
الشرطة الموريتانية اعتقلت وان بيران يوم أمس السبت أثناء زيارته لأخيه المريض بالمستشفى الوطني
نددت منسقية المعارضة الديمقراطية باعتقال وان عبدول بيران، منسق تنظيم “لا تلمس جنسيتي” مساء يوم أمس السبت؛ معتبرة أن الأمن قام به “دون تقديم أية أسباب لهذا الإجراء”، كما وصفته بأنه “اعتداء على حرية مواطن موريتاني ذنبه الوحيد أنه يعارض ممارسات النظام”.
وطالبت المنسقية في بيان توصلت صحراء ميديا بنسخة منه، بـ”الإفراج الفوري” عن وان عبدول بيران، داعية النظام إلى “الكف عن استفزاز القوى المعارضة بممارسة العنف والاعتداء على الحريات الفردية والجماعية”، على حد تعبيرها.
كما دعت المنسقية “كافة القوى الحية الموريتانية إلى الوقوف صفا واحدا في وجه غطرسة نظام محمد ولد عبد العزيز و تماديه في تكريس الدكتاتورية في البلاد”، حسب وصفها.
كما أدان رئيس حزب “تواصل” الإسلامي الموريتاني، محمد جميل ولد منصور، اعتقال السلطات لمنسق حركة “لا تلمس جنسيتي” الزنجية، معتبرا ذلك “خرقا سافرا” لمبدأ حق التعبير الذي يكفله الدستور الموريتاني.
وقال ولد منصور، في تصريح توصلت به صحراء ميديا، إن هذا الاعتقال يندرج في سياق “حملة غير مسبوقة” تعيد موريتانيا إلى “عهود الاعتقال والقمع التعسفي”، واستخدام القوة ضد “المواطنين المسالمين”، طالت طلاب المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وطلاب جامعة نواكشوط، إضافة إلى مناضلين حقوقيين و أصحاب مظالم ومطالب آخرين.
وطالب جميل بالإفراج عن وان بيران، والسهر على ضمان حرية الموريتانيين في التعبير عن آرائهم بالطرق التي يكفلها القانون.
كما اعتبر حزب اللقاء الديمقراطي المعارض أن اعتقال وان عبدول بيران، “بسبب ما عبر عنه من عدم شفافية في عملية الإحصاء الإداري الجاري، تراجعا خطيرا في مجال الحريات”، معبراً عن تضامنه معه وهو “يقبع داخل سجون النظام”.
وقال الحزب في بيان أصدره اليوم إن موريتانيا “تعيش مرحلة من التراجع الخطير على مستوى الحريات الفردية والجماعة”، مشيرة إلى اقتحام الأمن للجامعة وطرد بعض الطلاب من طرف المجلس التأديبي في الجامعة، وإلى “بطش الشرطة بطلاب المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية”.
معتبراً أن “كل هذا يفرض على أصحاب الضمائر الحية الوقوف صفا واحدا ضد غطرسة هذا النظام وفضح نهجه الديكتاتوري الذي لم يعد مقبولا في الظرف الراهن”، وأضاف بأن “التعبير السلمي عن الرأي أمر يكفله الدستور وتقره القوانين والأعراف الدولية، لكنه أصبح يشكل جريمة في ظل هذا النظام الحالي”، حسب تعبيره.
وطالب الحزب في بيانه “النظام الحاكم بضرورة احترام الحريات الفردية والجماعية، التي كفلها الدستور الموريتاني والقوانين والأعراف الدولية”.
وكانت الشرطة قد اعتقلت مساء السبت منسق حركة “لا تلمس جنسيتي”، وان بيران، التي سبق أن نظمت العديد من الاحتجاجات التي تخللتها أعمال عنف وسقط فيها قتيل رفضا للإحصاء الإداري للسكان الذي اعتبرته موجها لإقصاء شريحة الزنوج الموريتانيين.
وقد جرى الاعتقال حسب مصادر مقربة من وان بيران، خلال قيام الأخيرة بزيارة لأخيه المريض بالمستشفى الوطني بالعاصمة نواكشوط، دون أن تتضح حتى الآن أسباب الاعتقال.