أطلق حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، مساء اليوم الجمعة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أياماً تشاورية من أجل مراجعة وإصلاح مسار الحزب الذي تأسس عام 2009، ويستعد لخوض ثالث انتخابات رئاسية منذ تأسيسه.
وتنظم هذه الايام التشاورية من طرف اللجنة التي كلفها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بتشخيص وضعية الحزب، وتقييم مساره ومراجعته، وتختتم هذه المشاورات يوم الأحد المقبل.
وحضر افتتاح هذه الأيام التشاورية العشرات من قيادات الحزب، بالإضافة إلى جموع من مناضليه، تجمهروا في باحة قصر المؤتمرات.
كما حضر عدد من أعضاء الحكومة، يتقدمهم الوزير الأول يحيى ولد حدمين، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة المكلفة بتشخيص وضعية الحزب الحاكم.
وقفة تأمل
رئيس الحزب سيدي محمد ولد محم، في افتتاح الأيام التشاورية، قال إن الحزب يمر بمرحلة وصفها بأنها « وقفة تأمل ومراجعة مع الذات »، وأوضح ولد محم أن الهدف من هذه المراجعة هو « أن نعود أقوى مما كنا عليه ».
ودعا ولد محم إلى التعلم من الأخطاء والعثرات التي وقع فيها الحزب خلال الفترات الماضية، وقال: « لسند الثغرات في جدران بيتنا، ولنبني حزبا قويا في الحكم، لا قويا به، يستعصي على الكسر ولا يرسم للعطاء السياسي حدا، وعلى لظى ونار النقد الذاتي ننقي معدننا النفيس من شوائبه ».
ووصف ولد محم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بأنه « الرئيس المؤسس للحزب ومرجعيته الأولى »، على حد وصفه.
حزب ناجح
من جانبه قال وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي، وهو عضو لجنة تشخيص وضعية الحزب الحاكم، إن الهدف من هذه الايام التشاورية هو « بناء حزب سياسي ناحج ».
وأوضح ولد اجاي أن هذا الحزب يجب أن « يناضل فيه الجميع من أجل بناء موريتانيا، وليس بناء الأفراد، أو الجهات أو القبائل ».
وأضاف الوزير أن الحزب الذي يسعون لإعادة تأسيسه سيكون « متكاملاً » مع الحكومة، في إشارة إلى ضرورة تجاوز حالة التوتر التي تشوب العلاقة بين قيادة الحزب والحكومة.
وأوضح ولد اجاي أن الحزب يجب أن « يدافع عن رئيس الجمهورية دفاعا شريفا دون استخدام موارد الدولة »، وفق تعبيره.
تحديات كبيرة
ولكن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يواجه تحديات كبيرة من أبرزها المشاكل الاقتصادية والأوضاع المعيشية داخل البلاد، والتي تجعل من الصعب عليه تنظيم حملة انتساب جديدة.
كما تشير المصادر إلى أن حالة التوتر بين مختلف الأجنحة تعمقت أكثر خلال اجتماعات لجنة تشخيص وضعية الحزب، وهو ما يعقد من مهمة اللجنة.
ويراهن القائمون على عملية إصلاح ومراجعة وضعية الحزب، على حضور ولد عبد العزيز وقوة الخطاب الذي سيلقيه، من أجل إطفاء نار الخلافات والدفع بالمشاورات إلى الأمام.