قال المفكر الإسلامي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي إن “التطفيف يسود تحديد مفهوم الإرهاب”، معتبرا أنه “لا يوجد ظالم يعترف لمظلوم بشرعية مقاومته”، وأن “الدارسين يقفون محتارين أمام إشكالية تعريف الإرهاب”.
واستفاض الشنقيطي في عرض التعاريف الغربية للظاهرة، وذلك ضمن محاضرته في آخر جلسات اليوم الأول من ندوة (الإرهاب والتطرف)، مؤكدا أن من المفكرين الغربيين من يذهب إلى أن “لفظة الإرهاب تعريف يحمل حكما أخلاقيا”، بينما يرى آخرون أن “هناك شللا تعريفيا للإرهاب”.
وخلص الشنقيطي إلى أن “أنصف التعارف أن :الإرهاب هو الاستهداف المتعمد للمدنيين لتحقيق أهداف سياسية ببث الرعب في المجتمع”، مميزا بين الجوانب النظرية والفكرية “فالراديكالية موقف نظري، والعنف موقف عملي”؛ بحسب الشنقيطي.
وبين المفكر الإسلامي أن “الحكومات العادلة لا يهمها الموقف الفكري”، مستشهدا بما وصفه في التراث الإسلامي بـ”مواقف رائعة” كـ”موقف عالي من الخوارج حين قال لهم: لا نمنعكم مساجد الله، ولا من الفيء، ولا نقاتلكم حتى تقاتلوننا”، وقال الشنقيطي إن هذا الموقف يؤصل لـ”منهجية استيراتيجية الدفاع المحدود وهو ما أراه يصلح لنا”؛ على حد وصفه.. مشددا على أن “الإرهاب وليد سياق الزمان والمكان ولا يمكن تفسيره بوقف ديني”.
وفي سياق عرضه للحلول أكد الشنقيطي على أهمية حل “التحييد السلمي للمنظمة الإرهابية باعتباره من أمضى الأسلحة في مواجهة الإرهاب لأنه أقل كلفة، وأكثر إنسانية وترفقا بالدماء، وهو بالمحصلة علاج للأمراض وليس تسكينا للأعراض”؛ وفق تعبير المحاضر.
ونصح الشنقيطي بـ”الابتعاد عن الحلول العسكرية التي ليست أحسن بالنسبة لبلادنا لظروف الزمان والمكان والإمكان”، مرحبا بـ” تغليب منهج اكتساب الطرف الآخر على منهج التغلب عليه، وتغليب منهج إنقاذ المستقبل بدل الانتقام للماضي”؛ على حد وصفه.
وكان الدكتور محمد المختار ولد اباه ؛ رئيس جامعة شنقيط العصرية، قد أدار الجلسة التي تضمنت عرض الشنقيطي، فاتحا الباب أمام التعقيبات على العرض، واستشكالات المشاركين، وقد استهل ولد اباه الجلسة بتمهيد لموضوع المحاضرة، وبتقديم للمحاضر الشنقيطي الذي وصفه ولد اباه بـ” بالمناضل والمفكر الإسلامي الكبير على حداثة سنه”، بحسب تعبيره.