أغلقت مكاتب التصويت في دولة مالي، مساء اليوم الأحد، وبدأت عمليات فرز الأصوات في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، الذي رافقته ضيوف ثقيلة ممثلة في الهجمات المسلحة والعواصف الماطرة.
موفد « صحراء ميديا » إلى باماكو نقل عن مصادر خاصة قولها إن مسلحين مجهولين قتلوا فجر اليوم الأحد رئيس أحد مكاتب التصويت، في « نيافونكي »، الواقعة جنوب غرب مدينة تمبكتو التاريخية.
ويعد مقتل رئيس مكتب تصويت تطوراً خطيراً، فالدور الأول من الانتخابات وإن كان شهد 716 عملية منعت التصويت في مكاتب شمال ووسط البلاد، إلا أن هذه الهجمات لم تؤدي إلى سقوط قتلى.
وأكد الموفد أن هجمات أخرى استهدفت العديد من مكاتب الاقتراع، أدت لعدم تنظيم التصويت فيها، من ضمنها مكاتب أضرمت فيها النيران وأخرى سرقت معداتها.
كما أ’لنت وزارة الإدارة الترابية في مالي اختطاف ثلاثة أشخاص يعملون في طواقم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، الموجودة في وسط البلاد.
جميع هذه العمليات نفذها مسلحون مجهولون، يتحركون كأفراد وجماعات صغيرة، وتستقل دراجات نارية وتختفي بعد عملياتها في الغابات والأحراش.
وكان رئيس مكتب تصويت في قرية نائية قد أكد أن شخصيْن مسلحين أيقظاه في منزله الليلة البارحة، وطلبا منه أن يقودهما إلى تجهيزات مكتب الاقتراع، قفبل أن يضرما فيه النيران وينسحبا تحت جنح الظلام.
وقد أثارت هذه الهجمات مخاوف عدد كبير من الناخبين ما أثر بشكل كبير على مستوى الإقبال، ولكن في المقابل ساهمت الأمطار الغزيرة في عزوف الماليين عن التصويت.
موفد « صحراء ميديا » رصد خلال الساعات الأولى من فجر اليوم التأثير الكبير الذي خلفته الأمطار الغزيرة على حركة السير في العاصمة باماكو.
ونقل الموفد عن مراقبين محليين قولهم إن الأحوال الجوية السيئة ساهمت في ضعف مستوى الإقبال على مكاتب التصويت.
وفي مناطق من شمال ووسط البلاد كانت الأمطار غزيرة ومصحوبة بعواصف قوية أدت إلى تدمير بعض المنازل.
وقد عرقلت هذه الأمطار وصول الكثير من الناخبين في وسط وشمال البلاد لمكاتب التصويت، وفق ما أكدته مصادر محلية.
وبالإضافة إلى الهجمات المسلحة والعواصف الماطرة، يتحدث المراقبون عن « غياب التنافس » في الجولة الثانية من الانتخابات، إذ يعتقد العديد من الماليين أن النصر محسوم للرئيس المنتهية ولايته إبراهيما ببكر كيتا، على حساب زعيم المعارضة سوميلا سيسي الذي يقول الماليون إنه « غير محظوظ » في الوصول إلى الحكم، إذ أنه في طريقه ليخسر الشوط الثاني للمرة الثالثة في الانتخابات الرئاسية، بعد أن خسره في انتخابات 2002 و2013.