اتهم السجين السلفي الموريتاني البتار أبو قتادة الناصري، زميله أبا مجاهد بأنه “انتكس وانقلب على عقبيه، وانسلخ انسلاخا شبه كلي من الدين”، مشيرا إلى أنه “بعد أن حكمت عليه محكمة الطاغوت بالإعدام تمرد على قضاء الله وقدره”.
وأضاف البتار، في رسالة وجهها من زنزانته في السجن المدني بنواكشوط، وحصلت عليها صحراء ميديا، إن محمد ولد اشبيه، الملقب أبا مجاهد، “ضرب بالعمامة وثياب السنة عرض الحائط وحلق لحيته ولبس لباس من لا خلاق لهم، وعاد إلى التدخين”؛ بحسب تعبير البتار.
وقال أبو قتادة إن من وصفه بأبي مجاهر “صار يعلن بكل وقاحة أنه انتكس وانقلب على عقبيه”، مضيفا “لقد رأيت والله بأم عيني بعض اللصوص داخل السجن ينظرون إليه نظرات ازدراء واحتقار وهو يدخن سجارة بجانبهم، كيف لا وقد كان يدعوا بعضهم قبل أيام إلى التوبة إلى الله والإقلاع عن التدخين؟”
واتهم البتار زميله أبا مجاهد بالبراءة ممن وصفهم بالمجاهدين أثناء محاكمته بتهمة المشاركة في عملية ضد الجيش الموريتاني، “الذى قطع أوصاله وأثخن فيه أيما إثخان في “تورين”، مشيرا إلى أن أبا مجاهد “كان يتبجح بذلك إلى وقت قريب حيث روى لي تفاصيل تلك الوقعة وغيرها مرارا وقد مضيت معه شهورا عديدة في نفس القاطع”.
وأكد البتار أن رفيقه حكى له ولغيره من السجناء السلفيين تفاصيل قصته مع الحزام الناسف “الذي لم يمنعه من تفجيره سوي الجبن”، واصفا ما أدلى به أبو مجاهد أمام المحكمة بالترهات، “كقوله إنه طلب من المجاهدين أن يعطوه حزاما ناسفا ليقوم بعملية في نواكشوط وأنه ما أراد بذلك سوي خداع المجاهدين من أجل الرجوع إلى الوطن ونبذ العنف كما يسميه هو”؛ على حد وصف الرسالة
ووصف البتار تصريحات محمد ولد اشبيه بمسرحية من إخراج المرجعية الانبطاحية الكبرى، قائلا إن من يعبر عنه بالطاغوت إطلاق سراح أبي مجاهد “بسبب المهمة العظيمة التي يقوم بها داخل السجن”.
وردت الرسالة على قول ولد اشبيه بأنه سيرفض الرجوع إلى معسكرات القاعدة في حال مطالبتها بإطلاق سراحه، بالقول إنه “ما قال ذلك الكلام إلا لأنه يعلم أن المجاهدين لن يطالبوا بجبان خائن مثله”، مؤكدا أنه “طلب الكلام منهم عبر الهاتف فرفضوا ذلك رفضاً باتاً”.
ونفى البتار صحة ما قاله ولد اشبيه؛ في تصريح سابق لصحراء ميديا، من أن السلفيين ضربوه، معتبرا ذلك “مجرد وسيلة ليعلن للطاغوت براءته من أهل الخير وحبه لمدمني المخدرات وغيرهم من أتباع الشيطان”؛ بحسب تعبيره.
وختم أبو قتادة الناصري رسالته بالقول إن “قصة أبي مجاهر و ديد وغيرهم من عباد الشهوات لعبرة لأولي الألباب”، مشيرا إلى أنه “حري بمن شاهد عن قرب المسخ الذي حصل لهم أن يتيقن أن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء”.
وكان مفتي “إمارة الصحراء” بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وعضو مجلس شوري التنظيم، الموريتاني عبد الرحمن التندغي الملقب أبي أنس الشنقيطي، الذي يعتقد أنه معتقل في السجون الجزائرية، قد حذر السجناء السلفيين في سجن نواكشوط من “الجدال والنقاش في أمور لا طائل من بحثها ولا يترتب عليها عمل أو خدمة لدين الله”؛ بحسب تعبيره.
تحذير مفتي القاعدة جاء على خلفية مشادات كلامية بين السجناء المحسوبين على التيار السلفي في موريتانيا، والتي كانت من ضمنها الخلافات التي ظهرت للعيان بين الخديم ولد السمان وعبد الله ولد سيديا أثناء الحوار الذي جمعهم بعلماء مفوضين من قبل الرئاسة الموريتانية يناير 2010.
وبرز الخلاف الثاني عندما قال معروف ولد الهيبه إن الخديم ولد السمان “لا يمثل إلا نفسه، والجميع جنود في تنظيم القاعدة”، مشيرا إلى أن اتصالا من الخديم على شقيق سيدي ولد سيدينا “هو الذي افسد عملية سانتر أمتير”.
ويتهم الشباب السلفيون من وصفوهم بمشايخهم بتوريطهم من خلال الفتاوى الجهادية، والتخلي عنهم بمجرد بداية الحرب على الإرهاب؛ على قولهم.
يشار إلى أن البتار أبو قتادة الناصري سبق أن هاجم كلا من المجلسي ومعروف ولد الهيبة ومحمد ولد اشبيه وآخرين في مقالات نشرت عبر مواقع ألكترونية وصحف محلية.