واصل المجلس العسكري الحاكم في النيجر، تحركاته الإقليمية لمواجهة ضغط المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، من أجل إفشال الانقلاب الذي قاده المجلسُ ضد حكم الرئيس المنتخب محمد بازوم، والموجود منذ الأربعاء 26 يوليو في قبضة حرسه الرئاسي.
وفي آخر هذه التحركات، أرسل المجلس العسكري في النيجر وفدًا إلى دولة غينيا، التي يحكمها هي الأخرى مجلس عسكري منذ 2021، وتواجه عقوبات من مجموعة (إيكواس)، على غرار كل من مالي وبوركينا فاسو.
وبحسب ما أوردت مصادر في غينيا، فإن الوفد النيجري طلب من السلطات الغينية “الدعم لمواجهة التحديات القادمة”، في وقت تواجه نيامي خطر تدخل عسكري تلوح به مجموعة (إيكواس).
وكانت غينيا قد أعلنت في بيان رسمي صدر نهاية الشهر الماضي، أي بعد انقلاب النيجر بأيام قليلة، رفضها للعقوبات المفروضة على النيجر من طرف مجموعة (إيكواس)، كما رفضت أي تدخل عسكري في النيجر.
وقال التلفزيون الحكومي في غينيا إن رئيس البلاد العقيد مامادي دومبيا، استقبل وفدًا من النيجر يقوده الجنرال موسى سالاو بارو، وقال الأخير في تصريح صحافي: “نحنُ هنا لنتقدم بالشكر إلى السلطات في غينيا على دعمها للمجلس العسكري لحماية الوطن، في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها النيجر”.
وأضاف: “لقد كنا قلقين جدًا، بسبب انحرافات على المستوى الأمني، وانحرافات أخرى تتعلق بالفساد المتجذر، لذا توجب علينا انطلاقًا من مسؤولياتنا أن نتحرك لحماية الوطن”.
وما يزالُ محمد بازوم (63 عامًا) وأفراد عائلته محتجزين لدى قادة الانقلاب العسكري، فيما أعرب عدد من ممثلي المنظمات والدول الحليفة للنيجر عن قلقهم بشأن ظروف الاحتجاز والحالة الصحية للرئيس المعزول.
في غضون ذلك، تلقى بازوم “زيارة من طبيبه” السبت، فيما وصل إلى العاصمة نيامي وفد من رجال دين نيجيريين والتقى قادة الانقلاب الممسكين بالسلطة منذ 26 يوليو.
وقال أحد أقاربه لوكالة فرانس برس إن “رئيس الجمهورية تلقى زيارة من طبيبه اليوم” السبت الذي “أحضر له طعاما “، وكذلك لنجله وزوجته المحتجز ين معه، مضيفا “إنه بخير بالنظر إلى الوضع”.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد الجمعة عن “قلقه الشديد” حيال “تدهور ظروف احتجاز” بازوم.
ورأى أن “مثل هذه المعاملة لرئيس منتخب ديموقراطيا من خلال عملية انتخابية قانونية غير مقبولة”.
كذلك أبدى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “استياءه” من رفض العسكريين الإفراج عن بازوم وعائلته “كبادرة حسن نية”.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء أنه “قلق جدا” بشأن “الظروف المعيشية البائسة التي يقال إن الرئيس بازوم يعيش في ظلها مع عائلته”، وفق بيان صادر عن الأمم المتحدة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت مع بازوم إن معاملته وعائلته “غير إنسانية وقاسية”.
في الأثناء، وصل السبت وفد من قادة دينيين مسلمين نيجيريين إلى نيامي للتحدث إلى الانقلابيين الذين رفضوا الثلاثاء استقبال وفد من الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة.
وتأتي الزيارة في حين تواصل “إيكواس” إعطاء الأولوية لحل دبلوماسي للأزمة، بعدما كانت قد أعطت موافقتها على نشر قوة تدخل لإعادة بازوم إلى منصبه.
والتقى الوفد رئيس الوزراء المدني المعين حديثا علي محمد الأمين زين، ولاحقا قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تيراني، وفق ما أفاد التلفزيون الوطني النيجري.
وأكد لفرانس برس مصدر مقر ب من الوفد أن “مهمة الوساطة” ترمي إلى “تهدئة التوترات التي أثارها احتمال التدخل العسكري لإيكواس”.
وقالت وكالة الأنباء النيجرية إن الوفد “التقى في بداية الأسبوع في أبوجا الرئيس الحالي” لإيكواس رئيس نيجيريا بولا تينوبو، لمحاولة التوسط بين المنظمة والانقلابيين.
وترتفع أصوات برلمانيين وقادة سياسيين في نيجيريا يطالبون الرئيس بولا تينوبو بإعادة النظر في التدخل العسكري المحتمل من دول غرب أفريقيا في النيجر لإعادة النظام الدستوري.
ووصل الوفد نيامي غداة إرجاء “إيكواس” اجتماعا مهما كان مقررا السبت حول نشر قوة التدخل.
وكان يفترض أن يلتقي قادة أركان جيوش دول “إيكواس” في العاصمة الغانية أكرا من أجل تقديم المشورة لقادة المنظمة بشأن “أفضل الخيارات” في ما يتعلق بقرارهم تفعيل ونشر “قوتها الاحتياطية”.
لكن بحسب مصادر عسكرية إقليمية، تم تأجيل الاجتماع “لأسباب فنية” من دون الكشف عن موعد جديد.