تشهد الساحة الواقعة قبالة مبنى الحكومة الموريتانية؛ وسط العاصمة نواكشوط، حضور معتصمين تعددت مطالبهم، والهدف واحد؛ وهو تدخل الدولة لإنصافهم مما يعتبرونها ظلما.
ففي صدارة المشهد، يقف أساتذة متعاونون مع مؤسسات التعليم العالي، يقول المتحدث باسمهم؛ الحسن ولد ملعينين، إنهم 300 أستاذ، يعملون في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وبعض مؤسسات التعليم العالي الأخرى، منذ 13 سنة.
ويؤكد ولد ملعينين، لصحراء ميديا، أن الدولة “قامت باكتتاب أضعاف عددهم من الموظفين الذين يفتقرون إلى خبراتنا”، وأن رواتب المكتتبين في سلك الوظيفة العمومية تفوق رواتب المتعاونين بعشرة أضعاف؛ بحسب تعبيره.
وطالب المتحدث باسم الأساتذة المتعاونين مع مؤسسات التعليم العالي، رئيس الجمهورية والوزير الأول، بإنصافهم من خلال تعديل القانون المحدد للسفق لسن ولوج الوظيفة العمومية، ليتجاوز سقف الأربعين عاما، كحد أعلى.
وعلل المعتصمون ذلك بالقول إن غالبية الحاصلين على الشهادات العليا في البلد تجاوزت أعمارهم سن الأربعين، بسبب التأخر في مزاولة الدراسة بالنسبة بالنسبة لأجيال كثيرة، مشيرين إلى أن استمرار العمل بالقانون الحالي “سيفاقم أزمة البطالة في صفوف طبقة تتحمل الكثير من أعباء الحياة اليومية”؛ على حد قولهم.
وغير بعيد من خيمة متعاوني التعليم العالي، تقف مجموعة من مفتشي البيئة، يشكون ما وصفوه بسوء المعاملة، ويطالبون بتسحين أوضاعهم من خلال اكتتابهم كعمال رسميين.
ويشير محمد ولد محمد موسى؛ المتحدث باسم مفتشي البيئة المعتصمين؛ في تصريح لصحراء ميديا، إنهم يعيشون الوضع الحالي منذ 2006، مطالبين بتحديد مستقبلهم.
أما عمال المكتب الوطني لمكافحة السيدا، فقد حضروا من أجل تحقيق مطلبين لا ثالث لهما.. إعادة الأمينة التنفيذية التي تمت إقالتها، وتسديد مرتبات سنة ونصف لـ50 إطارا يعملون بالمكتب.
ولأن احتلال الساحات العمومية بات أمرا مألوفا لدى ساكنة نواكشوط، منذ عقود، فقد قررت أسر تقطن مقاطعة الميناء نقل إقامتها، ولو مؤقتا، إلى الساحة الواقعة قبالة مبنى الحكومة، طلبا لحل نزاع حول 50 قطعة أرضية بالميناء.
الوقفة الاحتجاجية الوحيدة اليوم؛ أمام الوزارة الأولى، كانت من نصيب “منسقية شباب 25 فبراير”، التي طالبت بإسقاط الحكومة، بحضور المئات من منتسبيها، رافعين شعارهم الوحيد؛ في وقفة اليوم على الأقل.
ووصفت اللجنة الاعلامية؛ لصحراء ميديا، الحكومة بالعجز عن تلبية مطالب الشباب، مؤكدة أنه لا بد من تلبية العريضة المطلبية التي قدمت الاسبوع قبل الماضي؛ بحسب تعبيرها.
وطالبت اللجنة الإعلامية، أية حكومة قادمة، بأخذ تلك العريضة المطلبية بعين الاعتبار، “لأنها هي التي تحل مشاكل الوطن وتلامس هموم المواطنين”؛ على حد وصفها.