أمضى سكان عدد من مناطق الولايات المتحدة ليلة عيد الميلاد في أجواء من البرد الشديد، بسبب عاصفة شتوية أودت بحياة 17 شخصا، وأدت إلى اضطراب حركة النقل من إلغاء آلاف الرحلات الجوية إلى قطع طرق.
وتتوقع خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية (ان دبليو اس) أن تستمر العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل أن تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية الطبيعية “بحلول منتصف الأسبوع المقبل”.
وحتى الساعة 22,00 بتوقيت غرينتش من مساء السبت، كان حوالي 530 ألف منزل بدون كهرباء مقابل 1,5 مليون في الوقت نفسه من الجمعة، حسب موقع “باور-آوتيج. يو اس”، خصوصا في ولايتي كارولاينا الشمالية ومين حيث تدنت درجات الحرارة إلى دون الصفر.
وحذرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية من خطر الموت بسبب البرد ودعت سكان المناطق المتضررة إلى البقاء في منازلهم. وقال المصدر نفسه أن درجة الحرارة انخفضت إلى 48 درجة مئوية دون الصفر.
Les images du #blizzard à #Buffalo dans l’État de #NewYork sont totalement folles ??#WinterStorm #USA
(? : @ReedTimmerAccu)pic.twitter.com/TeIOhB4yJw— Antoine Llorca (@antoinellorca) December 24, 2022
من جهة أخرى، أكدت السلطات أن 17 شخصا على الأقل في ثماني ولايات لقوا مصرعهم بسبب الأحوال الجوية.
وسقط أربعة من القتلى في ولاية أوهايو في حوادث مرتبطة بالعواصف. وقال مايك ديواين حاكم أوهايو إن عددا من هؤلاء الضحايا لقوا حتفهم في حوادث على الطرق التي أصبحت خطيرة جدا.
ونشرت حاكمة نيويورك كاثي هوشول الحرس الوطني في مقاطعتي آيري وبوفالو في شمال شرق الولاية، المنطقة المتأثرة بالعاصفة بشدة. وقال مسؤولون في بوفالو كبرى مدن الولاية إن خدمات الطوارئ شبه مشلولة.
والوضع أغرب في بوفالو الواقعة على الجانب الآخر من الحدود مع كندا. وقال زوجان من هذه المدينة الواقعة على ضفاف بحيرة آيري لوكالة فرانس برس إن الطرق غير سالكة ولن يقوما برحلة تستغرق عشر دقائق لزيارة أسرتهما في عيد الميلاد.
وأكدت ريبيكا بورتولين (40 عاما) أنه “يمكننا حاليا رؤية الجانب الآخر من الشارع لكن الليلة الماضية لم نتمكن حتى من رؤية ما وراء الشرفة”. ويعاني خطيبها علي لاوسن من آلام في الظهر لكنه يفضل البقاء في المنزل على المجازفة بقيادة السيارة إلى المستشفى.
وتضرب عاصفة تعد الأعنف منذ عقود، البلاد منذ مساء الأربعاء. وقد رافقتها رياح قطبية تسببت في تساقط ثلوج كثيفة لا سيما في منطقة البحيرات العظمى.
وألغيت أكثر من 3300 رحلة وأرجئت أكثر من 7500 أخرى السبت. وفي اليوم السابق ألغيت نحو ستة آلاف رحلة، حسب الموقع الالكتروني لمراقبة حركة الطيران “فلايت-أوير.كوم”.
وفي عدد كبير من المدن الأميركية مثل دنفر أو شيكاغو، فتحت ملاجئ لاستقبال الأشخاص المحتاجين للحصول على تدفئة وحمايتهم من خطر انخفاض حرارة الجسم.
وبسبب تدني درجات الحرارة، أصبح الضغط على شبكة الطاقة كبيرا جدا.
ودعت “بنسلفانيا-نيوجيرزي-ميريلاند انتركونيكشن” (بي جي ام) شركة توزيع الكهرباء في عشر ولايات في شمال شرق الولايات المتحدة، السكان إلى خفض استهلاكهم طوال يوم السبت من أجل تجنب انقطاعات في التيار.
اضطرت بعض المدن ولا سيما في ولاية كارولينا الشمالية، إلى قطع الكهرباء مؤقتا بسبب ارتفاع الطلب مما حرم عددا من المنازل من التدفئة.
وقالت المعلمة والمتطوعة روزا فالكون لفرانس برس في إل باسو بولاية تكساس إن مهاجرين يائسين قادمين من المكسيك، لجأوا إلى كنائس ومدارس ومركز مدني بحثا عن الدفء.
لكنها أضافت أن بعضهم اختاروا البقاء في الخارج في البرد الشديد خوفا من لفت انتباه سلطات الهجرة.