
ولد الكوري: المعارضة طالبت برحيل النظام بناء على معطيات الواقع وليس استنساخا للربيع العربي
المجرية – محمد ولد زين
طالب زعماء منسقية المعارضة الديمقراطية خلال مهرجان خطابي عقدوه الليلة بمدينة المجرية، وسط موريتانيا، بضرورة رحيل نظام محمد ولد عبد العزيز الذي وصفوه بأنه “فاسد وبائد”، مؤكدين أنهم “لا يسعون إلى استنساخ الربيع العربي بقدر ما يلبون تطلعات الشارع الموريتاني”.
وخلال المهرجان قال عبد الرحمن ولد محمد الشيخ، نائب رئيس حزب الطلائع والرئيس الدوري للمنسقية، إن “الأوضاع المزرية التي تعيشها المجرية ما هي إلا صورة مصغرة لما يدور في الوطن الكبير”، مؤكدا أن “ولد عبد العزيز فشل في تسيير البلاد وكل شعاراته بدأ برئيس الفقراء ومحاربة الفساد وتجديد الطبقة السياسية كشفت الأيام زيفها”.
وشدد ولد محمد الشيخ على أن “المعارضة الموريتانية أخذت على عاتقها مهمة نبيلة وهي إزاحة هذا النظام الفاسد وقد قطعت أشواطا معتبرة في هذا المجال”، داعيا “سكان المجرية ومن خلالهم كل شرفاء البلد إلى المساهمة الفاعلة في صناعة التغيير المنشود”، وفق تعبيره.
أما سيدي ولد الكوري، الأمين العام لحزب إيناد قال إن “المعارضة طالبت برحيل النظام استنادا إلى معطيات الواقع وليس استنساخا للربيع العربي كما يسوق النظام”، مضيفا أن “نظاما أفسد التعليم وأغرق قطاع الصحة في الصفقات المشبوهة وباع أصول الثروة غير جدير بالاستمرارية”.
وأكد ولد الكوري على أن “المعارضة تحركت إرضاء للشارع وتماشيا مع طموحات المواطن البسيط في العيش الكريم وعدم استنزاف خيرات بلاده”، وفق تعبيره.
فيما سجل صالح ولد حنن، رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني حاتم، تضامنه مع سكان المجرية الذين قال إنهم “يعانون العطش ويستفيدون من خدمة الكهرباء لساعات معدودة فقط”، مؤكدا أن “الشعب الموريتاني بات واثقا من أن نظام ولد عبد العزيز انتهى”.
كما شدد على أنهم في المعارضة “سيفرضون رحيل النظام بالطرق السلمية لكي يحققوا التغيير الذي يرسخ الديمقراطية ويساوي بين الأفراد”، حسب قوله.
أما محمد ولد بربص، رئيس التحالف الشعبي التقدمي – خلية الأزمة، قال إن “تشخيص وضع البلاد اليوم لا يحتاج إلى كبير عناء خاصة وأن سبب المآسي هو محمد ولد عبد العزيز الذي غدر بكافة الرؤساء الذين ائتمنوه على حراستهم، حيث استخدم ميلشياته للتمرد على ولد الطائع 2005، وأعاد نفس الكرة ضد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ليجهض حلم الديمقراطية في موريتانيا”.
وقال ولد بربص إن “المعارضة قررت أن تلعب دورها الطبيعي رغم حملة التشويه التي تتعرض لها والتي توصف بها من أنها تدعو للفوضى وتريد استنساخ الثورات العربية ويطالبها أعوان النظام بأن تتريث حتى يكمل ولد عبد العزيز ما تبقى من مأموريته”، قبل أن يتساءل “لماذا لم ينتظر عزيز سيدي حتى ينهي مأموريته”.
محمد غلام ولد الحاج الشيخ، نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، قال إنه “يجزم أن النخبة السياسية المكونة للمنسقية المعارضة الديمقراطية أكثر نضجا وأقوى في صناعة التغيير في موريتانيا وهي تفوق نظيراتها التي صنعت الربيع العربي في أكثر من دولة عربية”.
وأضاف ولد الحاج الشيخ أن “المعارضة تسير بخطى ثابتة لاجتثاث دولة عزيز التي يخون فيها السياسيون ووهان فيها العلماء وتبدد فيها الثروات”، مضيفا بأن هنالك “رئيس يستخف بمواطنيه كي يطيعوه وينازع البسطاء في أرزاقهم وتكمم الأفواه في عهده عار أن يحكم موريتانيا التي تميزت في السابق بعقلائها لا ببلدائها”، على حد وصفه.
وأشار إلى أن “كافة الأخطاء التي وقع فيها مبارك وبن علي والقذافي وقع فيها ولد عبد العزيز”، مبديا أسفه لمن يظنون أن هذا النظام قوي وأنه في مأمنه “كذلك قالوا من قبل لمعاوية قبل أن يخرج عليه صالح ورفاقه”، حسب تعبيره.
وشدد نائب رئيس تواصل على أن رحيل النظام “بات قريبا”، والمعارضة التي حركت الشارع في نواكشوط “كفيلة بفرض رحيل هذا النظام البائد” على حد وصفه.
بدوره أشاد أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، ب”الدور النضالي الذي لعبته ولاية تكانت على مر التاريخ الموريتاني”، مؤكدا أن “ساكنتها اليوم مطالبة بأن تعي أن دورها حاسم في صناعة التغيير المنشود”.
وأضاف زعيم المعارضة الديمقراطية أن “موريتانيا تستمد قوتها من تنوعها العرقي الذي يحاول ولد عبد العزيز تشتيته اليوم”، مضيفا أن “موريتانيا ستبقى قوية بوحدتها الوطنية رافضة أنظمة الاستبداد والتفرقة التي يمثلها النظام الحالي”، وفق تعبيره.
وأشار ولد داداه إلى أنه “يقدر حجم الحضور رغم الاكراهات وحملة الترغيب والترهيب التي مورست على السكان”، مشددا على أن “تكانت نالت حظها من هذه السنة الشهباء والتي واجهتها رغم أن النظام الغاشم لم يتدخل لأن موريتانيا الآن بلد بلا حكومة وإنما هناك شخص متهور ولا أخلاق له وهو أسوأ رئيس عرفته موريتانيا وأنجبته الأنظمة العسكرية التي تعاقبت على البلاد”، على حد تعبيره.
يشار إلى أن مهرجان المجرية الليلة تدخل فيه عدد من قادة المعارضة على غرار محفوظ ولد بتاح، رئيس اللقاء الديمقراطي، واحمد ولد سيدي باب رئيس حزب التجمع من أجل الديمقراطية والوحدة، با ممادو الاسان رئيس حزب العدالة والمساواة، بوبا ببكر، نائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم.