحافظة على سلامة الجميع، ويقوم المجلس التأديبي بتطبيق العقوبات اللازمة من طرد وإنذار المسؤولين عن الفوضى لإعادة الوضع إلى طبيعته.
وقد تحولت تلك العناصر المطرودة إلى وقود للفتنة وهي تقود حملة شعواء في الإعلام ضد إدارة الجامعة، وما ينشر يعبر فقط عن وجهة نظرهم لا حقيقة الوضع الحالي.
ـ ما الذي تقوم به الجامعة لعلاج وضعية المطرودين؟
ـ لقد فتحت الجامعة حوارا مع النقابات وطلب المجلس التأديبي من الأفراد الذين تم طردهم والذين يعتبرون أنفسهم قد ظلموا بتقديم طلب شخصي لكي يبث من جديد في قضاياهم كنوع من إعادة المحاكمة وإعطائهم فرصة لاستئناف الحكم الصادر في حقهم، وهذا يعكس حرص الجامعة على صالح الطلاب واستمرار الدراسة.
أجرى المقابلة: الحسن ولد أحمد النويشي