ولد المعلى: دعم الدولة لن يؤثر في عمل اتحاد الأدباء ولدينا مسافة واحدة من جميع الأطراف
حوار / سعيد ولد حبيب
أكد عبد الله السالم ولد المعلى، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، أن أي دعم يتلقاه الاتحاد من السلطات الموريتانية لن يكون له تأثير على أداء الاتحاد، كما لن يثنيه عن ممارسة دوره بمهنية وموضوعية.
وأضاف ولد المعلى في مقابلة مع صحراء ميديا أنهم “أخبروا الجهات المعنية أن الاتحاد يتمتع باستقلالية تامة ويقف على مسافة واحدة من كل أطراف المشهد السياسي موالاة ومعارضة”، موضحا أن “لديهم مشاريع طموحة في المستقبل القريب من بينها إطلاق النسخة الأولى من مهرجان نواكشوط الدولي للأدب”، وفق تعبيره.
كما تحدث ولد المعلى بإسهاب عن الظروف التي انتخب فيها المكتب الجديد، ودور الأدباء الشباب في التأسيس لمرحلة جديدة في المشهد الثقافي الموريتاني.
نص المقابلة:
صحراء ميديا: حدثنا في البداية عن أجواء انتخابات تجديد مكتب اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين؟
عبد الله السالم ولد المعلى: لقد جاءت انتخابات المكتب الجديد لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين نتيجة ظروف استدعت ذلك، منها استقالة الرئيس السابق الأستاذ كابر هاشم الذي أمضى أطول مدة على رأس الاتحاد، وكانت ثمة رغبة لدى المهتمين والمشتغلين بهذا الحقل في ضخ دماء جديدة في العمل الثقافي والأدبي عموما.
لقد بذل الرئيس السابق جهودا كبيرة من أجل تلك الهيئة ومن أجل خدمة أهدافها وقد كانت نتيجة ذلك ملحوظة، وهو استقال عن حسن نية ولعله يترك المجال لآخرين وتلك سنة الحياة.
صحراء ميديا: يبرز بوضوح ولأول مرة دور الشعراء والأدباء الشباب في المكتب الجديد ما مرد ذلك في نظركم ؟
عبد الله السالم ولد المعلى: نحن يجب أن نفتخر بأن لدينا شباب مثقف يحب الأدب، وهو كان دائما يتطلع إلى دخول الاتحاد من أوسع أبوابه، إنهم يقدرون المكتب السابق ويحترمونه ويحترمون رئيسه، ولأنهم شباب ناضج ومسؤول فإنهم أدركوا أن عليه تحمل جزء من المسؤولية في هذا المضمار، وأن عليهم المساهمة في النهوض بالأدب؛ ثم إن الحالة الأدبية تطورت مع تطور الحالة السياسية في المجتمع العربي، فالمضامين تجددت والأساليب كذلك مع هذه الثورات والمستجدات.
الشباب في ظل هذه التطورات أحس بأن هنالك دوراً يجب أن يطلع به على مستوى الأدب والثقافة، ولأن لديه روح الاستعداد لمسايرة مختلف هذه الأمور فهو أيضا يطمح إلى أن يمد الاتحاد بتلك الروح الوثابة المتطلعة للتجديد والتطوير.
صحراء ميديا: هل صحيح أن انتخاب المكتب الجديد جاء بعد اتفاق مشروط مع الشباب بموجبه تتم الاستجابة لشروطهم؟
عبد الله السالم ولد المعلى: فعلا هنالك مجموعة شبابية كانت لديها تطلعات وآمال وهي وقفت من المتنافسين على مسافة واحدة، وكانت تلعب بذلك دورا إيجابيا، لقد كان المرشحون زملاء وأصدقاء ينتمون للاتحاد، وقد أراد الشباب أن يتخذ موقفا منسجما فوحد توجهاته وقدم بعض المطالب التي يرى أن الاتحاد يحتاج إليها، وفي غمار المنافسة -الشريفة طبعا- قرر أحد الأطراف أن يتشاور مع مجموعته قبل أن يتخذ أي قرار فيما استجاب الطرف الثاني ولبى تلك لشروط فكسب الرهان.
وفي النهاية فإن الاتحاد للجميع يدلي فيه كل بدوه، كما يتقبل بروح رياضية النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات، والحمد لله مرت الأمور بهدوء وتقبلها الجميع بروح رياضية عالية.
صحراء ميديا: ما ذا عن فحوى الشروط التي قدمها الشباب واستجبتم لها ؟
عبد الله السالم ولد المعلى: قدموا جملة من الشروط أو المطالب تتلخص أساسا في رغبتهم في تطوير أداء الاتحاد من خلال تنويع وإثراء نشاطاته، إنها جملة من المطالب اتفقت مع البرنامج الذي قدمناه فكان الاتفاق بيننا عاملا مهما في تمهيد الأرضية لعمل مشترك يتم بواسطته إحداث ثورة أدبية وشعرية وثقافية حقيقية انطلاقا من ذلك.
صحراء ميديا: منذ فترة وجيزة استلم المكتب الجديد مهامه.. ماذا أنجزتم حتى الآن؟
عبد الله السالم ولد المعلى: نحن سننتقل قريبا إلى مقر جديد هو عبارة عن مبنى متكامل يليق بالأنشطة والاجتماعات المختلفة، فهذا المقر القديم لا يمكن أن يساير النفس الجديد للاتحاد، وفي ظرف وجيز -تقريبا أسبوع على الأكثر- سيتم الانتقال إلى المقر الجديد الذي هو دعم مقدم من طرف السلطات ضمن عريضة مطلبية أبلغناها للجهات المعنية، وهي تتماشى مع خطة العمل التي نعمل على تحقيقها وفق برنامج طموح للنهوض بعمل الاتحاد وتفعيل مختلف ميكانزماته واستغلال أدواته.
صحراء ميديا: ما مستوى الدعم الذي تترقبون أو تطلبونه من السلطات وكيف تقيمون لقائكم برئيس الجمهورية؟
عبد الله السالم ولد المعلى: نحن لدينا جملة من المطالب من بينها زيادة الميزانية بنسبة خمسين بالمائة، وهو مطلب سيمكن في حالة الاستجابة له من استيعاب الأنشطة المقررة والمتنوعة طبعا، وقد التقينا رئيس الجمهورية مؤخرا في هذا الإطار وتعهد لنا بالدعم غير المحدود وقد طرحنا عليه جملة مطالب من بينها زيادة الميزانية وتوفير مقر جديد وتجهيزه إضافة إلى سيارات ومطالب أخرى أبدى الاستعداد لتلبيتها.
صحراء ميديا: عذرا.. ولكن ألا ترون أن أي دعم حكومي قد يكون له تأثير على عمل الاتحاد وحياديته وأنه قد يحد من حريته والإبداع كما تعلمون مرهون بوجود حرية؟
عبد الله السالم ولد المعلى: إن أول ما قلناه للسلطات هو أننا نحتفظ باستقلاليتنا وأننا نأخذ مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية سواء منها تلك الموالية أو المعارضة، نحن نعتبر أن كل المواطنين لديهم حقوق على الدولة أن تتكفل بها وليس هنالك ما يبرر انحراف مسار الاتحاد لمجرد أن جهة ما تمنحه دعما.
الاتحاد هو إطار تنصهر فيه جهود كل الموريتانيين، إنه عبارة عن صورة مصغرة للبلد الذي هو وطننا جميعا وأي خدمة يتم تقديمها من السلطات هي ككل الخدمات التي تقع على عاتق الدولة ولا ينبغي أن تطلب مقابلها موقفاً من أي نوع.
نحن نقف من الجميع مسافة واحدة كما قلت آنفا، ولكن لكل منا رأيه السياسي مستقلا به، أما الاتحاد فهو لكل الموريتانيين ولا يمثل أي جهة سياسية، وإنما يمثل الجميع لأنه للجميع.
صحراء ميديا: ما الذي سيضيفه الاتحاد في شكله وهيكلته الجديدة إلى الساحة الثقافية الموريتانية؟
عبد الله السالم ولد المعلى: نحن لا نرى أن مهرجانا سنويا واحدا يكفي فالساحة حبلى بالمثقفين والمبدعين، حبلى بالأفكار البناءة والمواهب في شتى صنوف وألوان الثقافة والأدب، لذا سنخلق تبعا لذلك أنشطة متعددة ومن أبرزها ما نعكف عليه حاليا من مشروع مهرجان ثاني للأدب على مستوى العالمية إنه “مهرجان نواكشوط العالمي للإبداع”، سيكون فيه رواق مغاربي وستتم دعوة عشرات الأدباء من مختلف دول العالم إليه وسيحظى بمشاركة رموز الأدب العالمي، كما سيشمل مختلف الألوان الأدبية من شعر بشقيه “فصيح ولهجي” وبكل اللغات العالمية، وسيحظى فيه النقد بمساحة ومكانة وكذا المسرح والفلكلور والغناء وغيرها من المواد التي ستشكل بإذن الله إضافة نوعية في المشهد الثقافي والفني في موريتانيا.
صحراء ميديا: ماذا عن المشاريع التي تنوون إنجازها خلال المأمورية الحالية وفي المستقبل المنظور؟
عبد الله السالم ولد المعلى: لدينا برنامج طموح نسعى من خلاله إلى تحريك المشهد الثقافي في البلاد وهو وارد ضمن برنامج انتخابنا الذي يشمل تنظيم نشاط ثقافي في مطلع كل شهر تنصهر فيه جميع القدرات الإبداعية، تنظيم مهرجانين أدبيين كبيرين سنويا، تخصيص جائزة سنوية للاتحاد، إعادة الثقة في النوادي والرابطات الثقافية وتوفير الرعاية والدعم لها، دعم الجوائز داخل الأندية والروايط الأدبية، رعاية المبدعين الشباب، تشجيع الإبداع في مجال الشعر العربي واللهجي الحسانية، البولارية السوننكية والولفية، تشجيع الإبداع السردي، تشجيع الإبداع المسرحي.
هذا إضافة إلى تكريم كبار الأدباء والباحثين والعناية بنشر أعمالهم التي لم تنشر بعد، وتخليد ذكرى الراحلين منهم ونشر مؤلفاتهم الإبداعية، والعناية بالموقع الالكتروني للاتحاد ومواصلة نشر وتطوير مجلة الأديب الصادرة عن الاتحاد، طباعة الأعمال الإبداعية، والعمل كل سنة على تحقيق ونشر مخطوط أدبي لأحد المؤلفين الراحلين.
كما سنعمل على فتح مكاتب فرعية للاتحاد داخل البلاد، وإنعاش الساحة الثقافية في ولاياتنا الداخلية.
أما على المستوى الدولي فسنعمل على توثيق التعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء العرب ونظرائه في العلم، والمشاركة الفاعلة في المهرجانات والندوات الإقليمية والدولية واختيار المشاركين فيها بحسب معايير الكفاءة والفاعلية.
أجرى الحوار سعيد ولد حبيب