تابع الموريتانيون خلال جلسة برلمانية علنية، أمس الأربعاء، مشادات كلامية بين وزير المالية المختار ولد اجاي والنائب البرلماني المعارض بيرام ولد الداه اعبيد، استخدمت فيها ألفاظ انتقدها الموريتانيون، وتبادل الرجلان اتهامات بـ « السوء »، ما أثر على مجريات واحدة من أهم الجلسات البرلمانية.
المشادة بين الوزير والنائب بدأت عندما كان الوزير يتحدث عن إنجازات النظام في مجال محاربة الفساد خلال السنوات العشر الأخيرة، وقارن الوزير ما بين وضعية البلاد قبل 2008 ووضعيتها الحالية، مشيراً إلى أن هنالك تحسناً كبيراً، وأنه لم يعد هنالك تهرب ضريبي بتواطؤ مع السلطات، وأصبح المفسدون يخشون المال العام.
ولكن حديث الوزير أثار حفيظة بيرام الذي قاطعه قائلاً إن النظام الحاكم والذي يمثله الوزير هو « الأسوء في تاريخ موريتانيا »، معتبراً أن ما يقدمه الوزير هو « مجرد مغالطات » بهدف الكذب على الشعب الموريتاني وإلهائه عن « سرقة » الثروات والأموال.
تجاهل ولد اجاي مقاطعة بيرام له في عدة مرات، مستمراً في الحديث عن « إنجازات » النظام، ولكن بيرام عاد ليقول إن « الحكومة سيئة وتاريخها أسود »، قبل أن يضيف مخاطباً ولد اجاي: « أنت عقدوي، ويستغلك ولد عبد العزيز في أموره »، وفق تعبير بيرام.
هنا رد ولد اجاي قائلاً إن « تاريخهما السياسي لا يعني الموريتانيين »، وأضاف: « قراءتي لتاريخك السياسي تقول إنك أسوأ السياسيين في تاريخ البلد »، مشيراً إلى أنه يتقبل « إساءات » بيرام ويعتبرها « شرف له لأنها طالت الجميع »، وفق تعبيره.
الملاسنة أدت إلى حالة من التوتر داخل قاعة البرلمان، قبل أن يتدخل رئيس الجلسة الشيخ ولد باي، محاولاً تهدئة الأجواء وقال إن الوزير قام « باستفزاز » النائب، وهو ما نفاه ولد اجاي مشيراً إلى أن « الإساءة داخل البرلمان أثرها كبير إذا كانت خارج عن الموضوع ».
وأثارت المشادات بين الوزير والنائب ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد للوزير ومدافع عن النائب البرلماني، بينما ركز آخرون على اللغة المستخدمة في الحوار بين الرجلين.
الصحفي أبي ولد زيدان كتب عبر صفحته على الفيسبوك: « لغة بيرام لا تليق إلا به وحده، عايشها وخبرها فجلبت له الحظ والشأن ذات يوم بعد أن وفرت له الدعاية والأجواء الملائمة، لقد بات يتصور أنها الوسيلة المثلى لتحقيق كل رغباته، بعد أن عجز الحزب الجمهوري والزين ولد زيدان عن تحقيق ربعها ».
وأضاف ولد زيدان مخاطباً ولد اجاي: « أنتم من صنعتم منه شيئا، معالي الوزير، فكبر الحاجب عن العين وهو أمر طبيعي، اتركوه لبذاءته، ويوماً ما سيعرف أنه لا يملك ما يقدمه لهذا الشعب إلا ذاك الخطاب المتاهفت البذيء، فالزمن كفيل بتعريته ما لم تساعدوه، وشعب الحراطين يريد الحياة والكرامة، لا بيرام ورهطه ».
ولكن في المقابل كتب الصحفي عزيز ولد الصوفي: « وتزيد أسهم بيرام بالنسية لي.. ولد اجاي وزير خرب القيم في هذا البلد، وأهان ضعفاء الشعب، وحاصر الحقل الإعلامي ».