تنطلق اليوم الاثنين، فعاليات القمة العالمية للمناخ (كوب27) بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وحضور 120 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات بينهم الرئيس الموريتاني، ولفيف من الشخصيات الدولية والخبراء.
ويتعرض المجتمعون في شرم الشيخ، لضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية، إزاء الاحترار الآخذ بالارتفاع، ولتوفير دعم مالي للدول الفقيرة أكثر المتضررين من التغير المناخي.
وستمتد الجلسة العامة للقمة، على مدار يومى 7 و 8 نوفمبر، حيث ستشهد بيانات لعدد من القادة والزعماء المشاركين فى الاجتماعات، كما ستعقد على مدار اليومين 6 اجتماعات بمشاركة حوالى 40 من رؤساء الدول والحكومات من مختلف دول العالم .
تأتي هذه الاجتماعات على خلفية أزمات متعددة مترابطة، تهز العالم، وهي الغزو الروسي لأوكرانيا، والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود، وأزمة الطاقة، مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء.
وهذه “الأزمة المتعددة الجوانب” قد تدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات، رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيرا العام 2022، مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فسادا بالمحاصيل.
وقال سايمن ستييل مسؤول المناخ في الأمم المتحدة لدى الافتتاح الرسمي لكوب27 الاثنين “كل الأزمات مهمة لكن ما من أزمة لها تداعيات كبيرة” مثل الاحترار المناخي الذي ست واصل عواقبه المدمرة “التفاقم”.
إلا أن الدول لا تزال متهمة بالتقصير في ما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار.
وينبغي أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45 % بحلول العام 2030، لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015 طموحا، ويقضي بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية.
لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تراوح بين 5 و10 %، ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية، في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي.
غير أنه مع السياسات المتبعة راهنا، يتوقع أن يبلغ الاحترار 2,8 درجة مئوية وهو أمر كارثي، على ما تفيد الأمم المتحدة.
كما يترقب العالم باهتمام، الإعلانات المتعلقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة، وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، حتى لو أن مسؤوليتها فيها محدودة إذ إن انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جدا.
وفي بادرة يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية فقط، قرر المندوبون إلى كوب27 الأحد، للمرة الأولى إدراج مسألة تمويل الأضرار الناجمة من الاحترار على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر.
وتقدر هذه الأضرار، بعشرات المليارات منذ الآن، ويتوقع أن تستمر بالارتفاع الكبير. فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسببت وحدها بأضرار قدرت بأكثر من 30 مليار دولار.
وتطالب الدول الضعيفة إزاء هذه التداعيات، بآلية تمويل خاصة، إلا أن الدول الغنية، تتحفظ على ذلك، إذ تخشى أن تحمل المسؤولية رسميا وتفيد بأن نظام تمويل المناخ معقد كفاية بحالته الراهنة.
ويجرى المؤتمر في غياب طرفين رئيسيين. إذ يغيب الرئيس الصيني شي جيبينغ عن كوب27 في حين أن نظيره الأميركي جو بادين المنشغل بانتخابات منتصف الولاية الثلاثاء، سيمر على شرم الشيخ سريعا في 11نوفمبر.
بيد أن التعاون حيوي بين البلدين اللذين يصدران أعلى مستوى من انبعاثات غازات الدفيئة، وتشهد علاقاتهما توترا شديدا. لكن قد يلتقي شي وبايدن في بالي في الأسبوع التالي، على هامش قمة مجموعة العشرين.