نواكشوط– الربيع ولد ادوم
رغم عمله لمدة 15 عاما في تجارة الملابس الرجالية التقليدية في موريتانيا، لم يشهد النهاه ولد احمد التاجر في سوق كابيتال بالعاصمة نواكشوط، هذا الهبوط الكبير في أسعار الدراريع الرجالية من نوع “بازاه” الذي يرتديه الرجال الموريتانيون بشغف كبير، كرمز للأبهة والاحترام.
في اكبر عملية هبوط لأسعار “بازاه أزبي” بلغت أسعاره 32 الف أوقية للدراعة يوما واحدا قبل عيد الفطر المبارك، بعد أن كان سعرها في مواسم التخفيضات يصل 37 الف أوقية، وهو أمر اقلق بارونات السوق الأشهر من نوعها في موريتانيا، وان كان التجار وجدوا في تخفيض الاسعار فرصة لتجنب الكساد في ظل الازمة الاقتصادية خاصة بعد استيراد كميات كبيرة من القماش قبيل عيد الفطر والموسم الدراسي القادم.
بالنسبة للنهاه-45 عاما فان الازمة الاقتصادية التي خلقها ارتفاع أسعار المحروقات، تسببت في رفع المواد الغذائية ما تسبب في عزوف اجباري عن الكماليات، خاصة بالنسبة للرجال المعيلين للأسر، وهذا اثر على الإقبال بشكل كبير، لكن من ناحية أخرى فإن الأرباح الكبيرة التي يتم جنيها من بيع هذه الملابس تسمح بتخفيض السعر في أوقات الضرورة “لا تكون هنالك خسارة لكن الربح ينخفض”.
ليس ملابس “أزبي” وحدها التي شهدت هبوطا في الاسعار فالأمر لا يختلف بالنسبة لـ “أوريجينال- ألغاس- رويال” وهي فصائل من نفس القماش، وإن اختلفت الطبعة وفقا للأذواق واتجاهات الموضة التي يشهدها الشارع، وقد بيعت هذه الأنواع في السوق بـ 22 ألف أوقية للدراعة بدل 26-27 ألف أوقية، ليصل الى أقوى هبوط منذ 5 سنوات مضت.
لكن الأكثر أهمية هي تلك الدعاية التقليدية الهائلة التي عمل تجار سوق كابيتال والاسواق الصغيرة المرتبطة بها على بثها في الأوساط الارستقراطية والطبقة الوسطى، حول ضرورة انتهاز الفرصة لشراء الملابس للعيد و(ألموسم الدراسي القادم في أكتوبر) ما دامت وصلت هذه التخفيضات التي لن تستمر طويلا، وهو ما دفع الكثير من الشباب للتفكير بجدية في الحصول على احتياطي من “بازاه” درة الرجل الموريتاني ومفخرة المجالس التقليدية والحداثية على حد سواء.
محمد عدوه- 30 عاما هو تاجر خصوصي يزود الموظفين ورجال الأعمال بدراريع بازاه ليدفعوا ثمنها بالتقسيط، نفى في اتصال مع صحراء ميديا ان تكون أسعار الأزياء الرجالية قد انخفضت، معلقا بالقول: “كل ما في الامر هو ان هنالك لعبة راح ضحيتها المستهلك، فازياء بازاه الأصلية تستورد من ألمانيا وأسعارها ثابتة ومعروفة، أما الأزياء التي يتم الحديث اليوم عن انخفاض أسعارها فهي أساسا مستوردة من الصين واستراليا، ولا تتميز بنفس الجودة إطلاقا”.
قد لا تتجاوز تصريحات محمد أن تكون دعاية مضادة في دوامة الغموض الذي تشهده أسعار الملابس عموما في العاصمة نواكشوط لكنه على الأقل يوضح جانبا من الجدل الدائر اليوم حول ذلك القماش الأبيض المزخرف الذي شكل منذ الثمانينات من القرن المنصرم زي المرتبة الأولى في موريتانيا بدون منافس، حيث يرتديه الرؤساء والوزراء ورجال الاعمال والنخبة.